تعد حديقة توريس ديل باين الوطنية جزءًا من النظام الوطني للمناطق الحرجية المحمية في تشيلي، وتغطي مساحة تصل إلى 181,414 هكتارًا، ما يجعلها واحدة من أكبر الحدائق وأكثرها زيارةً في البلاد.
وتستقبل الحديقة سنويًا نحو 252,000 زائر، 54٪ منهم سياح أجانب، ما يعكس شهرتها الدولية وجاذبيتها كجزء من طريق نهاية العالم السياحي، وتوفر للزوار مزيجًا من المناظر الطبيعية الخلابة والأنشطة البيئية المتنوعة، ما يجعلها مقصدًا رئيسيًا لعشاق الطبيعة والمغامرة.
تشكل الحديقة واحدة من 11 منطقة محمية في منطقة ماجالانيس والقارة القطبية الجنوبية، إلى جانب أربع حدائق وطنية وثلاث محميات وطنية وثلاث آثار وطنية، وتمثل مناطق الغابات المحمية مجتمعة نحو 51٪ من مساحة أراضي المنطقة، ويتيح هذا التصنيف للحديقة حماية التنوع البيولوجي الفريد فيها، ويضمن استدامة النظم البيئية البرية والأنهار والبحيرات المحيطة، كما يعزز جهود البحث العلمي والمراقبة البيئية، ويؤكد الدور الحيوي للحديقة في المحافظة على البيئة الطبيعية في جنوب تشيلي.
تتميز حديقة توريس ديل باين بأبراج الصنوبر الثلاثة المميزة، والتي تُعرف باسم توري داغوستيني، وتوري سنترال، وتوري مونزينو، وتمتد هذه القمم إلى ارتفاع 2500 متر فوق سطح البحر، ويرتبط بها كويرنوس ديل باين أو قرون باين.
وتشكل هذه التكوينات الجبلية علامات بارزة للحديقة، كما توفر خلفية مثالية للتصوير والمغامرات، ويضيف وجود الوديان والأنهار الجليدية والبحيرات جمالًا إضافيًا للمناظر الطبيعية، ويتيح للزوار استكشاف بيئات متنوعة في موقع واحد، ما يعكس ثراء التضاريس في المنطقة.
تشمل الحديقة العديد من البحيرات مثل غراي وبوهوي ونوردنسكيولد وسارمينتو، كما تحتوي على الأنهار الجليدية مثل غراي وبينغو وتيندال، والتي تُعد جزءًا من حقل باتاغونيا الجليدي الجنوبي، وتساهم هذه التشكيلات في تزويد البحيرات والممرات المائية بالمياه العذبة، كما تخلق مناظر طبيعية مذهلة تمتد على مساحات واسعة، وتتيح للزوار تجربة فريدة تجمع بين التفاعل مع الطبيعة والتعلم عن الجيولوجيا والمناخ، ما يجعل الحديقة مقصدًا بيئيًا وسياحيًا متكاملاً.
تسهم حديقة توريس ديل باين في تعزيز السياحة البيئية والأنشطة الخارجية في تشيلي، إذ توفر مسارات للمشي والمغامرات الجبلية، ومواقع للتخييم ومراقبة الحياة البرية، كما تشجع على التفاعل المباشر مع الطبيعة، وتزيد من وعي الزوار بأهمية الحفاظ على النظم البيئية، وتؤكد مكانة الحديقة كواحدة من أبرز الوجهات الطبيعية في أمريكا الجنوبية، وتبرز كرمز للحفاظ على البيئة والجمال الطبيعي في نفس الوقت.