عزز الذهب مكانته على عرش الملاذات الآمنة بعدما سجلت أسعار المعدن الأصفر ارتفاعاً بنحو 30 في المئة منذ بداية عام 2025 وسط توترات جيوسياسية وحروب تجارية.
وبينما تأثرت العديد من أسواق المال والعملات سلباً بالتوترات السياسية سجلت أسعار الذهب قمماً قياسية جديدة خلال الأشهر الماضية، وقد ارتفع سعر الذهب الفوري بنحو 30 في المئة منذ بداية العام حتى الآن، ليُتداول حالياً عند 3394 دولاراً للأوقية بعد أن بلغ ذروته فوق 3500 دولار في أبريل.
الطلب على الذهب
وقد عزز الطلب على الذهب جواً من عدم الاستقرار وعدم اليقين، لا سيما مع التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تراجع الطلب على الملاذات الآمنة الأميركية.
وعززت مشتريات البنوك المركزية العالمية المكثفة من الذهب جاذبيته كملاذ آمن.
وفي عام 2024 أضافت البنوك المركزية صافي 1044.6 طن من الذهب إلى احتياطياتها، مسجلةً بذلك العام الثالث على التوالي الذي تتجاوز فيه المشتريات حاجز الألف طن.
أداء الذهب أمام الملاذات الأخرى
وعلى عكس السندات السيادية أو العملات الورقية، لا يحمل الذهب أي مخاطر على الطرف المقابل، فللذهب قيمة جوهرية، وهذا يعني أنك لست مضطراً للاعتماد على حكومة أو جهة خاصة للوفاء بالتزاماتها تجاه الديون وسداد قسيمة الفائدة.
وحتى أمام الملاذات الآمنة الأخرى كان للذهب التفوق منذ بداية العام، إذ شهدت عملات الملاذ الآمن مثل الين الياباني والفرنك السويسري ارتفاعاً بنحو 8 في المئة و10 في المئة مقابل الدولار.
انخفضت عوائد سندات الحكومة الأميركية القياسية لأجل عشر سنوات بنحو 19 نقطة أساس منذ بداية العام.. وتتحرك العوائد والأسعار عكسياً في سوق السندات، ما يعني أن انخفاض العوائد يعني ارتفاع الأسعار.
صناديق الذهب
وتجاوزت أصول صناديق الذهب المتداولة الأميركية المُدارة 190 مليار دولار لأول مرة في التاريخ، كما ارتفعت قيمة أصول هذه الصناديق بنحو 100 مليار دولار خلال العامين الماضيين.
علاوة على ذلك، تجاوزت أصول صندوق الذهب الأكثر شهرة ETF SPDR Gold (GLD)، مؤخراً 100 مليار دولار لأول مرة في التاريخ.
ويشهد الذهب الآن أفضل أداء له منذ سبعينيات القرن الماضي، إذ لا يزال عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي يُحرك الطلب.