جدد المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي “يونا”، الأستاذ محمد بن عبدربه اليامي، التحذير من القضايا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، منوها بسبل التعاطي مع هذه القضايا في بيئتي الإعلام والاتصال بطريقة تتوافق مع المبادئ والقيم الناظمة للعمل الإعلامي.
وأكد خلال ورشة العمل التي نظمها الاتحاد اليوم الأربعاء 5 نوفمبر 2025 بالتعاون مع المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE) بعنوان” أخلاقيات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتأثير هلوستها على المحتوى الإعلامي” أن تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي الذي فرض نفسه كواقع يومي في حياة الإعلاميين، من حيث توليد النصوص والصور والفيديوهات وبناء المحتوى الإعلامي بشكل عام، يثير سؤالين محوريين، أحدهما يتعلق بالأخلاق، والآخر بالمصداقية.
وفيما يتعلق بسؤال الأخلاق محور الورشة، أشار اليامي إلى بروز القضايا المتصلة بالتحيز، وقال إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وإن بدت آلية في مخرجها النهائي، إلا أنَّها بشرية من حيث المنشأ والبرمجة وهيكلة البيانات ووضع الخوارزميات، وهذا يعني أنَّها كأي جهد بشري عُرضة للتحيز والتنميط وخدمة أجندات سياسية وأيديولوجية تحت ستار الموضوعية.
ونوه باختلاف إجابات بعض هذه التطبيقات عن السؤال الواحد بحسب السياقات السياسية والتاريخية المرتبطة بالأسئلة، مناديا بضرورة الوعي بالتحيزات المرتبطة بهذه التطبيقات وتجنبها، والالتزام بأكبر قدر ممكن من الموضوعية.
وبيّن أن من الإشكاليات المرتبطة بسؤال الأخلاق أيضا، مسألة خصوصية البيانات وأهمية التعاطي معها وفقًا للقوانين المرعية على المستوى الوطني في الدول والبيئات الإعلامية، إضافة إلى ضرورة التمييز بشكل صريح بين المحتوى الذي تمَّ إنتاجه عبر جهد بشري خالص أو بمساعدة محدودة من الذكاء الاصطناعي، وبين المحتوى الذي تمَّ إنتاجه بالاعتماد كليةً على الذكاء الاصطناعي.
وأضاف اليامي “من القضايا المتصلة بالسؤال الأخلاقي، مسألة “الملكية الفكرية، فتطبيقات الذكاء الاصطناعي تخزِّن آليًا جميع النصوص التي تُدْرَج فيها، وربما تعيد استخدامها بطرق أخرى تنتهك حقوق الملكية الفكرية، وهنا يجب أنْ نكون حذرين جدًا في نوعية وطبيعة النصوص التي ندرجها في هذه التطبيقات، وهذه القضية تعدُّ من أخطر القضايا وأكثرها حساسية في الإعلام، وقد سبق لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن رفعت دعوى قضائية على شركتي”مايكروسوفت” و”أوبن إيه آي”، متهمة الشركتين باستخدام قصص الصحيفة دون إذن لتدريب روبوتات الدردشة لديهما”.
وأوضح أن من بين القضايا المتعلقة بالأخلاق أيضا، تبرز أخرى تتصل بسؤال المصداقية والأمانة الصحفية، ذلك أنَّ تطبيقات الذكاء الاصطناعي مع كل مزاياها ومع كل ما أدخلته من تسهيلات وتحسينات على العمل الإعلامي، إلا أنها أيضًا باتت تشكل خطرًا على مصداقية وسائل الإعلام وذلك في ظل ما تتيحه من تقنيات للتزييف العميق، وصنع محتوى مرئي قد يصعب في كثير من الأحيان التمييز بينه وبين المحتوى الحقيقي.
وحذر مدير عام يونا من بعض نماذج الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تمدَّ الإعلاميين بمعلومات خاطئة تؤثر على بناء القصة أو المادة الإعلامية، من خلال إعطاء إجابات خاطئة أو التلاعب بالسياق أو حذف جزء مهم من المعلومة لا تكتمل الصورة إلا به. والأسوأ من ذلك أنها قد تمزج الحقيقة بالخيال، وتخترع أشخاصًا وأحداثًا لا وجود لهم من الأساس.
وشدد على ضرورة مواجهة هذه التحديات، من خلال امتلاك الإعلاميين مهارات التحقق والاستقصاء من أجل الحفاظ على ثقة الجمهور في وسائل الإعلام، والنأي بها عن مخاطر التضليل والتزييف والفبركة.
وأبان أنه في إطار مساعي “يونا” لتعزيز وعي الإعلاميين في الدول الأعضاء بفوائد الذكاء الاصطناعي ومخاطره، تأتي هذه الورشة التي ينظمها الاتحاد بالتعاون مع المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE)الذي يعمل تحت رعاية منظمة اليونسكو، بوصفه أول مركز من نوعه على مستوى العالم يعنى بأخلاق الذكاء الاصطناعي.
واختتم اليامي كلمته في الورشة بتقديم الشكر للحضور، وللقائمين على المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي على جهودهم في الإعداد للورشة، آملا أن تتحقق منها الفائدة المرجوة، وأن تسهم في إرساء أساس مشترك للتعاطي مع قضايا الأخلاقيات والمصداقية في الذكاء الاصطناعي واستخداماته في السياق الإعلامي.

كسوة الكعبة المشرفة
الفيصل يضخ المياه العذبة ويؤسس للجامعات في محافظات المنطقة / نبراس - إنتصار عبدالله
تصحيح أوضاع 249 ألف برماوي خلال عامين أطلقها الأمير خالد الفيصل عام 1434هـ


