• ×

قائمة

Rss قاريء

كلمة السفير/ محمود يحيى الأسدي بمناسبة اليوم الوطني السعودي

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
جدة_نبراس 


الاحتفال باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية لا يخص المملكة وحدها، بل العالم العربي والإسلامي كله، فهذا البلد الأمين قلعة ودرعًا للإسلام، وهذا البلد الطيب قبلة وحرمًا آمنًا للمسلمين، هو أيضًا أملهم وملاذهم وسندهم في النوازل والمحن. ومواقف المملكة في دعم ومؤازرة القضايا العربية والإسلامية ملكًا بعد ملكً - وفي مقدمتها القضية الفلسطينية - منذ عهد القائد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وعلى مر السنين لا تحتاج إلى إثبات، فهي موثقة قولاً وفعلاً وعملاً، كتابة وفيلمًا تسجيليًا ونشيدًا ونغمًا، وبشهادة التاريخ وأقوال وكتابات المؤرخين عربًا وغير عرب، ولذا فإنه من الطبيعي أن تشارك الأمة العربية والإسلامية المملكة فرحتها بيومها الوطني كما شاركت المملكة كافة الأشقاء مشاعرهم على مر السنين والأعوام في الأزمات ومدت لهم يد العون في المحن، كما شاركتهم فرحتهم في الانتصارات معتبرة انتصارهم انتصارًا لها، ولا أدل على ذلك من حرب أكتوبر المجيدة. ونحن كقيادة وكشعب فلسطيني وكجالية في هذا البلد الكريم نشعر أننا بهذه المناسبة سعوديون فرحة وفخرًا، مكة ومدينة وقدسًا، سيفًا ونخلة، حصنًا ومصمكًا، أملاً واستبشارًا وانتصارًا وفجرًا.
اختص الله عز وجل هذه الديار المقدسة باحتضانها للحرمين الشريفين وبأنها قبلة المسلمين من شتى بقاع الأرض ومهوى أفئدتهم ومحجهم ومعتمرهم، واختصها بخدمة الحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين على مدار العام، واختصها أيضًا بالعديد من النعم التي لا تعد ولا تحصى، من أهمها نعمة الأمن والأمان، والهدوء والاستقرار، والرخاء والازدهار. وهناك نعمة كبرى لها كبير الأثر في نجاح وثبات واستمرار التجربة السعودية، وهي نعمة تماسك الوحدة الوطنية ومتانة علاقة المحبة والشراكة بين القيادة والمواطن، بحيث أصبحت المملكة العربية السعودية مثالاً يحتذى في هذا المجال، ولا شك أن هذه العلاقة وحالة الأمن والاستقرار التي أصبحت تشكل ملمحًا وعنوانًا بارزًا للمملكة وفرت بيئة خصبة للنمو والازدهار لا سيما في ظل إستراتيجية التطور التي ظلت تعتبر إحدى ثوابت السياسة الداخلية السعودية منذ عهد القائد المؤسس، والتي تعتبر رؤية 2030 - بمشاريعها العملاقة وأهدافها الطموحة - إحدى ثمرات هذه الإستراتيجية في رسم مستقبل واعد يليق ببلد الحرمين الشريفين والمواطن السعودي.
كما أن العلاقات السعودية – الفلسطينية قديمة وراسخة وترتبط ارتباطا وثيقًا بالدعم السعودي للقضية الفلسطينية بدءًا من رفض الملك عبد العزيز لوعد بلفور عام 1917، واحتجاجه لدى ملك بريطانيا على إثر اعتداء بعض اليهود الصهاينة على المصلين في المسجد الأقصى عام 1929 وزعمهم بأن حائك البراق ملكهم، وتشكيل بريطانيا على إثر ذلك الاحتجاج لجنة تحقيق (لجنة شو) التي أصدرت حكمها بأن حائط البراق ملك للعرب. وكانت زيارة الملك سعود لفلسطين عام 1935 - وكان وليًا للعهد حينذاك- وصلاه في المسجد الأقصى الشريف، ومدى الترحيب الكبير بجلالته من قبل الشعب الفلسطيني انعكاس لمتانة تلك العلاقات الأخوية التي تعتبر مشاركة الجيش السعودي والمتطوعين السعوديين في حرب 1948 من أبرز محطاتها. وقد استقبل الملك عبد العزيز العديد من مجاهدي فلسطين عندما لجأوا إلى حماه مثل جمال الحسيني والشهيد عبد القادر الحسيني وغيرهم، ورفض تسليمهم لبريطانيا. وشكل الدعم السعودي للقضية فلسطينية في المجالات السياسية والدبلوماسية والمادية والمعنوية والإعلامية منذ عهد القائد المؤسس حتى الآن أحد الثوابت العقدية والسياسية والإنسانية للمملكة العربية السعودية التي ظلت تعتبر تلك القضية المركزية للأمة.
بمناسبة اليوم الوطني للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية أرفع، نيابة عن الجالية الفلسطينية وأصالة عن نفسي، لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان وللشعب السعودي النبيل أسمى معاني التهنئة والتبريكات بمناسبة يومها الوطني حاملاً تهنئة وشكر وتقدير فخامة الرئيس محمود عباس لكل ما قدمه وما يقدمه هذا البلد الآمن الأمين فخر العرب والمسلمين من دعم ومساندة لقضيتنا العادلة وللقدس الشريف. وكل عام والمملكة الحبيبة قيادة وحكومة وشعبًا بخير.

السفير/ محمود يحيى الأسدي
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : alisar
 0  0  159

التعليقات ( 0 )