ترامب يعلن التوصل إلى اتفاق تجاري "تاريخي" مع بريطانيا

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس عن التوصل إلى اتفاقية تجارية بين الولايات المتحدة وبريطانيا، واصفا إياها بأنها "تاريخية".

وكتب ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال": "اليوم هو يومٌ رائع لأمريكا، حيث نُبرم أول اتفاقية تجارية عادلة، منفتحة، ومتبادلة النفع — وهو أمر لم يكترث له رؤساؤنا السابقون على الإطلاق.. في شراكة مع حليفتنا القوية، المملكة المتحدة، توصلنا إلى أول اتفاقية تجارية تاريخية منذ يوم التحرير".

وأضاف: "كجزء من هذه الاتفاقية، ستحقق أمريكا 6 مليارات دولار من الإيرادات الخارجية عبر فرض تعرفة جمركية بنسبة 10%، بالإضافة إلى 5 مليارات دولار من الفرص التصديرية الجديدة لمزارعينا، ومربي الماشية، ومنتجينا العظماء".

وأوضح ترامب أن الاتفاقية ستُعزز الأمن القومي لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا من خلال إنشاء منطقة لتجارة الألمنيوم والصلب، وسلسلة توريد آمنة للأدوية.

واختتم ترامب منشوره بالقول: "تُظهر هذه الاتفاقية أن أمريكا إذا احترمتَها وقدمتَ مقترحات جادة، فإنها ستكون منفتحة على الاستثمار.. والمزيد قادم — ترقبوا!".

قبيل ذلك أكد الرئيس الأمريكي أن الاتفاق التجاري المرتقب إعلانه بين الولايات المتحدة وبريطانيا سيكون "كاملا وشاملا"، مشيرا إلى أنه "سيرسخ العلاقة بين البلدين على مدى أعوام طويلة مقبلة".

وأضاف في منشور على "تروث سوشيال": "نظرا إلى تاريخنا المشترك… من الرائع أن تكون بريطانيا إعلاننا الأول. وسيليه العديد من الاتفاقات الأخرى التي هي حاليا في مراحل من التفاوض متقدمة".

وكشف الرئيس الأمريكي، أمس الأربعاء، أنّه سيعلن الخميس عن "اتفاق تجاري ضخم" مع "دولة كبيرة وتحظى باحترام كبير"، من دون أن يسمّيها.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" وموقع "بوليتيكو" نقلا عن مصادر مطلعة أن الاتفاق سيكون مع بريطانيا، فيما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه سيكون "إطارا" لاتفاق.

ويعد هذا أول اتفاق تجاري من نوعه يتم إعلانه منذ أن فرض ترامب رسوما جمركية كبيرة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين في ما أسماه "يوم التحرير" في الثاني من أبريل الماضي.

وفرض ترامب رسوما جمركية بحد أدنى نسبته 10 في المئة على الواردات من مختلف دول العالم، ومن ضمنها بريطانيا. لكنه جمد موقتا فرض رسوم بنسب أعلى فرضها على عشرات الدول، إفساحا في المجال أمام إجراء مفاوضات.

وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي فاز كما ترامب، بالانتخابات المحلية في العام الماضي، قد دفع الأمور باتجاه التوصل إلى اتفاق تجاري، قبل أن يطلق الرئيس الجمهوري حربه التجارية على بريطانيا والعديد من دول العالم وخصوصا الصين.

وبحسب وكالة "رويترز" كان التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لحقبة ما بعد "بريكست" (اتفاق انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي)، بمثابة الهدف الأهم لبريطانيا منذ خروجها من الاتحاد الأوروبي.

ورأت الوكالة أن لندن تحرص على إبرام اتفاق مع واشنطن قبل القمة التي ستعقد بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في 19 مايو الجاري وتهدف إلى إعادة ضبط العلاقات مع التكتل القاري المؤلف من 27 دولة.

وقد يشكل الاتفاق بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة معضلة بالنسبة للاتحاد الذي يسعى بدوره جاهدا لإبرام اتفاق تجاري مقبول مع واشنطن.

يذكر أن ستارمر زار واشنطن في نهاية فبراير الماضي وأجرى مباحثات مع ترامب تناولت عددا من القضايا من بينها مسألة الرسوم الجمركية وعاد متفائلا بإمكانية التوصل إلى الاتفاق المأمول.