هنا...حيثُ الوجود

هنا لا َتقرأ إلا إذا أردت أن تقرأ بقلبك و إلا فأنا أنصحك بألا ُتتعب نفسك .
__

تطلع الشمس وُتلقي وشاحها المظلم على الجزء الآخر من الكون
ويدخل الصبح
َيشُقُ نافذتي
ويَنقُر على كَتفي فألتفت إليه ثم يبتسم !
ترى !
لماذا َيحرم البشر أنفسهم من نور الصبح وحُب الصبح وجمال الصبح ؟
لماذا يحرمون أنفسهم من لذة ُمراقبةِ خيوط الشمس وهي ُتصارع الليل حتى تنتصر عليه !
لماذا لا يستيقظون مع الشمس كي تفهم قلوبهم سر هذه الحياة التي تجري سريعاً كومض ؟
لماذا لا يهجرون وسائدهم الناعمة وكوابيسهم ويأتون تحت الشمس ليتسائلوا بكل دهشة عن غرابة الدنيا !
عن الحرب التي لا تنطفىء أبداً !
ليس بينهم فحسب بل حتى في السماء التي ُتظللهم
لماذا لا يقفون تحت الشمس كل يوم ليدركوا أن " لكل شيء إذا ما تم نقصان "
وأن لهم زمنُ نصرٍ كما للشمسِ زمنُ انتصار !
وأن عليهم َدهرُ هزيمةٍ كما للشمس ليلٌ يقتلها ويخفيها !
لماذا لا يفهم هذا الإنسان أن انتصار الشمس هو انتصارٌ على حزنٍ مضى وولى
وأن عليه أن ينسى هماً أرّق مضجعه وأثقل عينيه حتى أهلكه الليل
عليه أن ينسى كما تنسى الشمس عذابها مع العتمة !
___
على هذا الإنسان أن يقف طويلاً مع الشمس لينفض غباره وغبار أيامه التي لن تعود
عليه أن يبقي قلبه مفتوحاً للسماء والشمس حتى ُيبصر الحقيقة وُيبعثها من غيابها
حتى يرى الدنيا أضعف من جناحِ بعوضةٍ وأصغر من أن تغره أيامها ثم يبقى وحيداً يعض أصابع الندم يوم لا ينفعه !
عليه أن يصبح كل يوم كأنه ُخلق من جديد ويشكر الله لأنه أمده بعمر جديد يعوض فيه خسارة الأمس " زاهداً فيما سيأتي ناسياً ما قد مضى "
__
لم يخلق الله الليل والنهار إلا ليترك الإنسان حزنه الذي يحدث بينهما
لم يقلب الله الشمس والقمر
إلا لينسى الإنسان مصائبه في كل انقلابْ
فلسيتيقظ النائمون
فإن الشمس تنظر الأرض علها تجد من ُترسل إليه حقيقة يسلو بها قلبه ويبتسم !

على هذا الإنسان أن يستيقظ مع الشمس ليفهم الحياة !