ناقش مشاركون، في اجتماع الشراكة الذي عقدته جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الاثنين، بمقرها العام بمدينة البيرة، ضرورة حماية العمل الإنساني، ومنع استهداف العاملين في المجال الصحي والمنشآت الصحية.
وقال رئيس الجمعية يونس الخطيب، في كلمته، أن الاجتماع يُعقد في وقت استثنائي يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة ومعاناة عميقة من سكان قطاع غزة، وعنفًا وعدم استقرار في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.
واستعرض الخطيب الأضرار التي لحقت بطواقم الهلال الأحمر في غزة، وقال: فقدنا 56 من زملائنا الشجعان أثناء أدائهم واجبهم الإنساني. وفي شهر مارس الماضي، استُشهد ثمانية من طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر، وستة من أفراد الدفاع المدني، وموظف من الأمم المتحدة في رفح بينما كانوا يؤدون واجبهم الإنساني في طريقهم لإنقاذ الجرحى. في قطاع غزة، أودت هذه الحرب الوحشية بحياة أكثر من 65 ألف فلسطيني، وأصابت أكثر من 150 ألفًا، معظمهم من المدنيين.
وأشار إلى أنه ستتم خلال الاجتماع مناقشة أوضاع المواطنين في قطاع غزة واللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان واحتياجاتهم.
وأكد الخطيب، أن هذا الاجتماع يمثل منصة إستراتيجية لتعزيز الثقة والتعاون بين الشركاء الإنسانيين، ولتأكيد الدور القيادي للمجتمع المحلي في العمل الإنساني في فلسطين، مشيرًا إلى أن الهلال الأحمر الفلسطيني يواصل أداء دوره الإنساني رغم كل التحديات، مستندًا إلى قيم الإنسانية وعدم التحيز والاستقلالية.
وشدد على التزام “الهلال الأحمر” بواجبها الإنساني رغم التحديات والمخاطر، داعيًا إلى تعزيز دعم الفاعلين المحليين وضمان حماية المدنيين والعاملين الإنسانيين واحترام القانون الدولي الإنساني.
ودعا الخطيب المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الإنسانية والقانونية تجاه الشعب الفلسطيني، مناشدًا جميع الأطراف ممارسة ضغط جاد لضمان احترام القانون الدولي الإنساني، ومساءلة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين في فلسطين، وللطواقم الطبية والمتطوعين والمرافق الصحية، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل سريع ومستدام ودون عوائق، وتمكين الجمعية من استلام المساعدات مباشرة وتبديل كوادرها بين الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الضفة الغربية، مؤكدًا أن التضامن والدعم الدولي المستمرين يشكلان شرطًا أساسيًا للحفاظ على حياة المدنيين الفلسطينيين وكرامتهم.
وعن المشاركين في الاجتماع، قال: يشارك ممثلون عن مكاتب وسفارات وقنصليات والأمم المتحدة، ونحو 25 من جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال منعت عددا من ممثلي الجمعيات من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية للمشاركة.
من جانبه، أكد الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر عبد الله المهيدلي (ARCO) أن “الهلال الأحمر” عملت وتعمل بجهد كبير ووفق معايير وظروف غاية في الصعوبة، ما يستوجب علينا العمل من أجل مساعدتهم في إنجاح مهاهم الإنسانية.
وأشاد بجهود الجمعية في تخفيف معاناة المواطنين الفلسطينيين من ضحايا الحروب، مشيرًا إلى أن المسؤولية مشتركة بين الأفراد والمؤسسات لصنع فارق حقيقي في حياة المحتاجين.
من جهته، قال وكيل الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر خافيير كاستيلانوس، إن الاجتماع المنعقد اليوم دليل على الاهتمام الدولي بقيادة الهلال الأحمر الفلسطيني ودوره وعمله الدؤوب خلال الفترات الماضية في المستشفيات والعيادات ومركبات الإسعاف وجهود توزيع المواد الإغاثية.
وأضاف، أن طواقم الهلال الأحمر ومتطوعيها عملوا في ظروف غاية في الصعوبة، في مواجهة الخطر والإحباط، مخاطب إياهم “أنتم أبطالنا ولكم كل الاحترام، وصلواتنا ودعواتنا لمن مضوا“.
وأكد دعم المجتمع الدولي لدور الجمعية وعملها، إذ كانت ملهمة للعالم خلال العامين الماضيين.
وأشار إلى أن ما جرى من خرق اتفاقيات جنيف يستدعي ضرورة البحث عن حلول أساسية، والعمل بخطوات ثابتة على تقديم خدماتنا، والوصول الأفضل إلى الأماكن التي تعاني ظروفا صعبة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
من جانبه، قال وكيل وزارة الخارجية والمغتربين للشؤون السياسية السفير عمر عوض الله، إن جمعية الهلال الأحمر هي المؤسسة التي تمثل ضمير شعبنا وحملت معاناته في ظل العدوان والحصار المستمرين، وكان العاملون في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والمتطوعون الدوليون شهودا ميدانيين على ما يجري والمصدر الأساسي لما يعانيه شعبنا.
وأضاف: يواجه شعبنا عدوانا وجرائم بحق المدنيين في الضفة وقطاع غزة على حد سواء، وعلينا أن نُذكّر العالم بأن القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ليسا خيارا، بل إنه يجب أن يطبقا دون استثناء.
ودعا إلى ضرورة مساءلة إسرائيل عن جرائمها، كون ذلك يشكل جزءا من العدالة، ولا يمكن أن تبقى إسرائيل فوق القانون، لافتا إلى أن محاسبة إسرائيل تقع على عاتق المجتمع الدولي، وذلك لأن التزامنا بالقانون الدولي يجب أن يقابله التزام العالم بتطبيقه، مشددا على أن الطريق إلى السلام يمر عبر إنهاء الاحتلال.
وتناولت الجلسة الأولى في الاجتماع، قراءة شاملة للمشهد الإنساني في فلسطين من منظور الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والمنظمات الدولية، بمشاركة متحدثين من منظمة الصحة العالمية (WHO)، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والجهات المانحة، ومنظمات دولية إنسانية أخرى.
كما خصص الاجتماع جلسة مغلقة لمكونات الحركة الدولية لمناقشة الرؤية المشتركة، والدروس المستفادة، والتخطيط للمرحلة المقبلة، إلى جانب جلسات حوارية ركزت على قضايا رئيسية مثل: الدبلوماسية الإنسانية، وحشد الموارد، والتنسيق الميداني، بمشاركة العديد من شركاء الجمعية في الحركة الدولية.
واختُتم الاجتماع بجلسة خاصة لاستخلاص التوصيات العملية ومجالات العمل المستقبلية. وعلى هامش الاجتماع، يتضمن اليومان المقبلان زيارات ميدانية إلى مدينتي نابلس والخليل للاطلاع على الوضع الإنساني، وجهود طواقم الجمعية في الميدان، ما يعكس التزام مكونات الحركة الدولية وشركائها بالعمل المشترك على دعم صمود الشعب الفلسطيني، وتعزيز العمل الإنساني المحلي القائم على الثقة والتضامن والعمل الميداني الفعّال.

كسوة الكعبة المشرفة
الفيصل يضخ المياه العذبة ويؤسس للجامعات في محافظات المنطقة / نبراس - إنتصار عبدالله
تصحيح أوضاع 249 ألف برماوي خلال عامين أطلقها الأمير خالد الفيصل عام 1434هـ


