لم يدخر ليفربول جهدا وأبرم صفقات بقيمة نحو 260 مليون جنيه إسترليني (348.56 مليون دولار) على أمل أن يكون فوزه بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم الموسم الماضي بمثابة فجر عصر جديد من الهيمنة.
وبدأ ليفربول بقيادة أرنه سلوت حقبة ما بعد يورجن كلوب بمقارعة مانشستر سيتي قبل أن يحلق وحيدا بعد انهيار منافسيه.
لكن الفوز باللقب للمرة الثانية تواليا لأول مرة منذ 1984 سيكون على الأرجح أكثر صعوبة.
وأنفقت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز بالفعل ما يزيد على ملياري جنيه استرليني، إذ استعرضت أندية مثل أرسنال ومانشستر سيتي وتشيلسي قوتها من خلال التعاقد مع لاعبين مميزين.
ومن المؤكد أن مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير سيحققان تحسنا كبيرا بعد أدائهما المحلي المتواضع في الموسم الماضي بينما ستعود فرق مثل أستون فيلا ونيوكاسل يونايتد لإثبات وجودها مرة أخرى في مراكز متقدمة بجدول الترتيب.
ولم يكن الموسم الماضي كلاسيكيا، إذ حُسم اللقب مبكرا، وكان من الممكن توقع ضحايا الهبوط، وانصب الاهتمام على التنافس على المراكز المؤهلة للمسابقات القارية، هناك آمال كبيرة بأن الموسم الجديد سيقدم المزيد من الإثارة.
ليفربول جاهز للدفاع عن لقبه
سيخيم الحزن على مباراة ليفربول الافتتاحية في الدوري أمام بورنموث يوم الجمعة إذ لا تزال جماهير أنفيلد تألم لفقد مهاجمه البرتغالي ديوجو جوتا الذي توفي إلى جانب شقيقه في حادث سيارة في يوليو تموز الماضي.
ورغم أن جوتا سيحظى بمكانة دائمة في قلوب جماهير الفريق، فإن أبطالا جددا على استعداد للظهور، ولا سيما لاعب خط الوسط الألماني فلوريان فيرتز والمهاجم الفرنسي أوجو إيكيتيكي.
وحطم ليفربول رقمه القياسي في الانتقالات عندما دفع لباير ليفركوزن مبلغا مبدئيا قدره 100 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع الدولي الألماني البالغ عمره 22 عاما، والذي سجل 57 هدفا وقدم 65 تمريرة حاسمة في 197 مباراة مع النادي الألماني.
وبفضل سرعة وقوة إيكيتيكي (23 عاما) والذي انضم قادما من آينتراخت فرانكفورت مقابل 69 مليون جنيه إسترليني، سيكون ليفربول أقوى هذا الموسم.
كما قام بتعزيز خط الدفاع من خلال الظهير الأيسر ميلوش كيركيز والذي من المتوقع أن ينافس آندي روبرتسون وجيريمي فريمبونج لتعويض رحيل ترينت ألكسندر أرنولد إلى ريال مدريد.
وقال سلوت بعد الفوز 3-2 على أتليتيك بلباو في مباراة ودية استعدادا للموسم الجديد "أعتقد أن هناك دائما مجالا للتحسين في جميع الجوانب. لقد أضفنا بعض الأسلحة الإضافية".
وسارع الهولندي أيضًا إلى الإشارة إلى أن منافسي ليفربول لم "يقفوا مكتوفي الأيدي"، وخاصة أرسنال ومانشستر سيتي.
هل يتمكن أرسنال من اتخاذ الخطوة الأخيرة، وهل ينتفض مانشستر سيتي؟
تحت قيادة ميكل أرتيتا، اقترب أرسنال من الفوز بلقب الدوري لأول منذ 2004، إذ ضغط بقوة على مانشستر سيتي مرتين وفي الموسم الماضي أصبح المنافس الوحيد لليفربول قبل أن يتراجع.
وكثيرا اشتكى مشجعو أرسنال من عدم وجود مهاجم هداف حقيقي لكن النادي تعاقد أخيرا مع السويدي فيكتور يوكريش (27 عاما) من سبورتنج لشبونة كجزء من صفقة بلغت نحو 200 مليون جنيه إسترليني في فترة الانتقالات الصيفية.
وسجل يوكريش 54 هدفا في كل المسابقات الموسم الماضي وإذا اقترب من مستوى الهداف التاريخي للنادي تيري هنري فإن التعاقد معه مقابل 63.5 مليون يورو (73.93 مليون دولار) سيبدو بمثابة صفقة رابحة.
وانضم لاعب خط الوسط المدافع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد وكذلك نوني مادويكي من تشيلسي لتقديم الدعم الهجومي لبوكايو ساكا.
وبنهاية الموسم المنصرم تأخر أرسنال، الذي سيحل ضيفا على مانشستر يونايتد في مباراته الافتتاحية الأحد المقبل، بفارق 10 نقاط عن ليفربول البطل، وكان سيتي متأخرا بفارق 13 نقطة.
وبدأت مهمة إعادة بناء الفريق تحت قيادة بيب جوارديولا في الموسم الماضي ومع رحيل النجم كيفن دي بروين تسارعت وتيرة العمل بالتعاقد مع لاعب الوسط الهولندي تيجاني ريندرز والظهير الأيسر ريان آيت نوري والجناح ريان شرقي، ويحل مانشستر سيتي ضيفا على وولفرهامبتون يوم السبت المقبل.
وبعد فوزه بكأس العالم للأندية، يُتوقع أن يكون تشيلسي خصما تصعب مواجهته خاصة بعدما عزز صفوفه بالمهاجم جواو بيدرو أبرز صفقاته في فترة انتقالات مزدحمة. ويستهل تشيلسي موسمه على أرضه ضد كريستال بالاس الأحد المقبل.
فرانك يواجه تحدي توتنهام
توماس فرانك مدرب برنتفورد السابق مسؤولية توتنهام هوتسبير الذي أنهى الموسم الماضي في المركز 17 لكنه فاز بالدوري الأوروبي تحت قيادة أنجي بوستيكوجلو وعاد إلى دوري الأبطال. ويخوض الفريق الموسم الجديد دون نجمه سون هيونج مين الذي رحل عن صفوفه منهيا حقبة استمرت 10 سنوات.
ويتساءل الكثيرون ما يمكن للمدرب الدنمركي أن يفعله لحل الأحجية التي ورثها من بوستيكوجلو المقال، لكن المشجعين سيتوقعون رؤية تحسن كبير على المستوى المحلي عندما يبدأ الفريق مشواره على أرضه أمام بيرنلي الصاعد حديثا يوم السبت المقبل.
وينطبق الأمر نفسه على مانشستر يونايتد حيث يبدأ مدربه روبن أموريم موسمه الكامل الأول في الفريق بينما لا يزال الألم الذي شعر به الفريق بسبب أسوأ مواسمه في الدوري منذ عام 1974 حاضرا في الأذهان.
الأندية الصاعدة تهدف إلى مقاومة الاتجاه
بالنسبة للثلاثي الصاعد ليدز يونايتد وبيرنلي وسندرلاند، فإن المهمة بسيطة وتتمثل في البقاء في دوري الأضواء.
ولا تبدو المؤشرات جيدة مع عودة آخر ستة فرق صعدت إلى الدوري الممتاز مباشرة إلى الدرجة الثانية.
ويفتتح ليدز مشواره في الدوري على أرضه أمام إيفرتون بعد يومين من استقبال سندرلاند منافسه وست هام يونايتد يوم السبت المقبل.