شهدت خدمة البريد الإلكتروني Gmail تطورات كبيرة منذ إطلاقها، حيث أصبح المستخدمون يواجهون مشكلة امتلاء صناديق بريدهم بسرعة نتيجة تراكم الرسائل، المرفقات الكبيرة، والنشرات الإخبارية. وقد أصبح هذا الأمر أكثر وضوحا بعد رفع Google لسعة التخزين المجانية إلى 15 جيجابايت عام 2013، إذ شعر المستخدمون بالاطمئنان على تخزين رسائلهم، لكن مع مرور الوقت، بدأت المساحة المتاحة تمتلئ بسرعة، ما دفع بعضهم للبحث عن حلول مبتكرة لتجنب دفع رسوم إضافية أو فقدان رسائل مهمة.
ونقلت وسائل إعلام عن نيكولاس مينييه، خبير في تقنيات البريد الإلكتروني، قوله إن الحل الأمثل يكمن في إنشاء حساب Gmail جديد لأرشفة الرسائل القديمة، موضحا أن هذه الطريقة توفر مساحة كبيرة في البريد الأساسي دون خسارة أي محتوى.
وأضاف أن نقل الرسائل إلى حساب جديد يعد حلا مثاليا أيضا للحسابات الجامعية أو العملية التي قد تُغلق بعد فترة، حيث يمكن أن يؤدي عدم نقل الرسائل إلى فقدان مستندات ومحادثات مهمة.
وأشار الخبراء إلى أن مساحة 15 جيجابايت، رغم أنها تبدو كبيرة، تمتلئ بسرعة بسبب مشاركة التخزين بين Gmail وGoogle Drive وGoogle Photos، ما يجعل المرفقات الكبيرة والفيديوهات والصور تستهلك المساحة بسرعة.
وأوضح مينييه أن الخيار التقليدي هو الترقية إلى Google One، الذي يقدم 100 جيجابايت مقابل 20 دولارا سنويا، لكن الكثيرين يفضلون حل النقل إلى حساب أرشيف مجاني لتجنب دفع أي رسوم إضافية.
ولضمان عدم فقد أي رسالة أثناء النقل، ينصح الخبراء أولاً بإنشاء نسخة احتياطية باستخدام أداة Google Takeout، التي تمكن المستخدم من تنزيل كافة الرسائل على جهاز الكمبيوتر أو قرص صلب خارجي. بعد ذلك، يمكن إعداد الحساب القديم لتفعيل بروتوكول POP، وتحديد حذف النسخة من الحساب القديم بعد النقل إذا رغب المستخدم في ذلك، ثم إنشاء الحساب الجديد المخصص للأرشفة وربطه بالحساب القديم لاستيراد جميع الرسائل تلقائيا.
ومن أبرز مزايا هذه الطريقة تحرير صندوق البريد الأساسي فورا، والحفاظ على الرسائل القديمة للرجوع إليها عند الحاجة، فضلاً عن كونها مجانية بالكامل. كما أنها تقلل من الضغوط الناتجة عن ظهور إشعار "المساحة ممتلئة"، وتمنح المستخدم القدرة على الوصول إلى الرسائل القديمة بسهولة.
وأشار مينييه إلى أن هذه الطريقة أصبحت بالنسبة له حلا عمليا وضروريا، خاصة بعد إغلاق حسابه الجامعي، حيث إن نقل الرسائل إلى حسابه الشخصي حفظ له مستندات مهمة لم يكن يريد فقدانها.
وأضاف أن الكثير من المستخدمين يفضلون الاحتفاظ برسائلهم القديمة حتى لو لم يفتحوها كثيرا، مشيرا إلى أن الحساب الأرشيفي يمثل الحل الأمثل لإدارة البريد بكفاءة.
ودعا الخبراء المستخدمين الذين يعانون من امتلاء صناديق البريد إلى تجربة هذه الطريقة، مؤكدين أنها توفر الوقت والجهد وتحمي البيانات المهمة دون أي تكلفة إضافية.