في عودة تحتفي بعمق التاريخ وأصالة المكان، انطلقت هذا الأسبوع فعاليات مهرجان الممالك القديمة في العُلا ببرنامج استثنائي يمزج بين الفنون المميزة والعروض البصرية والتجارب الغامرة، في مشهد يليق بمكانة العُلا كواحدة من أهم الوجهات الثقافية والتراثية في المملكة.
جاءت الانطلاقة هذا العام تحت عنوان "رحلات عبر الزمن"، لتعيد إلى الواجهة سرديات الحضارات التي تعاقبت على المنطقة، وتقدم للجمهور تجارب مبتكرة تستحضر ذاكرة المكان بأسلوب معاصر.
شهد يوم الخميس 20 نوفمبر افتتاح المهرجان بحفل ترحيبي أرسى ملامح موسمه الجديد، أعقبه حدث الحفلات الكلاسيكية في الحِجر على ضوء الشموع، والذي عاد بنسخته المميزة من قلب أول موقع سعودي مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. أضاءت مئات الشموع واجهات المواقع النبطية الشاهقة، بينما قدّم الموسيقار الياباني العالمي يوشيكي والفنان العالمي المرشّح لجوائز الجرامي إبراهيم معلوف أمسية استثنائية جمعت بين جمال الموسيقى وعراقة المكان.
تواصلت الأمسيات يوم الجمعة مع حفل ثانٍ من كلاسيكيات الحجر، حيث اعتلى المسرح الحائز على جائزة الغرامي جون باتيست برفقة الفنانة اللبنانية ماريلين نعمان، ليختتما أمسيتين منحتا ضيوف العُلا تجربة فنية لا تنسى في قلب طريق البخور القديم.
كما استمتع الزوّار بفعالية قصص من السماء - عرض طائرات الدرون الحائزة على جائزة أفضل إنتاج ترفيهي في جوائز الفعاليات السعودية 2025. يروي هذا العرض المبتكر تاريخ الحضارة النبطية عبر منظومة بصرية مذهلة من الأضواء والمؤثرات ومئات طائرات الدرون. يستمر العرض حتى 29 نوفمبر، ويشكل أحد أبرز محطات المهرجان خلال أسبوعيه الأولين.
في 20 نوفمبر أيضاً، انطلقت تجربتان رئيسيتان ستستمران حتى عام 2026؛ حيث تقدم تجربة طريق البخور الفائزة بجائزة أفضل فعالية ثقافية وفنية في جوائز الفعاليات السعودية 2025؛ رحلة تفاعلية عبر قرون من التجارة والتبادل الثقافي على واحد من أهم المسارات التجارية القديمة في المنطقة. كما افتُتحت تجربة بيت الهروب في البلدة القديمة، التي تتيح لزوارها خوض مغامرات مثيرة وحل الألغاز داخل منزل طيني تراثي يُعتقد أنه كان يُستخدم كصيدلية قديمة.
تتواصل مسارات الاكتشاف عبر أنشطة ميدانية أخرى، من بينها مسار المشي بين معالم الحِجر الجيولوجي، الذي يستقبل المشاركين حتى 6 ديسمبر، وجولة الحجر المخصصة للأطفال حتى 5 ديسمبر، ما يمنح للزوار من مختلف الأعمار فرصاً لاستكشاف الجوانب الطبيعية والإنسانية للموقع المدرج على قائمة اليونسكو.
خلال الأسابيع المقبلة، يقدّم المهرجان مزيداً من التجارب الغامرة، ومن أبرزها أسرار النقوش القديمة في مساء جبل عِكمة المسجّل في سجل ذاكرة العالم لدى اليونسكو عبر سرديات تفاعلية نابضة بالحياة. كما يستعد الجمهور لانطلاق فعالية مساء الحجر في 26 نوفمبر، الحدث الذي نال جائزة أفضل فعالية ثقافية وفنية ضمن جوائز الفعاليات في الشرق الأوسط، والذي يجمع بين الأداء المسرحي، والنكهات المحلية، والتجارب التفاعلية التي تُعيد رسم ملامح الحياة النبطية بأسلوب مبتكر.
بعد انطلاقة مفعمة بالحيوية، وجدول فعاليات على مدار موسم الشتاء، يفتح مهرجان الممالك القديمة أبوابه أمام الزائرين لخوض رحلتهم الخاصة في عالم من القصص التاريخية والتجارب الثقافية المستوحاة من إرث العُلا الاستثنائي.

كسوة الكعبة المشرفة
الفيصل يضخ المياه العذبة ويؤسس للجامعات في محافظات المنطقة / نبراس - إنتصار عبدالله
تصحيح أوضاع 249 ألف برماوي خلال عامين أطلقها الأمير خالد الفيصل عام 1434هـ


