• ×

قائمة

Rss قاريء

كنوز المتقاعدين ..من يثمنها؟!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

الاستاذة عواطف الغامدي - جدة

بينما كنت مستغرقة في قراءة موضوع من كتاب جميل ،استوقفتني قصة متقاعد كتبها المؤلف على سبيل كيفية ملىء وقت الفراغ ،واستشهد المؤلف بقصة متقاعد بعد أن حصل على إجازة التقاعد اللا نهائية وجدها فرصة أن يمارس هواية محببة له لم يكن لديه الوقت عندما كان على رأس العمل أن يقوم بممارستها،توقفت برهة عن قراءة بقية القصة وجال في فكري ماهو مصير المتقاعدين بعد أن ينهوا خدمتهم نهائياً من العمل ؟!
هل بعد أربعين سنة من العمل المتواصل وتقديم كل مايملكه من طاقات وتضحيات وإخلاص بالإضافة إلى الرصيد العالي من الخبرة والإتقان والمعلومات الوفيرة في مجال تخصصه تتوقف وتنتهي بإنهاء خدمته ؟!
وللنظر في النواحي النفسية والإجتماعية والإقتصادية والمهنية للمتقاعد نجدها متأرجحة بين صعود وهبوط ،ولو أمعنّا النظر قليلاً في هذه النواحي نجد أن المتقاعد من الناحية النفسية يعاني الفراغ والشعور بعدم الأهمية ويترتب على ذلك تأثر الناحية الإجتماعية والعائلية فيصبح يدقق وينتقد لكل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة نظراً لشعوره أنه لم يعد ذات أهمية من ناحية.. ولوجود وقت فراغ كبير من ناحية أخرى ،وللناحية الإقتصادية أهمية ليست بأقل من سابقتها ،فكما هو متعارف عليه أن المتقاعد يفقد البدلات والزيادة ..والراتب كذلك في بعض القطاعات ينقص عن المعتاد ..فيمر المتقاعد بضائقة مالية تزيد وتنقص على حسب الإحتياجات الشخصية والعائلية والإجتماعية .ومن وجهة نظري الشخصية أن أكثر مايفقده المتقاعد وتخسره المجتمعات هو خبرته في مجال تخصصه عندما كان على رأس المهنة ،هذه الخبرة الكبيرة والتي صقلت وترسخت على مدى سنين طويلة من العمل هل تذهب هباءاً منثوراً؟! لماذا لا ينظر المسئولين ويأخذوا بعين الإعتبار هذه الثروة التي لا تقدر بثمن ؟! لماذا لا يستفيدوا من هذه الخبرة الطويلة في مجال تخصصاتهم بتعيينهم مستشارين في إداراتهم ينفعوا بها هذه الإدارات بما يملكون من خبرة لا تقدر بثمن ؟!وهل يعلمون أنهم بذلك لن يخسروا شيئاً !بل هي صفقة رابحة للشركات والمؤسسات من ناحية تعيين مستشارين ذوي خبرات عالية ..بحيث لا تبخسه حقه أو تقلل من شأنه لأن هذه الخبرات ستنفع بلادها بدون شك في دفع عجلة التطور والتقدم لبلادها بما تملكه من معلومات ومعارف وستلمس الفرق وستظهر فائدتها ..وصفقة رابحة أيضاً من جهة المتقاعد ستُحل مشاكله النفسية والإجتماعية والإقتصادية والإستفادة من خبرته المهنية ليشعر أنه مازال قادراً على العطاء وسيقدم كل مالديه من خبرات بنفس راضية وسعيدة ؛لأن هذا هو كل ماتحتاجه هذه الفئة ألا وهو التقدير والإحترام والإهتمام وإشعارهم بأنهم لازالوا قادرين على العطاء ..نحتاج من المسئولين إيجاد حلول بديلة تعطي هذه الخبرة المهدرة حقها الكامل في الإستفادة منها فهي كنوز لا تقدر بثمن ..لذا فإني أناشد المسئولين أن يقدروا هذه الكتل من الخبرات المتراكمة على مر السنين وأن يولوها عناية وإهتمام تليق بهم وبمقدرتهم العطائية اللا محدودة كلاً في مجاله واختصاصه .وختاماً تحياتي وتقديري الكبير لكل متقاعد أنهى سنوات خدمته بكل إخلاص وحب وتفاني ولا زال قادراً على العطاء .

بواسطة : الأستاذة عواطف الغامدي - حدة
 2  0  2784

التعليقات ( 2 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    13 ديسمبر 2016 04:40 مساءً عواطف النمري :
    مقال رائع اختي عواطف فعلا المتقاعدين حقهم مهضوم في مجتمعنا للاسف الشديد فبعد سنين العمل والخبره ومابذله من نشاط وحيويه وبعد ان كدس حياته وشبابه في *خدمة إدارته التي كان يعمل فيها يجد *نفسه لاشئ ... *فعلا يجب النظر في وضعهم والاستفاده من خبراتهم*
    • #1 - 1
      14 ديسمبر 2016 02:52 مساءً عواطف الغامدي :
      شكراً كثيراً على مرورك وتعليقك
      فعلا كنت اود لفت الانتباه لهذه الشريحة لانها شريحة مهمة جدا وفاعله
  • #2
    14 ديسمبر 2016 07:01 صباحًا Ja :
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أقول قرأت مقالك ولكن فيه احساس المتقاعدبانه إنسان غير مرغوب فيه *وهوالمفترض أن يكون إنسان ذو مكانه في بيته ومجتمعه فهو ادا واجبه ومن حقه أن يرتاح تمنيت لو كان ذكرتي أن يعمل لهم نوادي * بما*
    * * * * * * * * * * * * *.يليق بهم ويتفق مع تخصصاتهم وتملا فراغهم
    • #2 - 1
      14 ديسمبر 2016 02:58 مساءً عواطف الغامدي :
      شكرا كثيرا على تعليقك ومرورك
      ترتب المقال على عده نقاط
      اولا النظر الى نفسية المتقاعد فالماقاعدين ليسوا سواء من ناحيه شعورهم تجاه انهاء الخ

جديد المقالات

بواسطة : مريم عبدالله المسلّم

لسان البشر عضلة تخلو من المفاصل والعظم إلا أنه...


بواسطة : سميرة عبدالله أبوالشامات

نجتمع في رمضان على العمل الصّالح المبارك بتفطير...


القوالب التكميلية للمقالات