اثارنا والعيش المشترك امسية رمضانية مرفقية شكلت لوحة ناصعة للتآخي الديني

اقام منتدى المفرق الثقافي امسية رمضانية امس تحت عنوان "اثارنا والعيش المشترك" في منزل السيد حكمت سهاونة تكريما لدوره الثقافي والاجتماعي في المدينة وتجسيدا لتقاليد العيش المشترك في محافظة المفرق
. شارك في الامسية معالي الأستاذ محمد داودية الوزير والسفير الأسبق وفضيلة الشيخ د.حمدي مراد والاب رفعت بدر والدكتور عبدالقادر الحصان مدير اثار المفرق والدكتور اسامة تليلان رئيس منتدى المفرق الثقافي، وتحدث في الامسية النائب الدكتور زيد الدوجان والمهندس كمال ايوب والكاتب الاستاذ محمد رفيع وحضر الامسية عدد من النواب والاعيان والشيوخ والوجهاء وشيوخ الدين المسيحي والاسلامي وجمع حاشد من رجالات المدينة ومثقفيها.
وقد اقام السيد السهاونة حفل افطار رمضاني شارك فيه جمع كبير من ابناء المدينة واقام الحضور في منزل السهاونة صلاة المغرب جماعة
. تحدث في الامسية التي ادارها الاستاذ خالد الشرمان رئيس منتدى المفرق الثقافي الدكتور اسامة تليلان فبين ابعاد هذه الامسية كونها ستشكل تقليدا سنويا يعيد احدى الصور التقليدية للعيش المشترك في مدينة المفرق.
وقد اعلن تليلان عن مبادرتين للمنتدى المبادرة الاولى تأتي في اطار العيش المشترك حيث اشار تليلان الى انه سينبثق عن المنتدى هيئة تهدف الى تجسيد معاني العيش المشترك والحالة الفريدة والناصعة التي يشكلها الاردن في هذا المجال.
وقال تليلان ان هذه الهيئة ستضم ممثلين عن المناطق الاردنية التي تشكل قاعدة للعيش المشترك الاسلامي المسيحي مثل المفرق والفحيص والحصن ومأدبا والكرك والسلط وعجلون، بحيث تقوم هذه الهيئة بوضع الخطط والرؤيا لعملها.
واكد انه ستكون من اولى مهام الهيئة اقامة فعالية مركزية كل عام في واحدة من هذه المناطق الست وبشكل دوري وتجسد معاني العيش المشترك. كما اكد ان الهيئة ستكون مفتوحة للتعاون مع الهيئات المتخصصة وخصوصا المنتديات الثقافية القائمة على تعزيز الصورة الزاهية للتنوع والتعددية في الاردن.
وبين ان المنتدى سيدعو الى لقاء قريب لممثلين عن هذه المناطق للبدء في عملية التنسيق لتشكيل الهيئة. كما اعلن تليلان عن مبادرة ثانية يقودها عضو المنتدى المحامي زياد الشواقفة لتأسيس هيئة تطوعية تضم شبابا اردنيين مسلمين ومسيحيين من كافة محافظات المملكة لتجسيد معاني العيش المشترك حيث ستقوم هذه الهيئة وبشكل سنوي بتقديم خدمات مختلفة للمساجد والكنائس بالإضافة الى اعمال خيرية واجتماعية عديدة. كما اعلن رئيس المنتدى عن انطلاق مشروع معرض الصور التاريخية للمدينة الذي تشارك فيه عدة هيئات "رابطة شباب المفرق وتشارك ومنتدى المفرق الثقافي" حيث تم اختيار مقهى الياطر الثقافي كمقر دائم للمعرض الى حين انشاء متحف للمدينة.
وقدم معالي الاستاذ محمد داودية صورا حيه عاشها بكافة تفاصيلها عندما سكن المفرق في فترات شبابه لسنوات طويلة وتناول جانبا تاريخيا من طبيعة الحياة الاجتماعية في المفرق.
وتحدث داودية عن صور العيش المشترك العميقة التي يعيشها المجتمع الاردني منذ عقود طويلة، واكد داودية على ان على المؤسسات الرسمية والشعبية والاهلية ان تتحمل كامل مسؤوليتها في دحض وقهر الافكار المتطرفة.
مبينا ان واحدا من اهم الخيارات لمواصلة عملية الاصلاح والتحديث هي تنبني نهج الدولة المدنية.
كما عرض كل من الشيخ حمدي مراد والاب رفعت بدر للعديد من القيم والتعاليم الدينية التي تحض على العيش المشترك وقبول الاخرى والتسامح ، وتطرقا الى جهود الاردن في مجال مكافحة الفكر المتطرف والجهود الاردنية في مجال رسالة عمان واسبوع الوئام بين الاديان وغيرها .
وعرض الدكتور عبدالقادر الحصان لاهم الاكتشافات الاثرية في المحافظة وتطرق الى التاريخ الاجتماعي للمدينة. وبين ان الاثار ما هي دليل راق على طبيعة العيش المشترك التي سادت في الاردن وعبر الازمنة والعصور.
كما تحدث في اللقاء النائب زيد الدوجان الذي اكد على ان المفرق تشكل متحفا حضاريا يقوم على التاخي والتسامح والمحبة بين جميع ابناء مدنية المفرق وشرائحهم.
المهندس كمال ايوب من جانبه قدم صورة تاريخية لنشأة مدينة المفرق وتطورها وصور العيش المشترك الى تعج بها ذاكرة المدينة وحاضرها.
الكاتب الاستاذ محمد رفيع استلهم جزءا من روايته دير ورق وهي من قرى المفرق ليعيد قراءة بعض نصوصها في الامسية