كشفت شركة “سبوتيفاي” (Spotify) السويدية عن دفْع أكثر من 100 مليون دولار لصناع محتوى البودكاست على منصتها العالم خلال الربع الأول من العام الجاري.
وتعمل سبوتيفاي على توسيع نطاق وصول المبدعين إلى جمهور عالمي، مع توفير خيارات ربح مرنة عبر مختلف الصيغ، وتقديم أدوات مبتكرة لبناء قاعدة جماهيرية وفيّة.
أما بالنسبة للمستمعين، فهذا التحول يترجم إلى مكتبة أكثر تنوعاً، مع تجربة سلسة تتيح لهم التنقل بين الاستماع والمشاهدة لمحتواهم المفضل عبر سبوتيفاي.
وبحسب بيان رسمي، أوضحت الشركة أن هذا المبلغ يشمل عوائد الإعلانات، وكذلك إيرادات برنامج شركاء سبوتيفاي الذي أطلقته مطلع هذا العام في أسواق محددة.
ويهدف البرنامج إلى منْح صناع المحتوى المزيد من السبل لتحقيق إيرادات، سواء عبر التفاعل مع مستخدمي “سبوتيفاي بريميوم” (Spotify Premium) من خلال الفيديو، أو عبر الإعلانات المدمجة ضمن سبوتيفاي المجاني ومنصات الاستماع الأخرى.
وأظهرت المؤشرات أن البرنامج يلقى صدى إيجابياً لدى المبدعين، إذ ارتفعت أرباح المشاركين بنسبة 23% من يناير إلى فبراير، ثم بنسبة 29% إضافية من فبراير إلى مارس هذا العام، كما ارتفع عدد إنتاجات “فيديو بودكاست” النشطة شهرياً بنسبة 28% منذ انطلاق البرنامج.
كما دفع تزايد تأثير البودكاست كبار المعلنين العالميين، مثل ماكدونالدز وجوجل ونادي تشيلسي الإنجليزي، إلى حجْز حملاتهم عبر شبكة جمهور سبوتيفاي، ما أتاح فرص تحقيق أرباح إضافية لصناع المحتوى.
نماذج ناجحة
وتُبرز قصص النجاح الفردية التأثير الحقيقي لهذه المبادرات، وتحدَّث عدد من المشاركين عن تجاربهم.
وقال توني باستور، الشريك المؤسس لشبكة Goalhanger: “منذ أن أضفنا عنصر الفيديو إلى برامجنا عبر سبوتيفاي، شهدنا نمواً ملحوظاً على مستوى الشبكة بأكملها. من الواضح أن جمهورنا يحب مشاهدة مقدمي البرامج المفضلين لديهم، ونحن متحمسون بمستوى التفاعل الذي نراه”.
وأكدت سبوتيفاي أنها ملتزمة ببناء منظومة مستدامة يزدهر فيها المبدعون، إذ تعتزم الشركة مواصلة الاستثمار في أدوات وموارد وبرامج جديدة لدعم صنّاع المحتوى بمختلف فئاتهم.
وتُعد خطوة زيادة مدفوعات سبوتيفاي لصنّاع المحتوى منطقية، فمع مرور الوقت، بات الجمهور يُبدي اهتماماً أكبر بمشاهدة البودكاست بدلاً من الاستماع إليه فقط، ما يدفع العديد من المستخدمين إلى التوجه نحو يوتيوب بدلاً من سبوتيفاي.
وبحسب بيانات Edison Podcast Metrics، فإن المستمعين الأسبوعيين للبودكاست أصبحوا أكثر ميلاً لمشاهدة البرامج عبر يوتيوب (بنسبة 31%) مقارنة بالاستماع إليها عبر سبوتيفاي (بنسبة 27%).
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن جمهور البودكاست على يوتيوب، الذي يبلغ مليار مستخدم، يفوق بشكل كبير جمهور سبوتيفاي الذي يقدَّر بنحو 170 مليون مستخدم فقط.