• ×

قائمة

Rss قاريء

النوخذه والعسكري

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس-بدرية السيابية - سلطنة عمان 

ذات يوما كنا جالسين مع الأهل بصحبة الإخوان والأخوات إلى أن دخل علينا أحدا من الأهل وبصحبة أولاده وزوجتة وأثناء الكلام طلبت من هذا الرجل الطيب وكان إسمه الوالد حمد أن يتحدث عن الماضي الجميل وكيف كانت الحياة في السابق إلى أن لاحظت تلك الإبتسامة والفرح قد ظهر على وجه وكأنه يحمل في جعبته حكايات كثيرة وممتعه فذكر بعض منها فقال: كنا نعيش في قرية صغيرة ساحلية القرية قد أصيب أهلها بمرض الجدري وكان عدد الناس الساكنيين فيها قليلا وكان في تلك الفترة لاتتوفر مستشفيات ولا مراكز الصحية كما في حالنا الآن وأثناء حديثة ذكر عن رجل شجاع إسمه علي كان هذا الرجل يحمل الماء في دلو ويذهب لقرية لتوزيع هذا الماء على كل بيت بالقرية كل يوم ولمده شهرا كاملا وأخذ الأجر والثواب من هذا العمل النبيل كما ذكر قصص الأجداد البحار وهم يسافرون إلى العراق وإيران لجلب البضائع والموؤن وكانوا يمشون على النجوم لتحديد مسارهم ووجهتهم المشار إليها وكانوا بحارا لايهابون الأمواج العاتية بل يصمدون في تخطي الرياح والأمطار لرحلاتهم الطويلة

ومن القصص الواقعية التي ذكرها لي قصه البحار إسمه خميس كان في ذاك الزمان يذهبون البحار بقواربهم الشراعية لتجارة أو لجلب البضائع كالتمور وغيرها وكان لابد من تفتيش العسكر لهذه القوارب وكل قارب له رقم وكان قارب خميس رقمه أحدي عشر ولكن قال لهم فتشوا قاربي قبل كل شي أستغرب البحار من خميس لماذا تقدم نفسك قبلنا فقال لدي قصة فيما بعد سأحكيها لكم وأفق البحار على تقديم قارب النوخذه خميس لتفتيش
ولكن قبل التفتيش دار حوار بين النوخذه خميس وبحار يعمل معه فقال له: أذهب إلى الشاطي وأعمل طينا مع ماء وأخلطهم جيدا حتي يكون مكانا منزلقا وفعلا عمل الرجل كما أخبره النوخذه خميس وكان ذاك الوقت العسكري يحملونه على أكتاف البحار أثناء التفتيش

وعند حمله انزلق الرجل بالعسكري وطاحا معا على الأرض حتي تلوثت ملابسهم بالطين ولكن العسكري أراد أن يعاقب البحار وذهبا معا إلى مخفر الشرطة فقال البحار خميس ماذا فعل هذا الرجل ؟فرد الشرطي قد حمل هذا الرجل العسكري إلى أن اوقعه أرضا واتسخت ملابسه فرد النوخذه خميس قائلا:كيف لرجل أن يحمل رجلا على كتفه هذه ليست معاملة بشر فسأل النوخذه خميس العسكري قال:هل هذا الرجل اوقعك فقال :لا وقعنا أنا وهو فربما كنت ثقيلا على كتفه !بعدها قال الشرطي من هذه الساعة لا أحد يحمل رجل على كتف رجل.

فكانت حكمة النوخذه خميس واضحة والهدف منها معاملة الحسنة للبحار وانه لأ يجب حمل العسكري على كتف البحار فرح البحارا بهذا الخبر السعيد وأن تضع قوانين وحقوق البحار.

فكانت ذكريات جميلة ذكرها لنا هذا الرجل الطيب الذكري الجميلة تظل خالدة في أذهاننا ولنحكيها في المستقبل لجيل القادم عن هذا الموروث من عبق الماضي فبارك الله في عمرك يا الوالد حمد ويمدك بصحة وعافية..
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
 0  0  963

التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 04:51 مساءً الأحد 19 مايو 2024.