• ×

قائمة

Rss قاريء

*#رسائل_حِرائية* ٨ رمضان ١٤٣٧ هـ

الرسالة الثامنة *طعامُ مسكين

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - حنان الهنائية - سلطنة عمان [justify]
الرسالة الثامنة *طعامُ مسكين*

على مائدة الإفطار في رمضان كان صلى الله عليه وسلم في غالب صيامه لا يأكل سوى التمر ويشرب معه الماء واللبن،وكان غالب المجتمع المسلم آنذاك على تلك الحالة في إفطارهم .

وكانت الروح التي تنعشها رمضان منتعشة فيهم...
ارتقت أرواحهم درجات لا يمكن أن نتجاهلها،ووصل بهم الحال مع امتناعهم عن الطعام والشراب واللذائذ الأخرى...وصلهم بهم الحال أن يهبوا تلك الروح فداءً لنداء الله...حين الجهاد!

ففي شهر رمضان أقيمت معارك للمسلمين ولم يتعذروا بتعب الصيام في رقعة جغرافية حارقة في صيفها حيث الصحراء والحجارة ...لاتوجد معشبات خضراء ولا مكيفات مركزية ولم يعرفوا بعد النظارات الشمسية ولا المظلات ولا الكريمات الواقية من أشعة الشمس...
في صيامهم ذاك...كانت الروح تستمر في التحليق،وكانت مسألة أن توهب الروح لدين الله مسألة غير قابلة للتفكير والتدقيق...كانوا ينطلقون سراعا لتلبية النداء فحسب!

اليوم نريد من موائدنا العامرة أن تحمل أجسادنا على البذل فيما هو من واجباتنا قبل كل شيء ...
نريد من العامل فينا أن يؤدي وظيفته باتقان دون أن يتعذر بتعب الصيام...
كما نريد من هذه الموائد أن تمدنا بالطاقة كي نضاعف العبادة في هذا الشهر الجليل...

واليوم موائدنا تزداد في الأصناف والأطباق والألوان...وياليتنا نأكلها بل نرمي بما يتبقى منها ولا نفكر في المسكين الذي لايجد طعاما!

لم تكن تلك المائدة من حقي وحقك فقط بل لكل فيها حق ،فإن هي سيقت بين أيدينا فلنشكر النعمة والفضل ...

من الأهداف الإنسانية التي نلمحها في الصوم هو أن نشعر بمعاناة الفقراء والمساكين ،ولكننا لا نشعر حين نملأ البطون عند الفطور وعند السحور حد التخمة!
لانشعر بذلك إذا كنا سنرمي باقي طعامنا في القمامة...

نعم هنيئا لك أن تفرح بالطعام بعد صيامك بل بألوان الطعام،ولكن لابد أن تشعر مع هذه الفرحة حين تمتلأ معدتك بالطعام والشراب لابد أن تتذكر حالتك وأنت صائم صابر على العطش والجوع...فيذهب فكرك في العامل الفقير الذي مررت عليه يعمل تحت حرارة الشمس من أجل أن يبعث ببعض النقود لأهله في أقصى البلاد...
لابد أن يذهب تفكيرك لأولئك المسلمين في أفريقيا الذين تنصرهم جماعة الصليب الاحمر مقابل بضع أدوية وأطعمة!
لابد أن تعلم جيدا أنك لم تعطى ذلك الطعام ملأ معدتك كيفما اشتهيت...لكي تأكل ثم تخرج فضلاتك وتأكل مجددا...
إنه لحري بك أن تقف مع هذا المشهد المتكرر في رمضان لتتعرف إلى الغاية التي من أجلها أطعمك الله وأسقاك...

إن ذلك ليس لتشتكي من الحموضة والتخمة والغثيان بسبب اكتنازك الطعام،ونومك الطويل،وتقصيرك في عملك بحجة الصيام...ولا لتتجاهل الجوع والعطش الذي يصرع آلاف البشر حولك من المسلمين وغيرهم وآلاف الكائنات الأخرى التي تموت وهي تبحث عن طعام او شربة ماء!

إنني أدعوك لتقرأ في تأريخ المجاعات البشرية،وكذلك في قصص هلاك الكائنات الحية وانقراضها جوعا وعطشا!

"إنّ الله لذو فضل على الناس ولكنّ أكثر النّاس لا يشكرون"


*حنان الهنائية*HananR91@
*فريق حِراء*hira1437@


للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  1.2K

التعليقات ( 0 )