في الشمال الغربي البعيد من أرخبيل فيجي، تتلألأ جزيرة ناكولا كأحد الكنوز الخفية التي لا تزال تحتفظ بسحرها الطبيعي وأصالتها الثقافية. وعلى مقربة منها، تقع قرية ياساوا التقليدية التي تمنح الزائر فرصة فريدة للغوص في عمق الثقافة الفيجية.

ومع ازدياد الوعي العالمي بالتحديات البيئية، تبرز ناكولا كنموذج رائد في تحقيق توازن حقيقي بين الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية السياحية، لا بالشعارات، بل بالممارسات اليومية التي يديرها السكان المحليون ويشاركون فيها بفعالية.

طبيعة بكر... وثقافة تنبض بالحياة
تجمع ناكولا بين جمال الطبيعة والعمق الإنساني من الشواطئ ذات الرمال البيضاء الناعمة إلى الشعاب المرجانية المتلألئة، تبدو الجزيرة كلوحة فنية مرسومة بعناية. لكن ما يجعل التجربة فريدة بحق هو التفاعل الحي مع قرية ياساوا، إحدى القرى التقليدية التي لا تزال تحافظ على نسق الحياة الفيجية الأصيلة، ويقدّمون للزائر تجربة لا تنسى من الضيافة والثقافة.

عبر الجولات داخل القرية يتذوق السياح الطعام المصنوع من محاصيل عضوية محلية، يشاركون في احتفالات الكافا والغناء التقليدي ويتعلمون عن الأعشاب الطبية، والزراعة المستدامة، كما يتعرفون على حكايات السكان التي تناقلوها عبر الأجيال.

استدامة حقيقية تنبع من المجتمع
السياحة في ناكولا ليست مفروضة من الخارج، بل نابعة من المجتمع. السكان، المنتجعات، والضيوف يشتركون في رؤية واحدة: الرفاهية لا تعني التبذير، والراحة لا تتطلب استنزاف الموارد.
وتبرز العديد من المبادرات البيئية في الجزيرة كالاعتماد الجزئي على الطاقة الشمسية، إدارة المياه والنفايات بطرق صديقة للبيئة، تنظيم ورش عمل توعوية للسياح حول حماية الشعاب المرجانية، إشراك سكان القرية في التخطيط والتشغيل السياحي حيث يتم توظيف السكان المحليين من ابناء القرى المجاورة مما يقدّم لهم فرصًا حقيقية للتطوير المهني والتمكين الاقتصادي ويحافظ على الثقافة والأصالة.

(Orsman’s bay lodge) أورسمان باي لودج
السياحة المجتمعية في أبهى صورها:
أو منتجع المجتمع المحلي حيث يتميز هذا النزل بإدارته الكاملة من قبل سكان القرية، وهو تجربة بسيطة لكنها أصيلة تعكس الاعتماد على الذات بدءاً بترشيح الموظفين والذي يتم عن طريق رئيس القرية كما يُطهى الطعام بأيدي نساء القرية من محاصيل مزروعة محليًا، يشارك السكان المحليون النزلاء الرقصات والأهازيج الشعبية، الأنشطة اليومية تعكس التقاليد المحلية، كما تُباع الحرف اليدوية للزوار كجزء من دعم الاقتصاد القروي ويعاد استثمار الأرباح في تطوير التعليم والبنية التحتية للقرية.

وبذلك يمثل هذا المنتجع نموذجًا فريدًا لكيف يمكن للسياحة أن تكون أداة تمكين للمجتمع، تحفظ الهوية وتدعم التنمية دون إلحاق الضرر بالبيئة.

سياحة تدعو للتأمل والتغيير
زيارة جزيرة ناكولا تجربة لا تقتصرعلى الاستجمام فحسب، بل تحمل بعدًا إنسانيًا وبيئيًا يجعل الرحلة أكثر غنى ومعنى فهي تذكير بأن السياحة لا يجب أن تكون عبئًا على البيئة، بل يمكن أن تكون وسيلة لحمايتها، وتعزيز العدالة المجتمعية هي أيضاً دعوة لإعادة التفكير في كيفية السفر، ولماذا نسافر، وما الأثر الذي نتركه خلفنا؟؟.

كسوة الكعبة المشرفة
الفيصل يضخ المياه العذبة ويؤسس للجامعات في محافظات المنطقة / نبراس - إنتصار عبدالله
تصحيح أوضاع 249 ألف برماوي خلال عامين أطلقها الأمير خالد الفيصل عام 1434هـ


