قلم : الأستاذة هدى السقا - جده – ريشة : منى الشنيفي – الرياض
قد تكون كلماتنا موجعة في بعض الأحيان وقد تكون قبيحة وتحتاج إلى تجميل في أحيان أخرى.
كما نهتم بوضع المكياج على وجوهنا لنجملها كذلك نحتاج أن نجمل كلماتنا قبل أن نلقيها في وجوه الآخرين.فبكلماتنا قد نقتل قلوبا ونحن لا نشعر وقد ندمر أنفسا ونحن لا نعلم فالكلمه هي سلاح ذو حدين فقد تساعد في إصلاح الذات أو قد تساهم في تحطيم المعنويات بمعنى أن تكون داء أو تصبح دواء .فلا ينبغي قول الحقيقة دائما في كل الأحيان وفي جميع المناسبات بل يتوجب علينا المجاملة أيضا عند إبداء الآراء في بعض المواقف .
فقد تقف أحدنا في المطبخ ولساعات طويلة لتطهو طبخة واحدة ولا يكون إنجازها بالشكل المطلوب فقد يكون هناك خلل في الأداء ربما لتعكير المزاج في ذلك اليوم أو لأسباب أخرى لا نعلمها فعلينا أن نجامل. .فالحقيقة قد تكون مرة لا يستسيغها الكثيرون أو قد تكون قاسية تحتاج إلى ترطيب لتمريرها على نفوس الآخرين.
كثير من العلاقات الإجتماعية قد تفسد بسبب مرارة الحقيقة وإن كانت صحيحة. وكثير من القلوب تنكسر حين سماعها لها وإن كانت صائبة . فعلينا بإبقاء الود في علاقاتنا الإنسانية والإجتماعية.
فالمريض بالمشفى حين يتلقى حقيقة مرضه القاسية قد ينتكس وتسوء حالته وحين نجامله بكلمات واهية وبأنه قد بدأ بالتحسن قد يتحسن فعليا ويستجيب للعلاج. فالحقيقة مطلوبة في بعض الأحيان والمجاملة تتوجب في أحيان كثيرة إن لم يكن في إبداءها ضرر.
وقد أثبتت الحقائق والدراسات العلمية أن الإيحاءات الإيجابية قد تكون سببا في تفاؤل الأشخاص والتفاؤل يعمل على إرتقاء أداءهم وتحسين أحوالهم وأوضاعهم وهذا ما أشار إليه الإسلام بضرورة التفاؤل فالعلم الحقيقي الناجح دائما يصدقه الدين.
فالحياة مليئة بالمرارة والقسوة ونحن تحتاج إلى التفاؤل،نحتاج إلى تجميل حياتنا الإجتماعية وعلاقاتنا الإنسانية حتى تدوم
نحن لا نكذب على الآخرين ولكننا نجاملهم .