اتهم تطبيق واتساب المملوك لشركة "ميتا" السلطات الروسية بمحاولة منع ملايين الروس من إجراء اتصالات آمنة بعد تقييد المكالمات على تطبيق، في الوقت الذي تروج فيه روسيا لمنصات تواصل اجتماعي محلية وتسعى إلى سيطرة أكبر على الإنترنت في البلاد.
وقال تطبيق واتساب في بيان "واتساب خدمة تتعلق بالخصوصية ومشفرة من المرسل إلى المتلقي وتتحدى المحاولات الحكومية لانتهاك حق الناس في الاتصال الآمن. ولهذا السبب تحاول روسيا حظره عن أكثر من 100 مليون مواطن روسي"، متعهدة بمواصلة السعي لإبقاء الخدمات المشفرة متاحة في روسيا.
وقالت روسيا اليوم "الأربعاء" إنها بدأت في تقييد بعض مكالمات تطبيق واتساب المملوك لشركة ميتا بلاتفورمز، وكذلك المكالمات عبر تيليغرام، متهمة المنصتين بعدم مشاركة المعلومات مع سلطات إنفاذ القانون في قضايا الاحتيال والإرهاب. ولم تتأثر حالياً خدمات الرسائل النصية والتنبيهات الصوتية.
وقال تيليغرام إنه يكافح بنشاط الاستخدام الضار للمنصة، بما في ذلك الدعوات إلى التخريب أو العنف والاحتيال، وإن المشرفين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي لإزالة ملايين الرسائل الضارة يوميا.
ووفقا لبيانات ميدياسكوب، بلغ عدد مستخدمي واتساب شهريا في روسيا 97.3 مليون في يوليو 2025، مقارنة مع 90.8 مليون مستخدم لتيليغرام.
ويأتي حظر روسيا لمستخدمي واتساب وتيليغرام من إجراء مكالمات في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة بنشاط على الترويج لتطبيق ماكس الجديد للمراسلة التابع للدولة وسيتم دمجه مع الخدمات الحكومية والذي يخشى المنتقدون أن يتتبع أنشطة مستخدميه. وبدأ كبار الساسة في استخدام تطبيق ماكس ودعوة أنصارهم إلى استخدامه.
وسعت روسيا منذ فترة إلى ترسيخ ما تسميه السيادة الرقمية من خلال تعزيز خدمات محلية. وأصبح سعيها لاستبدال المنصات التقنية الأجنبية أكثر إلحاحا مع انسحاب بعض الشركات الغربية من السوق الروسية بعد حرب أوكرانيا في فبراير 2022.
وصنّفت موسكو "ميتا" منظمة "متطرفة" في 2022، لكن تطبيق "واتساب"، المُستخدم على نطاق واسع في روسيا، سُمح له بالبقاء. وواجه تطبيق المراسلة بعض العقوبات لتقاعسه عن إزالة معلومات محظورة في روسيا.