أعلنت الإمارة عن افتتاح ثلاثة مسارات تراثية جديدة في منطقة ديرة، بتكلفة بلغت 9.5 مليون درهم إماراتي، وذلك في إطار جهودها لتحويل المنطقة القديمة إلى وجهة سياحية وثقافية متكاملة، مع الحفاظ على مكانتها كمركز تجاري نابض بالحياة.
تقع ديرة على الضفة الشرقية لخور دبي، وهي المنطقة التي ارتبط اسمها بالتجارة التقليدية على مدار عقود طويلة، حيث لا تزال أزقتها الضيقة وأسواقها الشعبية تستقطب آلاف الزوار الباحثين عن الأصالة، واليوم تعود هذه المنطقة التاريخية إلى الواجهة من خلال مسارات تمتد لمسافة تقارب 1.8 كيلومتر، تربط بين سبعة أسواق تقليدية وأكثر من 500 متجر على مساحة 25,800 متر مربع.
وتضم المسارات الجديدة عدداً من أبرز المعالم التي تشتهر بها ديرة مثل سوق الذهب التاريخي، ومدرسة الأحمدية، وسوق التوابل، إضافة إلى ممرات تقود الزوار بين المتاجر والأكشاك التي تعرض منتجات متنوعة تبدأ من الأعشاب والعطور، وتمتد إلى المنسوجات والسجاد والمشغولات اليدوية، وهو ما يمنح تجربة تسوق حافلة بالثقافة والألوان.
كما حرص القائمون على المشروع على المحافظة على الهوية المعمارية الأصيلة للمنطقة، حيث تم استخدام مواد تقليدية في الترميم مثل “الساروج”، وهو نوع من الجص يعتمد على الجير، فضلاً عن إعادة تأهيل الهياكل الخشبية التي تعكس روح العمارة المحلية، إلى جانب تحسين واجهات المباني التاريخية، وتطوير الأرصفة والممرات المظللة، وتزويد الأسواق بإضاءة متطورة، وعلامات إرشادية واضحة، بالإضافة إلى إنشاء ثلاث ساحات عامة جديدة تمنح المتسوقين والسياح فرصاً أوسع للاستراحة والاستمتاع بالأجواء.
وفي هذا السياق، أكد بدر أنوهي، المدير التنفيذي لمؤسسة المرافق العامة في بلدية دبي، أن ديرة بما تضمه من أسواق ومعالم تقليدية تمثل ركناً أساسياً من الهوية الثقافية والتاريخية للإمارة، مشيراً إلى أن المشروع يجسد رؤية دبي في الحفاظ على ماضيها العريق، مع تقديم تجربة عصرية تستلهم روح المكان وتخاطب مختلف الأجيال.
ويأتي إطلاق هذه المسارات في إطار خطة دبي الحضرية 2040، التي تركز على تعزيز المشهد العمراني بما يواكب التنمية الحديثة، وفي الوقت ذاته يحافظ على خصوصية الطابع المحلي، وهو ما يعكس التوجه الاستراتيجي للإمارة نحو ترسيخ مكانتها كعاصمة للثقافة والسياحة على مستوى العالم، عبر مشروعات تمزج بين الأصالة والابتكار.