• ×

قائمة

Rss قاريء

برنامج ذكاء اصطناعي جديد يحقق نتائج غير مسبوقة في علاج صعوبات القراءة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
متابعات - نبراس 
أظهرت تجربة علمية حديثة أن الذكاء الاصطناعي قادر على تقديم نتائج أفضل من التدخلات التقليدية المخصصة للطلاب الذين يواجهون صعوبات في القراءة، وهو ما قد يساهم في تقليل الأعباء المالية الكبيرة التي تتحملها المؤسسات التعليمية، ويساعد الطلاب الذين يعانون هذه المشكلة من تحسين أدائهم الأكاديمي بسرعة وكفاءة عالية.

فقد حقق الطلاب الذين استخدموا برنامجًا علاجيًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي نتائج أعلى من نظرائهم في الاختبارات القرائية المعيارية. وتُعدّ هذه أول تجربة علمية تقدّم دليلًا موثوقًا على فعالية برنامج ذكاء اصطناعي في معالجة صعوبات القراءة. كما تحققت تحسينات واضحة لدى الطلاب بعد ثلاث ساعات فقط من التدريب، وخصوصًا لدى الذين كانت مستوياتهم قبل التجربة ضمن الشريحة المئوية العاشرة، أي أنهم أفضل من 10% فقط من الطلاب، وأقل من 90% منهم.

تكلفة متزايدة وحلول محدودة
تُعد مشكلة عُسر القراءة (Dyslexia) من أكبر المشكلات في قطاع التعليم، وتُكلّف الولايات المتحدة أكثر من 120 مليار دولار سنويًا. ولكن حتى مع هذه الاستثمارات الضخمة لمعالجتها، تتحقق نتائج محدودة؛ لأن معظم طرق التدخل المتوفرة لا تزيل المشكلة من جذورها؛ مما يجعل الكثير من الطلاب يعتمدون على خدمات تعليمية خاصة طوال سنوات الدراسة. إذ تؤكد دراسات متعددة أن الأطفال الذين يواصلون مواجهة صعوبات القراءة بعد الصف الثالث غالبًا ما يستمرون في المعاناة نفسها حتى نهاية المرحلة الدراسية.

منهجية مختلفة ونتائج لافتة
كشف تقرير حديث صادر عن مركز أبحاث التعليم والسياسة الاجتماعية (CRESP) التابع لجامعة ديلاوير عن نتائج أول تجربة لبرنامج ذكاء اصطناعي جديد يُعرف باسم Dysolve، يمكنه المساعدة في علاج صعوبات القراءة لدى الطلاب، ويأتي البرنامج مع المزايا التالية:

1. القدرة على بناء خطة تعليمية مخصّصة لكل طالب
يأتي البرنامج مع واجهة ألعاب تعليمية تفاعلية تولّد تدريبات تقييمية وتصحيحية مخصّصة بدقة، وباستخدام تقنية مبتكرة. ويساعد هذا التخصيص في استهداف جذور المشكلة؛ مما يؤدي إلى تحقيق تحسن ملحوظ خلال وقت قصير مقارنة بالطرق التقليدية.

2. عدم تقديم تعليم مباشر للقراءة
ينطلق البرنامج من فرضية أن صعوبة القراءة تنبع من خلل في معالجة اللغة، وليس في مهارة القراءة نفسها. لذلك يركز في تطوير مهارات معينة مثل الوعي الصوتي لدى الطلاب. وقد أثبتت الاختبارات المعيارية حدوث انتقال مباشر من تحسن مهارات معالجة اللغة إلى تحسن مهارات القراءة.

3. استقلالية كاملة دون تدخل بشري
يقوم البرنامج بعملية الفحص والتدخل تلقائيًا، وهو أول نظام يدمج بين التقييم والعلاج بصورة متكاملة استنادًا إلى مبدأ أن الفحص هدفه جمع بيانات دقيقة لبناء خطة علاجية.

يستغرق الفحص قرابة ساعتين، وبعد ذلك يحدّد البرنامج مستويات الخطر في الجوانب الأساسية لتطور مهارات القراءة. وخلال التجربة التي أجريت لاختبار البرنامج كانت مستويات الخطر لدى الطلاب الذين يعانون صعوبات في القراءة ضمن أعلى ثلاث فئات على مقياس مكوّن من خمس نقاط؛ مما يعكس أدائهم المتدني قبل التجربة، إذ تمركزت نتائجهم ضمن الشريحة المئوية العاشرة.

4. فعالية مثبتة مع مجموعة متنوعة من الطلاب
ضمّت التجربة طلابًا من خلفيات اجتماعية واقتصادية متنوعة؛ إذ تضمنت نسبة تبلغ 80% من الأقليات ونسبة تبلغ 96% من ذوي الدخل المحدود. وحقق البرنامج نتائج لافتة وساعد في سد فجوات التحصيل الدراسي بين الطلاب.

قفزات كبيرة في الأداء وتأثيرات نفسية إيجابية
كان الطلاب المشاركون من أقل الفئات أداءً في مدارسهم، ومعظمهم ضمن الشريحة المئوية العاشرة أو أقل قبل التدخل. وفي بعض المدارس، كان هناك طلاب ضمن الشريحة المئوية الأولى. ومع ذلك، قفز بعضهم إلى الشريحة الخمسين خلال أقل من ثلاثة أشهر، وتجاوز آخرون الشريحة الخامسة والسبعين بعد أن كانوا تحت الشريحة الخامسة.

هذه التحولات السريعة لا تقتصر على الجانب الأكاديمي، بل تمتد إلى الجانب النفسي؛ إذ تعزز ثقة الطلاب بأنفسهم وشعورهم بالنجاح بعد تحسن مستواهم الأكاديمي.

هل الحل يكمن دائمًا في المزيد من التمويل؟
توضح التجربة أن حل مشكلات التعليم ليس بالضرورة مرتبطًا بزيادة الإنفاق، أو زيادة أعداد المعلمين، أو إطالة زمن التدريس. فقد تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي طرقًا مبتكرة لمعالجة تحديات مزمنة مثل: عسر القراءة، ونقص الكوادر التعليمية، وارتفاع التكاليف.

وحتى مع المخاوف المتزايدة من مخاطر الذكاء الاصطناعي، فإن بعض التقنيات المعتمدة عليه قد تُحدث تحولًا حقيقيًا في حياة الأفراد والمجتمعات، وتُساهم في تحسين بيئة التعليم وجودة الحياة عمومًا.
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : admin123
 0  0  16

التعليقات ( 0 )