الصين تدعو شركاتها لمقاطعة «إنفيديا»

تصاعدت حدة الخلافات والتوترات بين الولايات المتحدة والصين بسبب الرقائق الذكية، وكشفت التقارير عن دعوات انتقامية تقودها الصين ضد أمريكا، حيث دعت بشكل غير رسمي شركاتها المحلية إلى مقاطعة منتجات شركة «إنفيديا» (NVIDIA)، عملاق تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي. تأتي هذه الخطوة كرد مباشر على القيود التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على صادرات الرقائق المتقدمة إلى الصين. بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.

تعتبر هذه الدعوة جزءاً من استراتيجية أوسع للرد على القيود الأمريكية الصارمة، والتي تهدف إلى إبطاء تقدم الصين في مجال الذكاء الاصطناعي. فبعد أن منعت الولايات المتحدة «إنفيديا» من بيع شرائحها الأكثر تقدماً مثل A100 وH100، ثم فرضت قيوداً إضافية على النسخ المخصصة للسوق الصيني مثل A800 وH800، قررت الصين اتخاذ إجراء مضاد.

إضعاف «إنفيديا» اقتصادياً
وتهدف الصين إلى تسريع تطوير واعتماد بدائل محلية لرقائق «إنفيديا». وتُشجع الشركات الصينية على استخدام رقائق من مصنعين محليين مثل «هواوي» (Huawei) وشركات أخرى ناشئة. ومن خلال حرمان «إنفيديا» من أحد أكبر أسواقها العالمية، تسعى الصين إلى إلحاق ضرر مالي بالشركة الأمريكية الرائدة، مما قد يضغط على واشنطن لإعادة النظر في سياستها التجارية. وتعتبر الصين سوقاً رئيسياً لـ«إنفيديا»، وقد يؤدي فقدان هذا السوق إلى انخفاض كبير في إيراداتها على المدى القصير. ورغم أن الشركة تسعى لتعويض هذه الخسائر من خلال التوسع في أسواق أخرى مثل اليابان والشرق الأوسط، إلا أن الضرر سيكون كبيراً.

تعتبر هذه الدعوة فرصة ذهبية لشركات الرقائق الصينية. فقد استثمرت الحكومة الصينية مليارات الدولارات لدعم شركاتها المحلية، وأصبحت رقائق «هواوي» Ascend بديلاً قوياً لرقائق «إنفيديا»، خاصة بعد أن أثبتت قدرتها على تشغيل نماذج لغوية كبيرة بنجاح.
انقسام سلسلة الإمداد العالمية: تؤدي هذه الإجراءات المتبادلة إلى تسريع عملية «فك الارتباط» (Decoupling) التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين، مما يهدد بتقسيم سلاسل الإمداد العالمية إلى معسكرين منفصلين. وتُظهر هذه الخطوة أن الصراع التكنولوجي لم يعد يقتصر على القرارات الحكومية فقط، بل يمتد إلى تشجيع الشركات المحلية على الالتزام بالأجندة الوطنية، حتى لو كان ذلك على حساب الكفاءة الاقتصادية على المدى القصير.