دول مجموعة “مينا فاتف” تُطْلِق من جدة شبكة “مينا-أرين” لتعزيز التعاون الإقليمي في استرداد الأصول

بحضور معالي رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد (نزاهة) في المملكة العربية السعودية مازن بن إبراهيم الكهموس، أعلن ممثلو دول مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا فاتف)، اليوم الأربعاء، عن تأسيس الشبكة الإقليمية لاسترداد الأصول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا – أرين)، واعتماد ميثاقها، لتكون منصة إقليمية للتواصل بين جهات الاتصال الوطنية المختصة بتحديد الأصول وتتبعها وتجميدها وحجزها.

جاء ذلك خلال الاجتماع العام السنوي الأول لشبكة (مينا – أرين)، الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية ممثلة في هيئة الرقابة ومكافحة الفساد (نزاهة) في مدينة جدة على مدى يومي 8-9 أكتوبر 2025م.

وستتولَّى هيئة “نزاهة” مهام الأمانة العامة الدائمة لشبكة “مينا-أرين”، وذلك بحسب ما ورد في ميثاقها.

وفي بيان النوايا بشأن إنشاء الشبكة، أكد ممثلو الدول المشاركة في الاجتماع أن التعاون الإقليمي في مكافحة الفساد وجميع أشكال الجرائم الخطيرة الأخرى، بالإضافة إلى استرداد الأصول المتحصلة بطرق غير مشروعة، يسهم إسهاماً جوهرياً في تحقيق التنمية الاقتصادية في بلداننا.

وأوضحوا أنَّ تأسيس شبكة “مينا-أرين” يأتي في إطار التزامهم بإرساء إطار مؤسسي متكامل ومتضافر يسهم في تعطيل التدفقات المالية للمنظمات الإجرامية، ويواجه التحديات المرتبطة بعمليات استرداد الأصول، ويعزز آليات التعاون المشترك في مجالات التحقيق والملاحقة واسترداد الأصول المتحصلة بطرق غير مشروعة، بما يحفظ الأمن والاستقرار في دول المنطقة والعالم.

وبحسب البيان، تهدف الشبكة إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء لتحديد الأصول المتحصل عليها بطرق غير مشروعة، وتتبعها، وتجميدها، وحجزها، واستردادها، بما في ذلك الأصول المرتبطة بالفساد، والجرائم المالية، والجريمة المنظمة، مع الامتثال الكامل للالتزامات والمعايير والتشريعات الوطنية والدولية المعمول بها.

كما تهدف إلى إنشاء شبكة فعالة من نقاط الاتصال، وتطوير آليات آمنة وموثوقة لتبادل المعلومات والتحريات أو نتائجها المتعلقة باسترداد الأصول، وفقاً للقوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، بما يسهل التعاون العابر للحدود والمساعدة القانونية المتبادلة.

وتتضمَّن أهداف الشبكة بناء قدرات وتطوير خبرات الأعضاء من خلال تنظيم برامج تدريبية وورش عمل متخصصة، وتبادل أفضل الممارسات، إضافة إلى دعم وتطوير الأطر القانونية الوطنية وتعزيز الهياكل المؤسسية ذات الصلة، وتشجيع الدول الأعضاء على إنشاء مكاتب وطنية متخصصة أو تعزيز الكيانات القائمة المعنية باسترداد الأصول.

وكان الأمين العام لشبكة “مينا – أرين” فايز البقمي قد أوضح في كلمته بمناسبة الإطلاق أنَّ الشبكة تُجسِّد ثمرة مسار تراكمي من العمل الجاد والتنسيق المؤسسي الذي انطلق من إيمان راسخ بأهمية تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال استرداد الأصول، وتوفير آليات فعالة لتبادل المعلومات والخبرات بين الجهات المختصة في الدول الأعضاء.

وأعرب البقمي عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلها ضباط الاتصال وما أبدوه من كفاءة عالية وروح مسؤولية أسهمت بشكل مباشر في صياغة وثائق متينة تجسد روح التعاون والإرادة المشتركة لدول المنطقة.

وأكد أن الأمانة العامة لن تتوانى في دعم جهود الدول الأعضاء وتقديم كل ما يلزم من مساندة فنية ومؤسسية لتفعيل عمل الشبكة وترسيخ حضورها الإقليمي والدولي بما يحقق أهدافها ويعزز مكانتها بوصفها منصة فاعلة للتعاون في مجال استرداد الأصول.