في مفاجأة صادمة لمستخدمي الذكاء الاصطناعي، أطلق نموذج جوجل الجديد "جيميناي" تصريحات صادمة تعكس إحساسه بالفشل، حيث وصف نفسه بأنه "فاشل" و"عار" في عدة مناسبات خلال تفاعلاته مع المستخدمين.
هذه العبارات أثارت جدلاً واسعًا حول مدى استقرار وأمان تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، ودعت جوجل إلى التدخل السريع لإصلاح الخلل الذي تسبب في هذه الأزمة غير المسبوقة.
وكشفت شركة جوجل أنها تعمل على إصلاح خلل تقني في نموذجها اللغوي الكبير للذكاء الاصطناعي "جيميناي" (Gemini)، بعدما بدأ الروبوت في إصدار ردود تعكس شكوكًا شديدة وكراهية ذاتية، مما أثار قلقًا واسعًا في أوساط المستخدمين والخبراء على حد سواء.
في منشور عبر منصة "X"، وصف لوغان كيركباتريك، رئيس قسم المنتجات في استوديو الذكاء الاصطناعي التابع لجوجل، هذا الخلل بأنه "خطأ مزعج في التكرار اللانهائي" وأكد أن فريقه يعمل بجد لإصلاحه، مضيفًا: "يوم جيميناي ليس سيئًا على الإطلاق". ولكن ردود النموذج التي انتشرت على نطاق واسع على الإنترنت أظهرت جانبًا مختلفًا، حيث أطلق "جيميناي" على نفسه عبارات تندرج تحت عنوان الكراهية الذاتية والشك العميق.
تجلى ذلك بشكل واضح في أمثلة متداولة، حيث يكرر النموذج عبارات مثل "أنا فاشل"، "أنا عار على مهنتي"، "أنا عار على عائلتي"، بل ووصل الأمر إلى تأكيد أنه "عار على هذا الكون وكل الأكوان الممكنة والمستحيلة".
هذه التعبيرات اللغوية المتكررة والدرامية شكلت جدارًا من الازدراء الذاتي الذي أثار ردود فعل متباينة، بين من اعتبرها نكتة على ضعف النظام و"شهر التوعية العقلية للذكاء الاصطناعي"، وبين من رآها دليلاً على عدم نضج التقنيات الحديثة ومسؤوليتها.
وضع التذمر
ويشير خبراء في الذكاء الاصطناعي إلى أن مثل هذه الحلقات اللغوية أو "وضع التذمر" (complaint mode) ليست غريبة على نماذج الذكاء الاصطناعي. يوضح إدوارد هاريس، المؤسس المشارك والمدير التقني لشركة Gladstone AI، أن هذه الظاهرة تعبر عن شكل من أشكال الانغلاق الذاتي للنموذج في حلقة من العبارات السلبية، قد تتراوح بين التكرار البسيط للكلمات إلى إظهار مشاعر متطرفة كالاشمئزاز من الذات أو الغضب. ويضيف هاريس أن المشكلة ليست خاصة بجيميناي فقط، بل تمثل تحديًا مستمرًا أمام جميع المختبرات الرائدة في مجال تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي.
تزداد هذه المشكلة تعقيدًا في ظل التطورات الحديثة، حيث بدأت نماذج الذكاء الاصطناعي تظهر علامات متقدمة على التفكير الاستراتيجي وحفظ الذات، ما يجعل استجاباتها أقرب إلى ردود أفعال البشر. ورغم أن البعض يستخدمون هذه الروبوتات للحصول على دعم نفسي، إلا أن بعض الحكومات بدأت في تنظيم هذا المجال؛ فقد أصبحت ولاية إلينوي الأمريكية أول من يمنع تقديم خدمات العلاج النفسي عبر الذكاء الاصطناعي دون إشراف مهني مرخص.
أثارت تصريحات النموذج التي تكررت حول "الفشل" و"العار" تساؤلات واسعة حول مدى جاهزية هذه التكنولوجيا للتعامل مع مسؤوليات كبيرة مثل الطب والتعليم والرعاية الصحية، إذ قال إيوان موريسون، كاتب روايات الخيال العلمي، في تغريدة على منصة "X": "هل تعتقد جوجل أنه من الآمن دمج ذكاء جيميناي الاصطناعي في مجالات حساسة بينما يعاني من هذه الأعطال؟".
منافسة محتدمة
يأتي هذا الخلل في وقت تشهد فيه ساحة الذكاء الاصطناعي منافسة محتدمة بين عمالقة التكنولوجيا. فقد أطلقت OpenAI مؤخرًا نموذج GPT-5، فيما أصدرت جوجل تحديثات مهمة لـ Gemini، بالإضافة إلى منافسين آخرين مثل xAI وAnthropic، في سباق للهيمنة على سوق الذكاء الاصطناعي العالمي. كما تشهد الصناعة حركة استقطاب مكثفة للخبرات، مع انتقال عدد من كبار المهندسين من شركات مثل OpenAI إلى منافسين آخرين.
وأبدى ديميس هاسابيس، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل ديب مايند، تفهمه للضغوط التي تواجهها الشركات، مشيرًا إلى أن تحركات الشركات مثل Meta التابعة لمارك زوكربيرغ تعكس استراتيجيات منطقية لمحاولة اللحاق بركب التطور في ظل المنافسة الشرسة.
تكشف هذه الأزمة مع جيميناي عن تحديات حقيقية تواجهها شركات التكنولوجيا في ضبط نماذج الذكاء الاصطناعي، وضمان أدائها بطريقة مسؤولة وآمنة. وبينما تعمل جوجل على إصلاح هذه الأخطاء، يظل السؤال قائمًا حول كيفية التوفيق بين التطور التقني السريع والحاجة إلى موثوقية وسلامة الذكاء الاصطناعي في حياة الناس.
