• ×

قائمة

Rss قاريء

كاشغر "درة" على طريق الحرير

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
كاشغر - انتصار عبدالله -نبراس 


كاشغر،

مدينة أخرى ذات سمات خاصة، وحسب بعض المصادر، كانت كاشغر بداية دخول الإسلام إلى الصين، عندما وصل قتيبة مشارفها وبعث بوفد يفاوض إمبراطور الصين. إنها مدينة عمرها أكثر من ألفي عام، منذ أن أسست قبائل توشلان عاصمتها بها، ثم وصلتها البوذية في القرن الثاني الميلادي ووصلها الإسلام في القرن السابع الميلادي.

كاشغر منطقة إدارية يتبعها 11 محافظة ومدينة واحدة. يسكنها نحو أربعة ملايين نسمة، 93% منهم ينتمون إلى قومية الويغور والباقون إلى قوميات هان وطاجيك وأوزبك وقرغيز وغيرها.

تقع كاشغر في جنوبي شينجيانغ، يحدها من الشرق صحراء تاكلامكان ويجاورها من الغرب والجنوب الغربي قرغيزستان وطاجيكستان وأفغانستان وباكستان والهند.
وهنا ترى واجهات المتاجر والمؤسسات الحكومية والإعلانات بلغة الويغور وهان معا .
والزائر العربي لهذا المكان لا يجد نفسه غريبا، فالناس هنا تشاطره كثيرا من ثقافته وتقاليده.

تكمن أهمية كاشغر
بموقعها الاستراتيجي على طريق الحرير، ولا عجب في أنها كانت ـ ولا تزال ـ تعتبر البوابة الغربية من الصين، كما كانت تعرف بدُرة طريق الحرير لما فيها من واحات وارفة الظلال غنية بشتى الإنتاجات. الطريق الذي يبدأ في كاشغر كان ينطلق باتجاه الغرب متفرعا إلى خطين آخرين يدخل أحدهما في وادي فرغانة ثم يمر بسمرقند وبخارى حتى مرو (مدينة ماري بتركمانستان حاليا)، أما الآخر فكان يجتاز هضبة البامير ويخرج من قلعة البرج الحجري ويمر ببختيريا حتى مرو أيضا.

وكاشغر اليوم مدينة رئيسية بإقليم شينجيانج ذي الحكم الذاتي لأقلية الإويغور ولا يتجاوز عدد السكان بها 400 ألف نسمة معظمهم يتحدث اللغة القومية للأقلية المسلمة وتجمع المدينة بين طابعها التقليدي المتمثل في أحيائها القديمة وطابع المدن الحديثة الصاعدة بالصين.

وبالرغم من تطور وسائل النقل فإن كاشغر ما زالت تقوم بدورها القديم كمحطة تجارية إذ تعد اليوم أكبر مركز يقصده تجار غرب ووسط آسيا لعرض سلعهم المحلية ولشراء منتجات كاشغر وما يجاورها من أقاليم الصين.

محطة تجارية
وبهذه المدينة حوالي 20 سوقاً منها أسواق عامة وأخرى متخصصة مثل تلك التي تعرض منتجات الريف من المحاصيل الزراعية والمواشي والمنتجات التقليدية للقوميات الإسلامية. وأهم هذه الأسواق «سوق التجارة الدولية» الذي يقصده تجار من دول الكومنولث الروسي وتركيا وباكستان وتباع فيه الطنافس الجدارية والسكاكين والأحجار الكريمة والمنتجات اليشمية وشالات حريرية ومنتجات نحاسية فضلاً عن الأدوات الموسيقية الوترية الشائعة الاستخدام بين الشعوب الوغيورية. وتعرف السوق القديمة باسم «سوق الأحد»، حيث كانت تعقد في أيام الآحاد ولكن السلطات الصينية سمحت بأن تعقد طوال أيام الأسبوع بدءاً من عام 1992م.
وفي كاشغر عدد من المساجد القديمة ويبقى مسجد «عيدكاه» أهم هذه المساجد وأضخمها وأقيم عام 1442م. و لابد من زيارة مسجد عيدكاه، تلك التحفة المعمارية التي يرجع تاريخها إلى أكثر من خمسمائة عام.

image

image

image


كاشغر مدينتان متجاورتان

تبدو كاشغر اليوم كمدينتين متجاورتين إحداهما حديثة تماماً تشابه في تكوينها المعماري المدن الصينية الصاعدة بشوارعها الفسيحة ومصانعها المنتشرة على محيطها الخارجي أما الأخرى فهي المدينة القديمة بشوارعها الضيقة وأزقتها المرصوفة بمربعات من البازلت الأسود, ونظراً للكثافة السكانية العالية بهذا القسم من المدينة تقام حجرات على مستوى ثان علوي ويتم الوصول إليها عبر جسور خشبية تمر فوق الأزقة الضيقة وتنتشر أغصان أشجار الكروم في المساحات الضيقة الفاصلة بين المنازل صانعة ما يشبه المظلة النباتية ليحتمي بها المارة والسكان من شمس الصيف. وغالباً ما يفصل بين المنازل المتلاصقة باحات تستخدم للعب الأطفال وأحياناً أخرى للطهو، أما المنازل من الداخل فتضم دوماً قاعة استقبال كبيرة للضيوف ولا يسمح للزوار بالدخول إلى أماكن الإقامة حيث النساء.

.

image

image

image

image

image

image

image

image

image

image

image

image
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : admin
 0  0  1058

التعليقات ( 0 )