أبحر من مدينة برشلونة الإسبانية أمس، «أسطول الصمود العالمي» الذي يحمل مساعدات إنسانية وناشطين من بينهم السويدية غريتا تونبرغ، في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة، بحسب منظميه، وذلك تحت شعار «بينما يبقى العالم صامتاً، نحن نُبحر».
وأعلن المنظمون الانطلاق نحو غزة في أكبر أسطول بحري وأضخم مهمة من نوعها من إسبانيا بحوالي 50 سفينة تحمل مساعدات إنسانية حيوية.
وانطلق الأسطول من ميناء برشلونة الإسباني بمشاركة واسعة من ناشطين وشخصيات دولية بارزة. ويضم عشرات القوارب والسفن القادمة من تونس وإيطاليا واليونان ودول أوروبية أخرى، تحمل على متنها مساعدات إنسانية ومئات الناشطين من 44 دولة، إلى جانب مشاركة أكثر من 30 ألف شخص في الفعاليات المساندة لانطلاقه.
وينظَّم هذا التحرك المدني الأكبر من نوعه منذ سنوات عبر تنسيق بين منظمات دولية، أبرزها «تحالف أسطول الحرية» و«الحركة العالمية إلى غزة»، بهدف فتح ممرات إنسانية عبر البحر لإغاثة سكان القطاع وسط خطر المجاعة ونقص الإمدادات الأساسية.
ويشارك في الأسطول عدد من الشخصيات الدولية المعروفة، بينهم الناشطة السويدية غريتا تونبرغ التي دعت إلى إنهاء «التواطؤ العالمي مع دولة الإبادة الجماعية»، إلى جانب الممثل الإسباني إدوارد فيرنانديز.
وأكد القائمون على المبادرة أن انطلاق الأسطول يشكل رداً مباشراً على صمت المجتمع الدولي إزاء الحصار المستمر، ورسالة واضحة بأن المدنيين في غزة لهم الحق في الحصول على المساعدات دون قيود، وأن استمرار الحصار يمثل انتهاكا للقانون الدولي والحقوق الإنسانية الأساسية.
وقالت تونبرغ لوكالة فرانس برس: «إنّ هذه السفن ستسعى للوصول إلى غزة وتسليم مساعدات إنسانية وإعلان فتح ممر إنساني ثم جلب مزيد من المساعدات وبالتالي كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني وغير الإنساني بشكل نهائي».
وأضافت الناشطة البالغة 22 عاماً أنّ هذه المهمة التي أُطلق عليها اسم «أسطول الصمود العالمي»، «تختلف» عن سابقاتها، لأنّ «لدينا الآن المزيد من السفن، وعددنا أكبر، وهذه التعبئة تاريخية».
وقال الناشط البرازيلي تياغو أفيلا لصحافيين في برشلونة الأسبوع الماضي «ستكون هذه أكبر مهمة تضامنية في التاريخ» إذ «سيشارك فيها عدد أكبر من الأشخاص والسفن يفوق كل محاولات الوصول إلى غزة».