أعلن الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، في رسالته السنوية إلى الشعب، عن خطة شاملة لتحديث اقتصاد بلاده عبر الرقمنة والذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن بلاده دخلت مرحلة جديدة تتطلب سرعة في التكيف مع التغيرات العالمية.
وأوضح توكاييف أن الحكومة ستنشئ وزارة للذكاء الاصطناعي والتنمية الرقمية لقيادة هذه المرحلة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، مع إعطاء الأولوية لجذب استثمارات كبرى محلية وأجنبية، وإطلاق دورة جديدة للنمو الاقتصادي.
وأشار إلى نجاح بلاده في استعادة نحو 850 مليار تينغي من الأصول غير المشروعة، جرى توجيهها لتمويل المدارس والمستشفيات والبنية التحتية، لافتًا إلى أن مكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة ستظل من أولويات الدولة.
وعلى صعيد الصناعة والطاقة، أكد أن كازاخستان تمكنت خلال السنوات الأخيرة من مضاعفة القيمة المضافة للصناعة التحويلية، معلنًا عن خطط لتطوير الصناعات عالية التقنية، خصوصًا المعادن النادرة والطاقة النووية والمتجددة، مشددا على أهمية تحديث القطاع الزراعي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة الأراضي وزيادة الإنتاجية، مشيرًا إلى استعادة أكثر من 13 مليون هكتار من الأراضي منذ عام 2022.
كما كشف عن مشروع “مدينة ألاتاو الرقمية”، كأول مدينة ذكية بالكامل في المنطقة، ستتيح استخدام العملات المشفرة في المعاملات اليومية، واصفًا المشروع بأنه صورة لمستقبل كازاخستان.
وفي مجال البنية التحتية، أعلن عن خطط لتعزيز موقع كازاخستان كمحور رئيسي يربط آسيا بأوروبا، من خلال تطوير السكك الحديدية والطرق السريعة والنقل الجوي والبحري، إلى جانب إطلاق منصة رقمية موحدة للنقل والخدمات الجمركية تحت اسم “Smart Cargo”.
أما في قطاع التعليم، فقد أعلن الرئيس عام 2025 “عام المهن الفنية”، وإطلاق برنامج “السانة” لتدريب 100 ألف طالب على مشاريع التكنولوجيا الفائقة، مع تطوير المناهج الدراسية لتشمل مواد متخصصة في الذكاء الاصطناعي.
ودعا توكاييف إلى نقاش وطني حول الانتقال إلى نظام برلماني بغرفة واحدة، على أن يُطرح للاستفتاء الشعبي عام 2027 بعد اكتمال المشاورات.
وأكد أن الهدف من هذه الإصلاحات هو بناء “كازاخستان عادلة ورقمية”، قادرة على مواكبة التحولات العالمية وحماية مصالح الأجيال المقبلة.