• ×

قائمة

Rss قاريء

التاكسي الطائر في دبي.. 10 دقائق من المطار إلى نخلة جميرا

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
متابعات - نبراس 

سيتاح لسكان دبي وزوارها بعد أشهر قليلة اختيار وسيلة مواصلات غير تقليدية تنقلهم إلى وجهاتهم داخل المدينة خلال دقائق معدودة، إنه "التاكسي الجوي" الذي سيحلّق بهم فوق ناطحات السحاب متجاوزا الازدحام المروري، ومحلقا في مساراته دون عوائق أو حواجز، ليصبح معه التنقل أسهل وأسرع ومتضمنا في الوقت نفسه جولة ترفيهية بين الغيوم ومعالم المدينة، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.


وقبل سنوات قليلة كان مسمى "التاكسي الجوي" مجرد فكرة خيالية، لكن دولة الإمارات حولت هذا الحلم إلى حقيقة، وخطت خطوات واثقة نحو مستقبل النقل الحضري المستدام، مع تبنيها التنقل بطائرات كهربائية كأحد الحلول المبتكرة لتقليل الازدحام المروري وتعزيز جودة الحياة.

وتشكل إمارات دبي وأبو ظبي وعجمان نماذج متقدمة لهذا التوجه عبر عقدها شراكات إستراتيجية مع كبريات الشركات العالمية في مجال الطيران المدني الكهربائي، بحسب التقرير.

فقد شرعت الإمارات الثلاث في تطبيق الإجراءات اللازمة لتنفيذ المشروع بتوفير طائرات لخدمات التاكسي الجوي، وتنفيذ محطات الإقلاع والهبوط، ووضع التشريعات المطلوبة لانطلاق رحلات التاكسي خلال أشهر قليلة، لتحلّق بالركاب فوق ناطحات السحاب مختصرة زمن التنقل، وتسهم في تخفيف الازدحام المروري.


وتنفذ هيئة الطرق والمواصلات في دبي مشروع التاكسي الجوي بالشراكة مع شركة جوبي للطيران، وهو أول خدمة نقل جوي كهربائي تجارية في المنطقة، وسيتم إطلاقها بحلول العام المقبل، في خطوة تجعل دبي أول مدينة على مستوى العالم تطلق هذه الخدمة داخل المدن.

الخدمة تستخدم طائرات "جوبي إس 4" الكهربائية بالكامل والتي تتميز بقدرتها على الإقلاع والهبوط العمودي (الألمانية)
وشرعت دبي في إنشاء 4 محطات رئيسة للإقلاع والهبوط العمودي، موزعة في مواقع إستراتيجية مثل مطار دبي الدولي وجزيرة نخلة جميرا ومنطقة دبي مارينا ووسط المدينة، مما يضمن التكامل مع منظومة النقل البري.


إعلان
وأفادت الهيئة في تقرير عن المشروع بأن هذه الخدمة تمثل نقلة نوعية مدعومة بتقنيات متقدمة تضمن السلامة والاستدامة، وتعزز مكانة دبي مدينة ذكية ومستدامة.

وتستخدم الخدمة طائرات "جوبي إس 4" الكهربائية بالكامل، والتي تتميز بقدرتها على الإقلاع والهبوط العمودي، والتحول إلى الطيران الأفقي بسرعة تصل إلى 320 كيلومترا في الساعة ومدى طيران يبلغ 160 كيلومترا في الشحنة الكهربائية الواحدة.

وتستوعب الطائرة قائدا و4 ركاب، وتتميز بانخفاض الضجيج الذي لا يتجاوز 45 ديسيبلا، وانعدام الانبعاثات الكربونية، مما يجعلها ملائمة للتحليق فوق المناطق الحضرية دون إزعاج السكان، إلى جانب تجهيزها بأنظمة أمان متقدمة تشمل محركات دفع مزدوجة، وهو ما يضمن استمرار الطيران بأمان حتى في حال تعطل بعض المحركات.


ويتوقع القائمون على المشروع أن تستغرق رحلة التاكسي الجوي من مطار دبي الدولي إلى جزيرة نخلة جميرا قرابة 10 دقائق مقارنة بنحو 45 دقيقة بالسيارة.

وتم تصميم محطات الإقلاع والهبوط لتشغل مساحة أفقية محدودة، وتم تزويد التاكسي الجوي بأنظمة شحن كهربائي سريع، مع الالتزام بأعلى معايير الأمان والرقابة.

ووفق التصميم، فإن المحطات يتم تجهيزها بالكامل بنظام شحن كهربائي سريع للطائرات مع توافر الحماية، لضمان التشغيل الفوري والآمن في المناطق الحضرية.

وأجري أول اختبارات التشغيل التجريبي لتاكسي جوي كهربائي بسرعة في صحراء دبي قبل أيام بحضور ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي علق على التجربة بالقول "نثق في أن دمج خدمة التاكسي الجوي في منظومة التنقل الحضري يدعم مستهدفات دبي كمدينة مصممة لتلبية احتياجات الأجيال القادمة، وكل خطوة نخطوها هدفها تسهيل حياة الناس، وفتح فرص جديدة لكي تكون دبي دائما أفضل مدينة في العالم للعيش والعمل والزيارة".

