كشف فريق من العلماء الروس في معهد النظم الطبية الحيوية بجامعة البوليتيكنيك في بطرسبورغ عن طريقة علاجية واعدة لمرض الزهايمر، ترتكز على إعادة التوازن لأيونات الكالسيوم داخل الخلايا العصبية، ما قد يسهم في تطوير مقاربة جديدة للتعامل مع أحد أكثر الأمراض العصبية شيوعًا في العالم.
وأوضح العالم يفغيني غيراسيموف، أحد المشاركين في العلاج، أن التجارب على الفئران المصابة أظهرت أن حقن الدماغ بمركب NDC-9009 أعاد النشاط العصبي إلى مستوياته الطبيعية، وهو ما انعكس بتحسن ملحوظ في الذاكرة والقدرة على التعلم خلال الاختبارات السلوكية.
ويعاني مرضى الزهايمر عادة من اختلال في تنظيم الكالسيوم نتيجة تراكم بروتين “بيتا أميلويد” السام، مما يؤدي إلى ما يعرف بـ “الفيضان الكلسي”، أي تدفق مفرط للكالسيوم إلى الخلايا العصبية، مسببًا فرط نشاطها وتعطيل الاتصالات بينها وصولاً إلى موتها، وهو ما يرتبط بفقدان الذاكرة وتراجع القدرات الإدراكية.
وبخلاف النهج التقليدي القائم على حجب قنوات الكالسيوم، اقترح العلماء تعزيز قدرة الخلايا العصبية على مواجهة المشكلة ذاتيا، عبر تنشيط مضخة SERCA المسؤولة عن إعادة فائض الكالسيوم إلى مخازنه الطبيعية داخل الخلية، وذلك باستخدام المركب الجديد.
ويرى الفريق العلمي أن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة لإيجاد علاج فعال لمرض الزهايمر، مشيرين إلى أنها قد تفتح الباب أمام استراتيجيات علاجية مبتكرة تخفف من معاناة ملايين المرضى حول العالم.