• ×

قائمة

Rss قاريء

أريد تأليف كتاب ..

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
أروى الزهراني . جدة
image

يتوقُ كل صاحب موهبة كتابية ورصيد أدبي وثقافي لتأليف كتاب ،
يُترجم فيه مشاعره وخيالاته بطريقته ووفق موهبته وحسب الرصيد المتوفر لديه من الممارسة و الإبداع ،
بل يكاد يكون الشغل الشاغل وليس توقاً فحسب ،
تفشّت كثيراً في هذا الوقت رغبة أن يؤلف كل من يـمكنه الكتابة ،
كتاب ،
وساعد في نجاح ذلك بعض دور النشر التي باتت متساهلة كثيراً وغرضها الربح لا أكثر ،
إذ نجد المكتبات تعجّ بالمطبوعات الأدبية الخاوية ،
والمخيبة للأمل حقيقة ولا يُشرّف الأدب وجودها ،
وكونها الأكثر مبيعاً مُخيّباً للأمل أكثر ،
والسبب ، كونه كل من استطاع كتابة جملة أدبية فصحى ،
يؤلف كتاباً باسمه يبث فيه مشاعره على شاكلة نصوص ،
وماذا بعد ؟
نصوص عاطفية و عاطفية وعاطفية
نصوص حب و نعي لغيابات رجل و خيبات رجل
نصوص فراق ونحيب و هجاء وأيضاً عاطفية !
ثم ماذا ؟
أين الهدف ؟
أين المغزى وَ بماذا خرجنا كقرّاء من هذا كله ؟
لا أُجحف هذا النوع من النصوص جماليته وحقه وانتشاره ،
ولكن أُرثي حال المكتبات المُتخمة منها وحال القراء الذين يخرجون منها مثلما دخلوا خاويين دون فكرة هادفة و وعي وَ نتيجة ،
مجرد متعة وقتية وتناسخ وجداني لا يُسمن ولا يُغني ،
فكرة التأليف بحد ذاتها مُزرية لشخص ليس لديه هدف أصيل ونبيل
سوى أنها راقت له الفكرة .
كانت الكتابة برمتها فيما قبل عملٌ انقلابي ،
وطباعة الكتاب أشبه بثورة والقرّاء جائعون يجدون خلاصهم في أحد هذه الكتب الانقلابية ،
كيف تحول الحال لتصبح طباعة الكتاب أشبه بمتعة ،
يقترحها شخص لنفسه ويمارسها في اليوم التالي بكل بساطة ودون أية مشقة ،
يُحزنني حال المكتبات ،
بل يحزنني حال القراء الذين تتراجع ذائقتهم وتتوقف عند طريق واحد لا يؤدي لمكان ،
غيّبت هذه الكتب الرائجة جوع عقولنا لفكرٍ راقي و مادة جديدة ووعي أعمق ، لتجعل منا متخمين عاطفياً بكل هذه النصوص التي نقرأ ،
في ذات المواضيع وذات الطريقة ،
كأننا ندور دون توقف ودون هـدى ،
للحد الذي أضحت دواخلنا متبلدة متمللة ، لايهزها نص عاطفي من كاتب عظيم لأن الآخرون أتخمونا بها حد الإشمئزاز منها ،
النتيجة أننا فقراء من ذائقة عميقه وكتب حديثة تنمّ عن وعي هذا الجيل ،
نلجأ لمطبوعات أجيال مرت عليها قرون ،
وَ نخرج من بعدها نرثي ما نحن عليه من حال ،
يزيد فينا الاشمئزاز كلما أعرَبت موهبة متواضعة عن رغبتها في تأليف كتاب ..
أحب أن أرى لو فرد واحد يسعى بكل نُبل لتأليف كتاب الهدف منه أنبل من الكتابة بذاتها ، ندخل لكتابه تائهين ونخرج منه نقبض في قلوبنا على النور أو ومضة أو حتى نافذة نهتدي بها لشيءٍ كنا لم نجد له طريق ،
أرجو لو أن صاحب الموهبة أيا كانت براعته ، قبل أن يُصرّح برغبته في طباعة كتاب ، أن يكون صاحب فكرة نبيلة وقضية صالحة ، ننشد فيه وفيها خلاصُنا ..
ليس واجباً على كل صاحب قلم أن يضع باسمه كتاب ،
يكفي أن يكتب لو نصاً واحداً يشبه الطبطبة و له شكل النور في قلوب قارئيه ،
أنت أعلمُ بنفسك وبمقدرتك وبموهبتك ،
إن كنت صاحب قضية مُلحّة أو هاوياً ينشُد مُتنفّس ،
أنت أعلمُ بك وعلى هذا الأساس اطبع كتاب أو اكتب ودع مشاعرك تتنفس ، تبادلها مع الآخرين ، اخرِجها منك فحسب
لايتطلب الأمر طباعة كتاب ..

باستطاعة الجميع الكتابة فكلنا نملك الشعور ،
وباستطاعة صاحب الموهبة طباعة كتاب فالطريقة يسيرة ،
ولكن الفرق بين آخر و آخر هو الهدف والموضوع ،
وهذا المحكّ .

بواسطة : أروى الزهراني . جدة
 1  0  426

التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    7 ديسمبر 2015 10:35 مساءً رهام المدخلي :
    *مقالك
    بخصوص تأليف الكتاب أنا أتفق معكِ وبشده وأحمدالله أنه ما زال هناك مثل هذه العقليات النيرة صاحبة الأهداف السامية حقيقة غابت المواضيع الهادفة
    وأرى أن الكتابات العاطفية المبتذله احتلت مساحة كبيرة لا سيما في زمنٍ أصيب فيه الكثير "بــالفقر العاطفي"
    لستُ ضد فكرة التأليف بقدر ما أنا ضد الإسهاب في العاطفة مما يجعل الكاتب يعيش في زنزانة مغلقة جاهلاً واقعه وأهدافه السامية
    بارك الله فيك وفي قلمك وجعلك ممن يأمر بالخير بكلماتك التي خرجت من مُعين صافي تقبلي مروري

جديد المقالات

بواسطة : مريم عبدالله المسلّم

لسان البشر عضلة تخلو من المفاصل والعظم إلا أنه...


بواسطة : سميرة عبدالله أبوالشامات

نجتمع في رمضان على العمل الصّالح المبارك بتفطير...


القوالب التكميلية للمقالات