استقبلت مدينة جدة السفينة الشراعية العُمانية "شباب عُمان الثانية" يوم السبت 11 أكتوبر في نادي جدة لليخوت بعد عودتها من رحلتها الدولية للقارة الأوروبية و التي تحمل فيها رسالة الصداقة والسلام ، ونقل التراث والثقافة العُمانية إلى العالم ، لتكون بمثابة سفير متنقل يجوب بحار العالم حاملاً راية المحبة والسلام والود والتواصل بين الشعوب .
وخلال تواجدها قدّمت السفينة فعاليات متنوعة من قبل القنصليه العمانية بجده أبرزت التراث العُماني الأصيل من خلال الأزياء التقليدية والفلكلور الشعبي وتقديم الضيافة والقهوة والحلويات العمانية.

وأوضح من جهته سعادة القنصل العام لسلطنة عمان بجده سالم البوسعيدي أنه تم ترتيب برنامج زيارة للسفينة في مدينة جدة لمدة 3 أيام ، بدأ فيه استقبالها في اليوم الأول من خلال حفل رسمي شهد حضورًا مميزًا لعدد من الجهات الرسمية والدبلوماسية ،ثم فتحت السفينة أبوابها للزوار في اليومين الثاني والثالث بشكل مجاني
كما أوضح قائد السفينة العمانية المقدم ركن بحري عيسى الجهوري أن السفينة خصصت من قبل حكومة سلطنة عمان لتدريب فئة الشباب وتهدف من خلال زياراتها حول العالم إلى تقديم برنامج تدريبي متكامل يساهم في تحقيق رؤية عمان 2040 ،
وهي تحمل على متنها قرابة 40 طالب وطالبة من طلاب الجامعات ومختلف الجهات في سلطة عمان انضموا للحصول على برنامج تدريبي مكثف لمدة 6 أسابيع ،

ويضم البرنامج عددًا من التدريبات تشمل علوم الملاحة البحرية ، الملاحة الفلكية ، السلامة على متن السفن ، الإسعافات الأولية ، مكافحة الحرائق وغيرها بالإضافة إلى تعليم المهارات التنمية البشرية مثل مهارات القيادة ، الثقة بالنفس ، العمل الجماعي ، الصبر وتحمل أهوال البحر وغيرها الأمر الذي يساهم بشكل كبير في صقل مهارات المتدربين وتعليمهم مفاهيم الملاحة البحرية . ويعتبر هذا النوع من التدريب تجربة فريدة للطلاب حيث أن العمل على متن السفينة يدوي بالكامل و يحتاج الطاقم إلى تكاتف تسعين بحارًا لمدة 3 ساعات متواصلة للعمل فقط على رفع جميع أشرعة السفينة .
ويجدر بالذكر أن فكرة السفينة بدأت منذ عام 1977 عندما تم اقتناء سفينة شباب عمان الأولى والتي خدمت في البحرية السلطانية العمانية منذ عام 1979 حتى عام 2014 ، ثم تم استبدالها بسفينة شباب عمان الثانية التي تم تدشينها قبل 11 عام منذ 2014م لتكون أكثر تطورًا من حيث التقنيات والفصول الدراسية ، وساهمت بتدريب الآلاف من العمانيين إضافة إلى استقطابها لمختلف الطلاب من دول العالم .

و يعود تصميم السفينة من حيث الشكل إلى الطراز القديم المستخدم عام 1840 م لتأخذ الطابع القديم في شكلها ، والحديث في إمكانياتها التدريبية ، وتحتوي على 4 طوابق مع أماكن مخصصة لمبيت المتدربين من السيدات والشباب والعديد من الفصول الدراسية
وأشاد المقدم عيسى الجهوري بحفاوة الاستقبال التي لمسوها حال وصولهم ، وبالعلاقات القوية التي تربط سلطنة عمان بالمملكة العربية السعودية وما لمسوه من تسهيلات تؤكد على مدى محبة وكرم الشعب السعودي ، وأوضح أن السفينة لا بد لها من أن تتوقف في ميناء جدة الإسلامي عند كل رحلة دولية تقوم بها ، إلا أنها ولأول مرة يتم اختيار نادي اليخوت لإرساء السفينة فيه ، وأكد قائد السفينة أن ما رآه من استعدادات وتجهيزات وبنية تحتية في نادي اليخوت يعد أفضل موقع حتى الآن في سجل زيارات السفينة الدولية