• ×

قائمة

Rss قاريء

الذات التائهة" في المشهد العام

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

قبل فترة بسيطة وكالعادة أهرب إلى الهاتف من جملة اعترضت طريقي، في إحدى الكتب وأحدثت ثقب في أعماقي السحيقة،
ذلك لا يحدث إلا مع المؤلف الذي أُدْرك ما يريده مني، دخلت بالمصادفة على تطبيق إلكتروني وفي إحدى المجموعات
التي احتوت على العديد من الرسائل المتراكمة، كان هناك نقاش حاد كاد يفضي إلى عاصفة من الشتائم تطال كل من يقترب منها.
‪*‬
إن الأمر الذي شد إنتباهي في ذلك النقاش، أن التصنيفات والتيارات الفكرية إتخذت طابع الشتيمة أو أصبحت مرادفة لها
وعلى سبيل المثال لا الحصر أطلق عليك هوية "الليبرالي" كبديل عن صفة الإنحطاط* أو العكس، ومن ثم أذكر لك أحد رموز هذا التيار
في مجتمعنا والجوانب التي يناقض نفسه فيها، كي ترضخ لهذا النعت.
‪*‬
في الأونة الأخيرة تمر المملكة العربية السعودية في مرحلة حساسة جدا من التغير أقرب إلى أن تكون جذرية في مدة زمنية قصيرة،
حيث نشهد نزوح الأيديولوجيا المسيطرة في المشهد العام لتحل محلها أخرى، وعادة هذا الحدث لا يتم إلا عبر عقود طويلة
من الزمن، أو أحداث جسيمة تعصف بدولة ما مثل الحروب، وحينها يقتادها القدر إلى التغير سواء بشكل إيجابي أو سلبي،
إلا أن مملكتنا تحاول من خلال ذلك تحقيق النهضة التي تستند عليها آمال الشعب، وهذا يقتضي على المواطن أن يتريث
ويزيد من وعيه كي لا يقع في عدمية الهوية، ولكن المؤسف ما نلتمسه من بعض دعاة الإتجاهات الفكرية سواء مسؤولين أو إعلاميين، من تصادم عنيف
وتناقضات وغض الطرف عن بعض الجوانب ولست أعلم ألهذا التصرف دوافع شخصية أم محض صدفة ؟!
ولا أنسى بعض التجاوزات من كلا الطرفين في الحقل الميداني.
‪*‬
كل ذلك يخلق زوبعة ضبابية تجعل الفرد تائه بالبحث عن الذات، وتوسع من مساحة البقعة الفاصلة بين الفكرة والمفهوم،
أصبح الفرد من حيث المجتمع تتكون لديه حالة من الإغتراب التي تجعله منعزل فكريًا ويصعب على عقله فهم المجتمع الذي بدوره الحالي يضغط عليه بأن يبني
ذاته من أفكار شائعة تستمد تخبطها من تناقضات دعاتها.
‪*‬
أن هذه الحرب الفكرية التي نشبت بين التيارات تدور رحاها في الجانب النفسي من الفرد البسيط*إلى أن تسحقه ولن يعقبها سوى ذات مشوهة تستند على الأهواء دون العقل المنطقي،
ما يحدث الآن ليس بذلك الشيء البسيط الذي يستطيع الأغلب تجاوزه، بل إنه مرعب للحد الذي يخلق فوضى تخلّف حالة من الهمجية التي تنتج آثار بعيدة المدى تُحدِث إنحراف في وعي الجيل
الناشئ الموكل له في قادم الأيام قيادة دفة المجتمع والمعقود عليه طموحاتنا بمنافسة الشعوب المتقدمة في كافة الأصعدة.
‪*‬
لذلك على صنّاع القرار وضع جهات مستقلة تعنى بمرجعيات المفاهيم التي تحوم في سماء وطننا وتنقيتها من الشوائب التي إنبعثت
من بين حاقد ومسيّس ومن ثم تعزيز نشرها لتصل للفرد كما هو حال صوت هؤلاء، وإلا ربما ستولد نوازع نفسية غرائبية تجعل "سيجموند فرويد" يخرج من قبره.

أحمد الح
ربي

بواسطة : أحمد الحربي
 0  0  543

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : مريم عبدالله المسلّم

لسان البشر عضلة تخلو من المفاصل والعظم إلا أنه...


بواسطة : سميرة عبدالله أبوالشامات

نجتمع في رمضان على العمل الصّالح المبارك بتفطير...


القوالب التكميلية للمقالات