طارق مبروك السعيد - جده

إن الأماكن والأوقات والأحداث والمواقف ستظل ذكرى عابرة جميلة لها حنينها وأنينها ولن ننساها ما حيينا ..
وعندما نمعن النظر في الماضي نتذكر أيام الطفولة السعيدة المليئة بالبراءة والأحاسيس المرهفة , وبمجرد أن نتذكرها يزيد الشوق فيها لذكريات تبقى خالدة في الذهن ومحفورة في أعماقنا وأذهاننا لا يمكن أن ننساها بسهولة, فالنجاح في تلك الأيام ليس وليد الصدفة بل أتى من ثمرة الجهد ورجاحة العقل ..
كل منا يتمنى أن يرجع للماضي الجميل بكل ما فيه من ذكريات جميلة وذكريات حزينة , ولو رجعنا سنين للوراء , نجد أن حال الماضي قد تبدل بحاضر جديد انعدمت فيه البساطة والصدق والابتسامة والشفافية في التعامل , ولكن أصل الجذور تبقى واحدة مهما تفرعت وتفرقت ...
تمنيت أن تقف عقارب الساعة في مكانها , ولا نفارق من عاشوا معنا أجمل وأجل تلك اللحظات المملوءة بحنين وأنين الماضي ...
والاشتياق للماضي , وإلى أيام الصغر ليس وليد اللحظة ، وإنما مجرد ما نتذكر جواهر الأشياء وحقيقتها , يحدونا الأمل , والتفاؤل إلى التفكر في عجائب الله وقدرته.. فالإنسان سوف يموت عاجلا أم آجلا , والحيوانات سوف تنقرض , وهناك مخلوقات مثل البحار والمحيطات والجبال ستبقى بأمر من الله على مر العصور ..
قال الله - تعالى -: ﴿ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [النمل: 60 - 61].
لحظات ماضية لا زلنا نتذكرها بمخيلتنا , ونتحسس سطورها ونتذكر أطلالها ...
لن ننسى الماضي , ولنعيد بسمة الحياة بالعمل على طاعة الله ورسوله ..
اسأل المولى القدير أن يجمعنا وإياكم وجميع موتى المسلمين والمسلمات في جنات الفردوس الأعلى خالدين مخلدين ...