• ×

قائمة

Rss قاريء

أسطورة هاتف "تيسلا".. بين الخيال الرقمي وغياب الواقع

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
متابعات - نبراس 

في زمنٍ تنتشر فيه الشائعات أسرع من الحقائق، يواصل الحديث عن الهاتف الذكي المزعوم من تيسلا – المعروف باسم Model Pi – إثارة ضجة واسعة على المنصات الرقمية. ورغم تأكيد إيلون ماسك عام 2023 أن شركته "لا تخطط" لإطلاق هاتف، فإن التكهنات لا تهدأ، مدفوعة بمزاعم عن قدرات خيالية تشمل الشحن الشمسي، الاتصال المباشر بشبكة ستارلينك، وحتى التشفير بمستوى نيورالينك.
الشائعات تتغذى على الخوارزميات
تُظهر دراسة أجراها معهد رويترز لدراسة الصحافة بجامعة أكسفورد عام 2024 أن الشائعات حول التقنيات الناشئة تزدهر في بيئات رقمية تضخّم المنشورات دون اعتبار لمصداقية المصدر. وهذا تمامًا ما حدث مع قصة Model Pi، التي انتشرت منذ عام 2021 عبر عروض تقديمية مفبركة بالذكاء الاصطناعي، مصوِّرة الهاتف كبديل قادر على تحدي هيمنة آبل وجوجل.
إنكار مشروط من ماسك
أوضح ماسك موقفه أكثر من مرة، أبرزها خلال ظهوره في برنامج تجربة جو روغان عام 2023، حين قال: "لن نصنع هاتفًا... إلا إذا اضطررنا لذلك". هذا "الشرط الصغير" – إذا ما منعت آبل أو جوجل خدمات تيسلا وستارلينك من منصاتها – فتح الباب أمام تكهنات لا تنتهي، وفقا لـ "dailygalaxy".
تعلّق إميلي كارتر، محللة التكنولوجيا في جامعة ستانفورد، قائلة: "ماسك بارع في ترك الحلقات مفتوحة. حتى جملة عابرة منه تتحول إلى إنجيل لدى جمهوره"، وهو ما يفسّر استمرار الأسطورة.
غياب أي مؤشرات واقعية

رغم الضجة، لا توجد أي إشارات عملية تدعم وجود مشروع هاتف في تيسلا: لا قوائم وظائف، ولا براءات اختراع، ولا تحركات في سلاسل التوريد. يوضح خبراء الصناعة أن تركيز الشركة منصبّ على القيادة الذاتية، والذكاء الاصطناعي، وتخزين الطاقة، وليس على الهواتف المحمولة.
تشويش إضافي باسم "تيسلا"
يزداد الالتباس بسبب وجود علامة تجارية أوروبية منفصلة تمامًا تُدعى "تيسلا"، تصنع هواتف أندرويد رخيصة مثل EXPLR 9 وتبيعها على أمازون بأقل من 200 دولار. هذا التشابه في الأسماء أدى إلى خلط كبير، حيث شارك آلاف المستخدمين صور هذه الهواتف في منتديات مثل ريديت على أنها "Model Pi" المنتظر. تقرير شركة البيانات الدولية (IDC) لعام 2024 أكد أن "تداخل العلامات التجارية يشوّه فهم المستهلكين"، خاصة في بيئات تفتقر للسياق.
الرمز قبل المنتج
بالنسبة لكثيرين، تكمن جاذبية "هاتف تيسلا" في رمزيته لا في مواصفاته. فهو يُصوَّر كأمل لمنافسة احتكار آبل وجوجل، وتحرير المستخدمين من قيود متاجر التطبيقات ومخاوف الخصوصية. لكن على أرض الواقع، يظل مجرد فكرة رقمية أكثر منه مشروعاً حقيقياً.
كما تلخص كارتر: "الإنترنت يريد سردية مضادة. حتى لو لم يكن هناك منتج أو نموذج أولي، يظل الهاتف رمزاً. ولهذا السبب لن يختفي".
أسطورة مستمرة
هكذا تستمر أسطورة "هاتف تيسلا" في النمو مع كل "تسريب" أو عرض جديد، منفصلة تماماً عن الواقع، لكنها متجذرة في الخيال الجمعي للإنترنت.
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : admin123
 0  0  22

التعليقات ( 0 )