على مدى خمسة أيام متوالية (23-27 يونيو2025) في العاصمة القمرية، وتحت رعاية كريمة من سعادة الأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء الطيار الركن محمد بن سعيد المغيدي، أقام هذا التحالف الجلسة الختامية صباح اليوم، بحضور وزير الشؤون الإسلامية القمري، مسدلا الستار على انتهاء الدورة التأهيلية النموذجية لبناء قدرات الأئمة والدعاة في وطننا الغالي، ضمن مبادرة هادفة بناءة «وسطا»، ترمي إلى محاربة التطرف الديني وترسيخ الاعتدال والوسطية في العالم.
وشهد الحفل الختامي تكريم السادة الحضور بتوزيع شهادات الحضور على المشاركين في الدورة، والهدايا التذكارية على المسؤولين والمدربين والمشرفين المنظمين.
هذا، وقد تلقى، خلال مدة الدورة بشغف جياش ونهم شديد، المتدربون المشاركون من الجزر الثلاث المستقلة، وهم قامات علمية ومجتمعية وثقافية ودينية، ممن لهم باع وذراع وأقدام راسخة، ومهارات فائقة واسعة، في عالم الخطاب الديني وميدان الوعظ والإرشاد والتوجيه، البرنامج التدريبي الشامل المتوازن، الذي يتناغم باتساق مع الواقع الميداني الفعلي المر، ويطيح بغير قليل من الشرائح المجتمعية والدينية والثقافية المتطرفة، ضحايا المفاهيم العقدية الخاطئة الباطلة، والمغالطات "المشخصنة" الزائفة، التي لا تمت بصلة إلى جوهر الإسلام وأصالته الوضاءة الواضحة، وتعاليمه السامية، ويدعو بظلاله الوارفة إلى المهيع الرشيد والوسطية والاعتدال، ويوفر كذلك المناخات الملائمة اللازمة للقضاء على ذلك الداء الفكري العضال واجتثاث ظاهرة العنف والإرهاب، بشتى صورها وبؤرها، كما يضمن الحريات والقناعات الفاعلة لجميع الأجناس والألوان، تحقيقا للعدالة الالهية والتناسق الاجتماعي.
ومما يجدر ذكره، في هذه العجالة، الإشادة بهذا البرنامج المنهجي، الذي لا أبالغ في القول: إنه برنامج ثري متكامل شامل لمحاور كثيرة، ومؤشرات واضحة، وأهداف ناصعة، ومبادئ ثابتة، ومعايير وسياقات مجتمعية ونفسية جلية، ومهارات تفاعلية رحبة، ومبادئ الوسطية والاعتدال في الإسلام، توصل المتلقين – في النهاية- من خلال النقاشات الثرية والمداخلات الحرة والورشات المفتوحة، إلى امتلاك الأدوات الضرورية المناسبة للتحليل والتشخيص لهذا الوباء الخطير – الإرهاب- والقضاء عليه بوصفة الدواء الناجع.
ولا أنسى وأنا أنوه بأهمية و"دينامية" هذه الدورة أن أثمن عاليا بالدور الرائع الكبير قام به نخبة متميزة من عمالقة السادة الدكاترة المدربين، الذين تمكنوا، بفضل الله تعالى وتوفيقه ثم بعلمهم الغزير وخبرتهم الواسعة ومهاراتهم الناعمة في هذا المجال، من شحذ الهمم، وإيقاظ العزائم، وتحقيق الهدف المنشود، لدى هذه الكوكبة القمرية النموذجية المشاركة في هذه الدورة المباركة.
والشكر موصول للجهة المنظمة ( التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب) لهذا الحدث العظيم، في هذا الأرخبيل العربي –الإفريقي الواقع في مضيق قناة موزمبيق في المحيط الهندي، الذي هو أحد المواقع الاستراتيجية في عالم اليوم، امتدادًا وتعزيزًا للعلاقات الوطيدة بين البلدين الصديقين، وتنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ، حفظهم الله ورعاهم، بالدعم الدؤوب المتواصل، من أجل التنمية المستدامة والازدهار والتقدم والاستقرار، واجتثاث بؤر الفساد والإرهاب في هذا الأرخبيل.