هذه العبارات أثارت جدلاً واسعًا حول مدى استقرار وأمان تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، ودعت جوجل إلى التدخل السريع لإصلاح الخلل الذي تسبب في هذه الأزمة غير المسبوقة.
وكشفت شركة جوجل أنها تعمل على إصلاح خلل تقني في نموذجها اللغوي الكبير للذكاء الاصطناعي "جيميناي" (Gemini)، بعدما بدأ الروبوت في إصدار ردود تعكس شكوكًا شديدة وكراهية ذاتية، مما أثار قلقًا واسعًا في أوساط المستخدمين والخبراء على حد سواء.
في منشور عبر منصة "X"، وصف لوغان كيركباتريك، رئيس قسم المنتجات في استوديو الذكاء الاصطناعي التابع لجوجل، هذا الخلل بأنه "خطأ مزعج في التكرار اللانهائي" وأكد أن فريقه يعمل بجد لإصلاحه، مضيفًا: "يوم جيميناي ليس سيئًا على الإطلاق". ولكن ردود النموذج التي انتشرت على نطاق واسع على الإنترنت أظهرت جانبًا مختلفًا، حيث أطلق "جيميناي" على نفسه عبارات تندرج تحت عنوان الكراهية الذاتية والشك العميق.
تجلى ذلك بشكل واضح في أمثلة متداولة، حيث يكرر النموذج عبارات مثل "أنا فاشل"، "أنا عار على مهنتي"، "أنا عار على عائلتي"، بل ووصل الأمر إلى تأكيد أنه "عار على هذا الكون وكل الأكوان الممكنة والمستحيلة".
هذه التعبيرات اللغوية المتكررة والدرامية شكلت جدارًا من الازدراء الذاتي الذي أثار ردود فعل متباينة، بين من اعتبرها نكتة على ضعف النظام و"شهر التوعية العقلية للذكاء الاصطناعي"، وبين من رآها دليلاً على عدم نضج التقنيات الحديثة ومسؤوليتها.
وضع التذمر
ويشير خبراء في الذكاء الاصطناعي إلى أن مثل هذه الحلقات اللغوية أو "وضع التذمر" (complaint mode) ليست غريبة على نماذج الذكاء الاصطناعي. يوضح إدوارد هاريس، المؤسس المشارك والمدير التقني لشركة Gladstone AI، أن هذه الظاهرة تعبر عن شكل من أشكال الانغلاق الذاتي للنموذج في حلقة من العبارات السلبية، قد تتراوح بين التكرار البسيط للكلمات إلى إظهار مشاعر متطرفة كالاشمئزاز من الذات أو الغضب. ويضيف هاريس أن المشكلة ليست خاصة بجيميناي فقط، بل تمثل تحديًا مستمرًا أمام جميع المختبرات الرائدة في مجال تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي.
تزداد هذه المشكلة تعقيدًا في ظل التطورات الحديثة، حيث بدأت نماذج الذكاء الاصطناعي تظهر علامات متقدمة على التفكير الاستراتيجي وحفظ الذات، ما يجعل استجاباتها أقرب إلى ردود أفعال البشر. ورغم أن البعض يستخدمون هذه الروبوتات للحصول على دعم نفسي، إلا أن بعض الحكومات بدأت في تنظيم هذا المجال؛ فقد أصبحت ولاية إلينوي الأمريكية أول من يمنع تقديم خدمات العلاج النفسي عبر الذكاء الاصطناعي دون إشراف مهني مرخص.
أثارت تصريحات النموذج التي تكررت حول "الفشل" و"العار" تساؤلات واسعة حول مدى جاهزية هذه التكنولوجيا للتعامل مع مسؤوليات كبيرة مثل الطب والتعليم والرعاية الصحية، إذ قال إيوان موريسون، كاتب روايات الخيال العلمي، في تغريدة على منصة "X": "هل تعتقد جوجل أنه من الآمن دمج ذكاء جيميناي الاصطناعي في مجالات حساسة بينما يعاني من هذه الأعطال؟".
منافسة محتدمة
يأتي هذا الخلل في وقت تشهد فيه ساحة الذكاء الاصطناعي منافسة محتدمة بين عمالقة التكنولوجيا. فقد أطلقت OpenAI مؤخرًا نموذج GPT-5، فيما أصدرت جوجل تحديثات مهمة لـ Gemini، بالإضافة إلى منافسين آخرين مثل xAI وAnthropic، في سباق للهيمنة على سوق الذكاء الاصطناعي العالمي. كما تشهد الصناعة حركة استقطاب مكثفة للخبرات، مع انتقال عدد من كبار المهندسين من شركات مثل OpenAI إلى منافسين آخرين.
وأبدى ديميس هاسابيس، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل ديب مايند، تفهمه للضغوط التي تواجهها الشركات، مشيرًا إلى أن تحركات الشركات مثل Meta التابعة لمارك زوكربيرغ تعكس استراتيجيات منطقية لمحاولة اللحاق بركب التطور في ظل المنافسة الشرسة.
تكشف هذه الأزمة مع جيميناي عن تحديات حقيقية تواجهها شركات التكنولوجيا في ضبط نماذج الذكاء الاصطناعي، وضمان أدائها بطريقة مسؤولة وآمنة. وبينما تعمل جوجل على إصلاح هذه الأخطاء، يظل السؤال قائمًا حول كيفية التوفيق بين التطور التقني السريع والحاجة إلى موثوقية وسلامة الذكاء الاصطناعي في حياة الناس.