• ×

قائمة

Rss قاريء

نقطة تحول في حياتي

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط


نقطة التحول في الحياة هي النقطة التي يضعها الإنسان في نهاية كل صفحة من صفحات عمره، ويبدأ مسيرة جديدة مختلفة في حياته عن الصفحة السابقة، وسوف أقف هنا عند النقطة التي حولت حياتي من شخص عادي جدا ومهتم بقراءة الصحف والمجلات وأخبار الفن والفنانين واللاعبين وكل ما يتعلق بالدنيا وملهياتها الى شخص آخر تعرفونه في نهاية المقال.

بعـد أن وصلت إلى نهاية الصفحة ووضعت النقطة ، كان ذلك في نهاية التسعينات الميلادية حيث كنت أعمل في الرياض وتم نقلي إلى جـدة مسقط رأسي وحيث يسكن أهلي وكان لـدي زميل عـمل مسلم من باكـستان الشقيقة يرغب في الحضور من الرياض لأداء فريضة العـمرة ، فقمت باستقباله في مطار جـدة وذهـبت به إلى مكة حيث الفندق الذي سيقيم فيه ، وفي الطريق سألني عن متطلبات العمرة وهل يمكن أداء عمرتين بإحرام واحد في الوقت نفسه ، وأجبت بنعـم دون تردد ، رغـم عـدم تأكـدي من المعلومة ، وبعـد أن غـادرت مكة ظللت طيلة الطريق أفكر في الجـواب وبدأت أبحث عن إجابه شافية وشرعية للسؤال ، ثم وصلت إلى أنه لابـد من الإحـرام من الميقات لكل عمرة مستقله ويفضل عـدم أداءها في يوم يواحد تخفيفا للمشقة على المسلم .

اكتشفت في تلك اللحظة ضعف معلوماتي الدينية وقررت فورا أن أبدأ صفحة جـديدة من التفقه في الدين ومعرفة أصوله وقراءة الكتب الدينية والتي كانت من أرخص الكتب ماديا (وليس قيمة) في ذلك الوقت واستبدال قراءاتي من الفن والرياضة إلى الشريعة وأصول الـدين وتاريخ الرسول صلى الله عليه وسلم والأنبياء والصحابة الـكرام رضي الله عنهم ، حتى أصبحت لدي مكتبة متواضعة أثرت معلوماتي الدينية كثيرا ، هذا بالإضافة إلى المتعة التي وجدتها في التقرب إلى الله بأداء العبادات بالطريقة الصحيحة التي فرضها الله ، وكيف يمكن التأثير بها على الأهل والأبناء بطريقة إيجابية تنير لهم طريق حياتهم ويرونك فيهم القدوة الحسنة رغـم التقصير الذي مازلت عليه حتى يومنا هذا ولكن (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) .

كانت هذه النقطة هي نقطة التحول في حياتي المتواضعة من مسار إلى مسار آخـر حتى لـو شابه التقصير، ممـا جعلني أتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والذي قال فيه " قال الله عز وجل : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ، ذكرته في ملإ خير منهم وإن تقرب إلى بشبر تقربت منه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة “
الراوي أبو هريرة – صحيح البخاري.

ويعلم الله أني لم أذكر ذلك رياء ولا فخرا، رغم إعترافي بتقصيري الواضح، إنما ليستفيد كل من لا نقول عنه بعيدا عن الله ولكن من أبطأت الدنيا وملهياتها سباقه إلى الله ومغفرته، كما في قوله تعالى في سورة الحديد " وسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " (21)

خالد عمر حشوان

بواسطة : خالد حشوان
 3  0  1678

التعليقات ( 3 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    14 أكتوبر 2021 02:15 مساءً عثمان الزهراني :
    ماشاء لله تبارك الله الله يعطيك العافية ابا محمد ومن احسن لأحسن ان شاء اللة
  • #2
    14 أكتوبر 2021 03:58 مساءً محمد الردادي :
    ماشاء الله تبارك الله… اختصرت فأبدعت .. تحدثت فأوجزت.. مقال يكتب بماء الذهب .. راقي … بالاسلوب والادب… وبالفعل والعقل راقي

    بحثت عنك بالكتب ..لقيتك كل اوارقي

    بحثت عنك في البستان … لقيتك للورد ساقي

    اتمني لك ان شاء الله تقطف من بستان حياتك ورد بصيغة قلم يكتب ويعبر عن خبرات يستفيد منها كل من له سغف في نهل سبل المعرفه … دمت بود
  • #3
    15 أكتوبر 2021 01:54 مساءً ‏أحمد ناصر المنيع :
    ‏أسأل الله العظيم أن يوفقك ويبارك في علمك وعملك وأن يزيدك من فضله ‏وأن ينير عقلك وقلبك بالايمان وطاعه الرحمن دعواتك أخوي خالد واصلح الله لك النية وألذريه

سحابة الكلمات الدلالية

جديد المقالات

بواسطة : مريم عبدالله المسلّم

لسان البشر عضلة تخلو من المفاصل والعظم إلا أنه...


بواسطة : سميرة عبدالله أبوالشامات

نجتمع في رمضان على العمل الصّالح المبارك بتفطير...


القوالب التكميلية للمقالات