• ×

قائمة

Rss قاريء

لماذا لا نتقبل النقد؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
النقد هو تعبير مكتوب أو منطوق عن سلبيات أو أفعال أو قرارات تتخذ في موقف ما، أو عمل ما، أو توجه ما، من شخص أو مجموعة أشخاص تمثل جهة ما.
وينقسم النقد إلى قسمين هما: - أولا: النقد البناء وثانيا: النقد الهدام
ونلخص لكم الفرق بينهما حتى يمكن للقارئ التمييز بينهما :
أولا:- النقد البناء:
هو النقد الذي يكون دائما صادرا من متخصص وقائم على أساليب علمية توضح السلبيات بطريقة سلسة ومهذبه ويكون هدفه الأساسي تصحيح الأخطاء وتقديم النصح بالتلميح أو التصريح دون تجريح ويوضح طرق علاج السلبيات والمقترحات لها مع تقبل النقاش والأفكار الإيجابية للنقد.
ثانيا:- النقد الهدام:
هو نقد لا يوجد به إنصاف ويعتمد على التجريح والتعصب لفكرة معينة من غير متخصص يرى أن وجهة نظره هي الصحيحة المطلقة، وغير قابلة للنقاش أو النقض ولا يكون فيه أهمية لتقديم الحلول والمقترحات أو أساليب علاج المشكلة وعدم تقبل الأفكار الإيجابية المطروحة للنقد.
بعد هذه المقدمة البسيطة، نعود لموضوع المقال وهو ( لماذا لا نتقبل النقد؟ )
لا يمكن للإنسان العاقل أن يكون على صواب عند عدم تقبل النقد من الآخرين وإعتقاد أنه الأفضل وأنه لا يخطئ أبدا، حيث أن هذه النظرة تبني صرحا من الأنانية يتحول والعياذ بالله إلى مرض نفسي يصعب علاجه عند البعض.
ومما لا شك فيه هو إختلاف الناس حسب ثقافاتهم وتعليمهم وتربيتهم في تقبل النقد لأن الطبيعة البشرية لا تتقبله بشكل عام وقد يتقبله البعض إذا كان نقدا بناءا ذو أهداف واضحة ونبيله ، وهو ما يؤكد أن قبول النقد يتوقف على طريقة وأسلوب الناقد في التوجيه والتعبير والإقناع ، ويمكن أن يوجه الناقد فكرته بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق المزاح لمنح فرصة للتفكير في فكرته المطروحة ، وإختيار الوقت المناسب لها بشرط أن تكون خالية من عبارات الإحتقار والتجريح ومغلفة ببعض الإيجابيات الموجود في العمل ومتبعه ببعض الأفكار والحلول المنطقية التي تعالج فكرة الناقد وتوضح الهدف الإصلاحي لها .
أذا ... توصلنا إلى أن النقد البناء يضيف لنا معلومة كنا نجهلها من وجهة نظرنا والرأي المخالف يجعلنا دائما نتوقف لحظة للتفكير والبحث في داخلنا عن صحة هذا النقد ونوعه ومدى تقبله من الطرف الآخر وماذا سوف يضيف لنا من فوائد وتطوير للسلبيات المطروحة لموضوع النقد.
واذكر لكم مقولة عظيمة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي " رحم الله امرأ أهدى إلى عيوبي " توضح مدى تواضع الفاروق رضي الله عنه وتقبله الصريح للإنتقاد علنا وإعترافه بأن لديه عيوب مثل بقية البشر وهو أحد العشرة المبشرون بالجنة وصاحب أفضل الخلق محمد صلى الله عليه وآلة وسلم .
وأختم بالجواب على سؤال عنوان هذا المقال (لماذا لا نتقبل النقد؟) إذا كان نقدا بناءا ذو أهداف سامية ونبيلة تعود علينا بالنفع والفائدة وتساهم في تطوير وتحسين السلبيات من حال إلى حال أفضل منه فمن المؤكد أننا سنتقبله بسعة صدر وسوف نشكر الناقد على مجهوده المثمر بإذن الله ونبدأ بالتغيير والتحسين دون مكابرة أو عناد .
خالد عمر حشوان

بواسطة : خالد عمر حشوان
 4  0  1245

التعليقات ( 4 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    22 أكتوبر 2021 03:21 مساءً مهند انور :
    كلام جميل الله يعطيك العافيه واتمنى ❤
  • #2
    22 أكتوبر 2021 04:34 مساءً عثمان الزهراني :
    كلام ممتاز وفقك الله ابا محمد
  • #3
    22 أكتوبر 2021 05:06 مساءً وليد عبدالعزيز :
    مقال جميل واختيار موفق للموضوع حيث ان مجتماعتنا العربية عادة تتحسس من النقد الا مارحم ربي
  • #4
    22 أكتوبر 2021 05:24 مساءً محمد الردادي :
    رحم الله أمراً أهدى لي عيوبي …تكتب بما الذهْب

جديد المقالات

بواسطة : مريم عبدالله المسلّم

لسان البشر عضلة تخلو من المفاصل والعظم إلا أنه...


بواسطة : سميرة عبدالله أبوالشامات

نجتمع في رمضان على العمل الصّالح المبارك بتفطير...


القوالب التكميلية للمقالات