أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي إثر اجتماع مع رئيسة مفوضية التكتل أورسولا فون دير لايين في اسكتلندا، واعتبر أنه «الأهم» على الإطلاق لكلا الطرفين.
وصرّح ترامب للصحافيين بعد محادثاته مع فون دير لايين في منتجعه العائلي للغولف في تورنبري، "لقد توصلنا إلى اتفاق. إنه اتفاق جيد للجميع".
كما أشادت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي بالاتفاق ووصفته بأنه "جيد".
وفي بروكسل بدأ لقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، في تورنبري بأسكتلندا، الأحد، في محاولة للتوصل إلى اتفاق ثنائي بشأن الرسوم الجمركية، يقول الملياردير الجمهوري إن فرص حصوله من عدمه متساوية.
إلا أن الوقت يداهم، فقد أمهل الرئيس الجمهوري البالغ 79 عاما حتى الأول من أغسطس قبل فرض رسوم جمركية إضافية نسبتها 30 % على المنتجات الأوروبية المستوردة في الولايات المتحدة.
واستقبل ترامب الزعيمة الاوروبية التي وصفها بأنها امرأة «تحظى باحترام كبير»، في منتجع الغولف الفاخر المملوك لعائلة ترامب على الساحل الغربي لأسكتلندا.
من جانبها، أشادت فون دير لايين بالملياردير ووصفته بأنه «مفاوض بارع»، وأقرت بضرورة «إعادة التوازن» في العلاقات التجارية عبر الأطلسي.
وقدّر الطرفان فرص التوصل إلى اتفاق من عدمه متساوية، وذلك في تصريح أمام الصحافيين قبل الاجتماع.
وقال الرئيس الأمريكي إنه لا تزال هناك «بعض القضايا» التي يتعين حلها، وأن «الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي هو الأكبر على الإطلاق».
وقال ترامب عن التجارة مع الاتحاد الأوروبي أن «التكتل سيشتري طاقة أمريكية بقيمة 150 مليار دولار».
لكنه أكد أن الرسوم الجمركية على صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة لن تقل عن 15%، وهي نسبة مماثلة للاتفاق الذي تم التوصل إليه في وقت سابق من هذا الشهر مع اليابان.
وأشار إلى أن المنتجات الدوائية «لن تكون جزءا» من الاتفاق.
وفي هذا السياق، أعلن وزير التجارة الأمريكي هاورد لوتنيك الأحد بأن مهلة الأول من اغسطس مؤكدة ولن يتم تمديدها.
وقال لوتنيك لشبكة «فوكس نيوز» «لا توجد تمديدات ولا فترات سماح. الرسوم الجمركية محددة في الأول من اغسطس. ستُطبّق. ستبدأ الجمارك بجمع المال».
يتعيّن على أي اتفاق بين ترامب فون دير لايين أن يقر أيضا في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن يجري الدبلوماسيون الأوروبيون مشاورات اعتبارا من مساء الأحد أو الاثنين في حال كانت المفاوضات إيجابية في تورنبري الاسكتلندية.
ويغادر ترامب أسكتلندا الثلاثاء في ختام زيارة تضمنت شقين خاص ورسمي.
وقبل اجتماعه مع المفوضة الأوروبية، خصص ترامب بعض الوقت للعب الغولف صباح الأحد.
وأكد ناطق باسم المفوضية الأوروبية الخميس أن اتفاقا بشأن الرسوم الجمركية «في متناول اليد».
وقالت مصادر أوروبية عدة إن وثيقة التفاوض تنص على رسوم جمركية إضافية بنسبة 15 % على الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة مع إعفاءات تتعلق بصناعات الطيران أو المشروبات الروحية باستثناء النبيذ.
أما الصلب فسيخضع لقواعد محددة مع حصص للواردات من أوروبا.
في الواقع، تبلغ الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة راهنا على السلع الأوروبية نحو 15%، تتضمن الرسوم الإضافية المطبقة بالفعل والبالغة 10% علاوة على النسبة السابقة البالغة 4,8%.
ويتعهد الأوروبيون كذلك شراء الغاز الطبيعي المسال والاستثمار في الولايات المتحدة.
آلية استثنائية
وتفرض على السيارات الواردة من الاتحاد الأوروبي راهنا رسوم جمركية إضافية بنسبة 25 %، وبنسبة 50 % على الصلب والألمنيوم بالإضافة إلى 10 % من الرسوم الجمركية العامة.
وفي حال فشلت فون دير لايين وترامب في التوصل إلى اتفاق، تؤكد بروكسل أنها مستعدة للرد من خلال فرض رسوم إضافية على منتجات وخدمات أمريكية.
وقد تعمد المفوضية الأوروبية إلى دفع من بعض الدول مثل فرنسا إلى تجميد المشاركة الأمريكية في المناقصات العامة الأوروبية أو منع بعض الاستثمارات.
واللجوء إلى هذه الآلية «المضادة للإكراه» كما تعرف في بروكسل، سيؤدي إلى ارتفاع كبير في منسوب التصعيد بين أوروبا والولايات المتحدة، وهو ما سيكون له تداعيات على جانبي الأطلسي.