أطلق فندق صغير في مدينة فوكوكا اليابانية تجربة فريدة من نوعها تثير الجدل حول حدود الخصوصية في العصر الرقمي، إذ يتيح الفندق قضاء ليلة كاملة مقابل دولار واحد فقط، بشرط أن يوافق النزيل على بثّ إقامته بالكامل عبر موقع “يوتيوب” أمام المشاهدين حول العالم، في فكرة تمزج بين السياحة والتجربة الاجتماعية، وتحول الإقامة إلى عرض حي يشاهده الآلاف دون صوت، لكن بكثير من الفضول.
ويقع الفندق، المعروف باسم Asahi Ryokan، في منطقة هادئة من المدينة، إلا أن الغرفة رقم 8 داخله أصبحت الأشهر على الإطلاق بعد أن تحولت إلى ما يشبه “المسرح المفتوح”، حيث يتم تصوير النزيل طوال فترة الإقامة بكاميرا ثابتة، مع استثناء الحمّام احتراماً للخصوصية الشخصية.
ويُسمح للضيوف بإطفاء الأنوار إن رغبوا في بعض العزلة المؤقتة، لكن البث يستمر دون انقطاع، لتبقى التجربة قائمة بين الواقعية والمراقبة.
وجاءت فكرة هذا المشروع الغريب من صاحب الفندق تتسويا إينوئي، الذي استلهمها عام 2019 حين قام أحد النزلاء البريطانيين ببثّ إقامته في الفندق مباشرة على الإنترنت، ما أثار تفاعلاً واسعاً وجذب آلاف المشاهدات في وقت قصير، ليقرر بعدها تحويل هذه الصدفة إلى نموذج تجاري قائم على الجمع بين الإقامة منخفضة التكلفة وعائدات الإعلانات الرقمية، ومنذ ذلك الوقت، تحوّل الفندق إلى ظاهرة ثقافية مثيرة في اليابان والعالم.
وتقوم الفكرة على مبدأ بسيط: يدفع النزيل دولاراً واحداً فقط مقابل ليلة كاملة، بينما يعتمد الفندق على إيرادات المشاهدات عبر قناة “One Dollar Hotel” على يوتيوب، حيث يتابع الجمهور تفاصيل حياة الغرباء في مكان مغلق، دون صوت أو تدخل، في مشهد يثير التساؤل حول دوافع من يقبل بأن يكون محور بث حيّ طيلة ساعات، مقابل تجربة أو شهرة لحظية.
ومن اللافت أن العديد من المسافرين من داخل اليابان وخارجها يقصدون الفندق خصيصاً لخوض هذه التجربة الاستثنائية، ليس بدافع التوفير المالي فقط، بل رغبة في استكشاف شعور العيش تحت المراقبة الطوعية، أو في بعض الحالات بحثاً عن لفت الأنظار عبر الظهور في بث مباشر يتابعه الآلاف.
وهكذا، تحولت الغرفة رقم 8 إلى ما يشبه نافذة تفاعلية تعكس طبيعة الإنسان في زمن المنصات الرقمية، حيث يصبح الاهتمام سلعة، والمشاهدة مكسباً، والخصوصية تنازلاً واعياً مقابل لحظة من الظهور.

كسوة الكعبة المشرفة
الفيصل يضخ المياه العذبة ويؤسس للجامعات في محافظات المنطقة / نبراس - إنتصار عبدالله
تصحيح أوضاع 249 ألف برماوي خلال عامين أطلقها الأمير خالد الفيصل عام 1434هـ


