تواصل محافظة العُلا ترسيخ حضورها العالمي وجهةً متكاملةً لبطولات الخيل وسباقاته المتنوعة، مستندة إلى إرث تاريخي عريق وثقته النقوش الصخرية المنتشرة في مواقع مختلفة، التي تُجسّد عمق العلاقة بين الإنسان والخيل منذ آلاف السنين.
ويُصادف اليوم 11 يوليو الاحتفاء باليوم العالمي للخيل، وتبرز العُلا نموذجًا يُجسد المزج بين الأصالة والتنظيم العالمي، من خلال استضافتها لسلسلة من الفعاليات الكبرى، من أبرزها كأس خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمل الأغلى عالميًّا، وبطولة البولو، وبطولة العُلا الدولية لالتقاط الأوتاد، وكأس العالم للرماية من على ظهر الخيل، إضافة إلى كأس وزارة الرياضة، وكأس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، وكأس الشباب والناشئين، وكأس الاتحاد السعودي للفروسية، وغيرها من الفعاليات والأنشطة المرتبطة بعالم الخيل.
وتتميّز العُلا ببنية تحتية متخصصة تشمل قرية الفرسان، ومستشفى الخيل الذي يُعدّ من المراكز البيطرية الرائدة، إضافة إلى مرافق تدريبية متكاملة تراعي أفضل الممارسات والمعايير الدولية، مما يُعزز من جاهزيتها لاستضافة أبرز الفعاليات الدولية في هذا المجال.
ولا يقتصر تميّز العُلا في مجال الخيل على استضافتها للبطولات والفعاليات الدولية فحسب، بل يتجذّر أيضًا في وجدان سكانها وأهاليها، الذين تربطهم بالخيل علاقة تاريخية وثيقة لا تزال حاضرة في تفاصيل حياتهم اليومية، ويواصلون ممارسة تربية الخيل والعناية بها، والمشاركة بفاعلية في مختلف المنافسات.
وفي إطار دعم هذا الحضور المجتمعي الأصيل، تولي الهيئة الملكية لمحافظة العُلا اهتمامًا بالغًا بتأهيل وتطوير الكفاءات الوطنية، عبر برامج تدريب متخصصة تستهدف تمكين أبناء وبنات العُلا من أداء أدوار فاعلة في مختلف مسارات هذه الرياضة النبيلة، ضمن مجالات تشمل التحكيم، والطب البيطري، والتدريب، والإشراف الفني، وتنظيم الفعاليات، والتصوير الرياضي، وإدارة السباقات، والتعليق الرياضي، بما يُعزّز من تكامل المنظومة، ويُرسّخ مكانة العُلا كبيئة متكاملة تُعنى بالخيل وموروثها العريق من الجذور وحتى المنصّات الدولية.
وتُعد استضافة العُلا المرتقبة لـبطولة العالم للقدرة والتحمل 2026، بالشراكة مع الاتحاد السعودي للفروسية، امتدادًا لنجاحات مواسمها السابقة، ومؤشرًا واضحًا على جاهزيتها العالمية كمحطة بارزة في أجندة سباقات الخيل الدولية.
ويُمثل اليوم العالمي للخيل فرصة لتسليط الضوء على القيمة الرمزية والوجدانية لهذا الكائن النبيل، وما يعكسه من صفات أصيلة تتجسّد في أرض العُلا، حيث تتلاقى التقاليد العريقة مع رؤية عصرية تسعى لتقديم الفروسية للعالم بأسلوب جديد يليق بالمكانة التاريخية والثقافية للمملكة.
