أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب العشرات جراء ضربات نفذتها روسيا على كييف ليل الأربعاء الخميس، قبل أن تعلن السلطات الأوكرانية عن حصيلة جديدة حيث بلغ عدد القتلى عشرة أشخاص على الأقل.
وكتب زيلينسكي على منصات التواصل الاجتماعي "هجوم ضخم آخر على مدننا. قتل مجددا"، مشيرا الى أن أحد القتلى هو طفل. واعتبر أن "الصواريخ الروسية والمسيرات الهجومية اليوم هي رد واضح على كل من يدعو في العالم، منذ أشهر وأسابيع، الى وقف لإطلاق النار ودبلوماسية حقيقية" مع روسيا.
ويأتي الهجوم، وهو من الأكبر منذ اندلاع الحرب مطلع العام 2022، في وقت تتعثر الجهود الدبلوماسية الأخيرة للتوصل الى تسوية للحرب، خصوصا عقب اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من آب/أغسطس الجاري.
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 589 مسيرة و31 صاروخا، في ثاني أكبر هجوم من حيث العدد الإجمالي منذ اندلاع الحرب. وأفادت عن اعتراض 563 طائرة و26 صاروخا.
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية أوردت في وقت سابق، نقلا عن مراسلها، أنه سمع دوي انفجارات عنيفة في كييف ليل الأربعاء-الخميس، بينما أعلنت السلطات المحلية أن هجوما صاروخيا بالستيا روسيا كبيرا استهدف العاصمة الأوكرانية وأوقع ثلاثة قتلى وتسعة جرحى على الأقل.
وعبر تطبيق تلغرام، قال رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة، تيمور تكاتشينكو، إن "هجوما بالستيا روسيا" طال ثلاثة من أحياء كييف على الأقل، وتسبب خصوصا في اندلاع حريق في روضة أطفال ومبنى سكني.
من جهته، شاهد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية صاروخا يتم اعتراضه وحطامه المحترق يتساقط على العاصمة، كما سمع أزيز طائرات مسيّرة تحلق في سماء كييف.
وفر عدد من سكان العاصمة إلى ملجأ تحت الأرض حيث راحوا يتابعون الأخبار على تلغرام، حسب ما عاينه مراسل وكالة الأنباء الفرنسية. ولجأ آخرون إلى مترو الأنفاق حاملين معهم أكياس نوم.
وقرابة الساعة الأولى من فجر الخميس بتوقيت غرينيتش انطلقت صفارات الإنذار في سائر أنحاء أوكرانيا للتحذير من هجوم جوي حوالي الساعة 01:00 بتوقيت غرينتش.
وخارج العاصمة، أعلنت شركة السكك الحديدية الأوكرانية عن "هجوم ضخم" روسي تسبب بانقطاع التيار الكهربائي في منطقة فينيتسا (وسط)، وأدى إلى تأخير في حركة القطارات.
وتواصلت الهجمات في أوكرانيا وروسيا في الأيام الأخيرة على الرغم من الجهود الدبلوماسية المكثفة الرامية لإنهاء النزاع المستمر منذ مطلع 2022 حين بدأت روسيا تغزو جارتها.
وفي الأشهر الأخيرة تمكن الجيش الروسي الذي يحتل حوالي 20% من أوكرانيا في الشرق والجنوب، من تسريع وتيرة تقدمه الميداني في مواجهة وحدات أوكرانية أقل عددا وأسوأ تجهيزا.