في صفقة رمزية غير تقليدية، عقدت الحكومة الأمريكية صفقة شراء نظام الذكاء الاصطناعي "غروك" الذي طورته شركة xAI التابعة لإيلون ماسك، مقابل 42 سنتاً فقط لكل وكالة حكومية لمدة 18 شهراً، وهي صفقة وصفتها الحكومة بأنها "فريدة"، وقد تُعيد ضبط علاقة ماسك المتوترة مع ترامب، وتُشعل الصراع حول أيّ النماذج تُهيمن على واشنطن، وفقاً لـ "fortune".
وبموجب الاتفاق مع إدارة الخدمات العامة (GSA)، التي تشرف على شراء التكنولوجيا للحكومة الفيدرالية، ستحصل الوكالات على الوصول إلى نماذج مثل Grok 4 ونسخة سريعة جديدة تسمى Grok 4 Fast مقابل رسوم رمزية تبلغ 42 سنتًا.
تأتي هذه الصفقة بعد ترتيبات مشابهة مع شركات أخرى مثل جوجل التابعة لشركة Alphabet، وOpenAI مطورة ChatGPT، وAnthropic، وهي شركة نماذج اصطناعية اصطدمت سابقًا بالبيت الأبيض.
يعني ذلك أن الحكومة الأمريكية تعمل الآن مع الشركات الأمريكية الاربع التي تطور أكثر أنظمة الذكاء الاصطناعي تقدماً.
ووافقت OpenAI وAnthropic على تقديم نماذجهما مقابل دولار واحد، بينما تفرض Google رسومًا قدرها 47 سنتًا.
خدمات مجانية
ولدى الشركات استعداد فعلي لتقديم تقنيتها مجانا للحصول على موطئ قدم في الحكومة الفيدرالية، الذي يُنظر إليه كعلامة اعتماد في سباق الذكاء الاصطناعي، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال".
يعد أتمتة العمليات الحكومية التقليدية أحد الاستخدامات الواعدة للتكنولوجيا، مما يثير المنافسة لتصبح الأداة الأكثر شعبية بين موظفي الحكومة الفيدرالية. كما أن الشركات الأربع لديها عقود مع وزارة الدفاع بقيمة 200 مليون دولار لكل منها.
وقال جوش غرينباوم، مفوض خدمة الاستحواذ الفيدرالية، : "نحن نحب فكرة وجود منافسة قوية وتوتر سوقي بين هذه النماذج وهذه الشركات. عندما يقوم أحدهم بتحديث نموذجهم بإضافة ميزة رائعة، هذا يشجع الآخرين على القيام بالمثل."
يشرف غرينباوم على المشتريات في GSA، وهي الجهة التي تختار موردي التكنولوجيا للحكومة. وكان أحد موظفي GSA المرتبطين بماسك وإدارة كفاءة الحكومة (DOGE)، التي تروج لاستخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة لتحسين إنتاجية العاملين الفيدراليين.
وأوضح غرينباوم أن الوكالة تتخذ قراراتها بشكل مستقل، لكنها تعطي الأولوية للكفاءة، وترى أن الذكاء الاصطناعي يعزز إنتاجية الموظفين بشكل رئيسي.
وبعد خلاف علني بين ماسك وترامب عقب مغادرته الإدارة في أواخر مايو، يبدو أن العلاقة بين الاثنين تحسنت، فقد جلس ماسك بجانب ترامب في خدمة تأبين تشارلي كيرك في أريزونا يوم الأحد، وتصافحا وتبادلا الحديث.
وقال ماسك : "نتطلع إلى مواصلة العمل مع الرئيس ترامب وفريقه لنشر الذكاء الاصطناعي بسرعة في جميع أنحاء الحكومة."
وأعلنت الشركة أنها تأمل في الحفاظ على الحياد السياسي في ردود الذكاء الاصطناعي، بما يتوافق مع أمر تنفيذي وقعه ترامب في يوليو ينص على أن الحكومة لن تتعامل مع روبوتات محادثة متحيزة.
ورغم تقدم الشركة في تطوير ذكاء اصطناعي قوي، إلا أنها تواجه صعوبة في المنافسة مع شركات أكثر خبرة مثل OpenAI وAnthropic، اللتين تمتلكان قاعدة عملاء أكبر.