أول اختبارات التشغيل التجريبي بحضور ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم (الألمانية)
وأكدت شركة جوبي أن الطائرة أظهرت قدرات عالية في الإقلاع والهبوط العمودي والتحول إلى الطيران الأفقي بسلاسة، موضحة أن الرحلة التجريبية أُجريت في ظروف مناخية مرتفعة الحرارة والرطوبة، وقد أدت الطائرة أداء متميزا، مما يعكس جاهزيتها للعمل في بيئة دبي على مدار العام.


من جهتها، أطلقت إمارة أبو ظبي مشروعا مع شركة آرتشر للطيران لتجربة طائراتها العمودية الكهربائية "ميدنايت".

وشهد مطار البطين للطيران الخاص أول رحلة تجريبية للطائرة الكهربائية خلال يوليو/تموز الماضي، في خطوة تدعم جهود الشركة نحو توسيع عملياتها وإطلاق خدماتها التجارية للتاكسي الطائر على مستوى دولة الإمارات والمنطقة.

وهدفت التجربة إلى تقييم أداء الطائرة وقدرتها التشغيلية في الظروف المناخية التي تتسم بدرجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية والغبار، للتأكد من جاهزيتها لمرحلة التشغيل التجاري.

وتخطط الشركة لتوسيع برنامجها التجريبي لاختبار طائرتها الكهربائية العمودية "ميدنايت" في المنطقة، بهدف جمع بيانات إضافية تدعم جهودها في الحصول على شهادات الاعتماد المطلوبة وتوسيع نطاق عملياتها التجارية في دولة الإمارات والأسواق الرئيسية الأخرى على مستوى المنطقة.


إعلان
وبينت أنها تخطط لتوسيع برنامجها التجريبي لاختبار طائرتها الكهربائية العمودية، تمهيدا للحصول على شهادات الاعتماد المطلوبة وتوسيع نطاق عملياتها التجارية في دولة الإمارات، كما تعتزم الشركة إنشاء مصنع للمركبات الكهربائية الجوية في أبو ظبي.

وبدأت الشركة بناء طائرات كهربائية رأسية للإقلاع والهبوط بحيث يتم استخدامها في مهام النقل الجوي، حيث تستهدف إطلاق رحلات فوق المدن تستغرق من 10 إلى 20 دقيقة كبديل للرحلات التي تستغرق من 60 إلى 90 دقيقة بالسيارة.

وفي إمارة عجمان، وقّعت هيئة النقل مذكرة تفاهم مع شركة سكايبورتس إنفراستركتشر بهدف استكشاف فرص التعاون في مجال النقل الجوي الذكي، بما في ذلك التاكسي الطائر.


وقال المدير العام للهيئة لوكالة الأنباء الألمانية عمر محمد لوتاه إن الاتفاقية تندرج ضمن جهود الإمارة لتطوير منظومة نقل ذكية ومستدامة تدعم التحول إلى مدينة ذكية.

وأضاف لوتاه أن الهيئة ستتعاون مع شركة سكايبورتس إنفراستركتشر على التعاون في مجالات الدراسات والبحوث المتعلقة بتطوير البنية التحتية للنقل الجوي الذكي، وتحديد المواقع المناسبة لإنشاء المرافق الداعمة، إضافة إلى تعزيز الجاهزية الفنية والتشغيلية، واستكشاف إطلاق الطائرات المسيرة في قطاعات حيوية.

مشروع التاكسي الجوي يستهدف تحقيق غايات إستراتيجية عدة من أبرزها تقليل الازدحام المروري (الألمانية)
ويؤكد المسؤولون عن قطاعات النقل والمواصلات في الإمارات أن مشروع التاكسي الجوي يستهدف تحقيق غايات إستراتيجية عدة، من أبرزها تقليل الازدحام المروري عبر تقديم بدائل ذكية للتنقل بين المناطق الحيوية، وتعزيز الاستدامة البيئية بفضل اعتماد الطائرات الكهربائية بالكامل، واستقطاب الاستثمارات العالمية في قطاع النقل الذكي، إلى جانب إثراء السياحة الفاخرة عبر تقديم تجارب نقل مبتكرة لزوار الدولة، وبناء قدرات وطنية في مجالات تشغيل وصيانة الطائرات العمودية الكهربائية.


ويعمل المسؤولون عن مشروع التاكسي الجوي على وضع الأطر التنظيمية والتشغيلية للمشروع، وبناء البنية التحتية اللازمة، وخفض التكاليف التشغيلية لتصبح الخدمة متاحة لشريحة أوسع من المتعاملين، وضمان قبول المجتمع التكنولوجيا الجديدة.

وأمام التطور المتسارع في الإمارات لإطلاق التاكسي الجوي عملت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات على صياغة إطار تنظيمي وطني يدعم تنفيذ هذا المشروع، إذ أصدرت اللوائح الخاصة بالتاكسي الجوي والموانئ العمودية، لتصبح بذلك أول هيئة طيران وطنية في العالم تصدر هذه اللوائح.

ويضع الإطار التنظيمي الأساس للبنية التحتية المستقبلية لمنظومة النقل الجوي في المدن، ويسهم في خلق فرص استثمارية جديدة في تطوير البنية التحتية لمنظومة النقل الجوي والنقل الذكي.


وأكدت الهيئة حرصها على إنشاء بنية تحتية للتاكسي الجوي وفق أفضل المعايير العالمية، لتمكين مستقبل التنقل الجوي المتقدم وضمان اتخاذ كافة الاستعدادات اللازمة لتشغيل الموانئ العمودية داخل المدن بأمان وسلاسة.
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : admin123
 0  0  55

التعليقات ( 0 )