• ×

قائمة

Rss قاريء

أين _تكمن _عذريتي؟!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الأستاذة عواطف الغامدي - جدة :
image

جميع الأديان السماوية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى أديان تحث على الطهارة والنظافة والنقاء ليس فحسب القالب بل والقلب معا ..حتى تكتمل صورة الإنسان كاملة يجب أن تحصن داخليا وخارجيا بكل مايوافق الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها .ولن يكون الإنسان في أحسن تقويم إلا إذا أحسن نظافة وطهارة الداخل والخارج من جسمه ..وماأجمل ديننا الحنيف في صناعة الإنسان وماأجمل تعاليمه وإرشاداته الجمة في توجيه البشر إلى كل ماهو في صالحه ..فالبشر من صنعة الله وهو أعلم بما ينفعهم ..ولكن هناك من البشر من ركز على طهارة الداخل وترك طهارة الخارج فأساء لنفسه ودينه ..فالإسلام جميل ويحب الجمال والنظافه والطهارة الخارجية ..بل كان النبي عليه السلام يرسل سفراءه إلى المدن لنشر الدين وتعليمه باختيار الأجمل والأنظف في هندامه وهيأته فهذه صورة الإسلام وقد ورد عن الرسول قوله إن الله جميل يحب الجمال وكل خلق الله جميل ...وهناك من ترك طهارة الداخل وركز على طهارة الخارج وهذا مثل سابقه أساء لدينه ونفسه ..فقد ورد عن النبي عليه السلام أن محل نظر الله لخلقه القلب وماحوى...وهناك من وفقه الله للتوفيق بين الإثنين وهي نظافة وطهارة الداخل والخارج معاً نسأل الله سبحانه أن نكون وجميع المسلمين من ناله هذا التوفيق ،ومن صور الطهارة الداخلية والخارجية ومانجده ملموساً في مجتمعاتنا وقد أصابها بعض الخلل والقصور هو موضوع (عذرية الفتاة )..ربما يكون هذا الموضوع حساساً في مجتمعاتنا ولكن سنتحدث عنه بتوسع قليلا لنصل إلى التوازن الذي أمرنا الله به في تشكيل صورة الإنسان ..لا يوجد اختلاف بين إثنين على أهمية عذرية الجسد بالنسبة للفتاة وهذا أمر مفروغ منه ..وأرى أنه من السهل المحافظة عليه والإهتمام بسلامته وذلك بوسائل عديدة مثل المراقبة الدائمة للفتاة والحرص من الخروج وحدها والعناية بكيفية جلستها وأن لا تمارس بعض أنواع الرياضة العنيفة.. ..إلى آخره من وسائل تختلف من بيئة إلى أخرى ..بالطبع هذا إذا كانت في سن صغيرة ..ولكن عندما تكبر وتضطر للخروج وحدها وتختلط في بنات جيلها وتسمع ماتسمع من حكايات وأقاويل هنا تتجلى العذرية الحقيقة وهي عذرية الفكر ..لايكفي أن نحافظ فقط على عذرية الجسد بل حتى عذرية الفكر لا تقل أهمية عنها خصوصاً في عصرنا الحالي وماترتب عليه خروج الفتيات لمدارسهن ووظائفهن وتنوع المجالات المتاحة لهن خصوصا فيما يخص الوظائف التي يكون الإختلاط فيها أمر لا بد منه لضرورات العمل ..فعذرية الفكر لا تقل أهمية أبدا عن عذرية الجسد بل هي مكمن العذرية الحقيقية ويجب على كل مربي أن لا يغفل عن غرس هذه العذرية والمحافظة عليها في نفوس الفتيات والفتيان على حد سواء ..الكل يجب أن ُيغرس فيه هذا النوع من العذرية حتى نحصل على مجتمع صالح مستقيم في ظل متغيرات العصر الذي نعيشه ..فالعفة من الثوابت التي لا تتغير في كل عصر وزمن ..عذرية الفكر هي البوابة التي إذا حافظنا عليها من عدم هتك عذريتها استطعنا أن نحافظ على عدم هتك عذرية الجسد ..
غرس العفة الفكرية لا يقتصر على الفتيات بل الى الفتيان من باب أولى ..وفي قصص الصحابة نجد هذه المسألة قد أخذت حقها في الإفصاح عن أهميتها ،فهناك قصة الشاب الذي جاء يستأذن رسول الله في الزنا ..وكان وسيلة إقناع هذا الشاب أن يتغير فكره أولا وكانت تربية عظيمة ودرسا أعظم تلقيناه من رسولنا الكريم عندما بدأ يحاوره ويوضح له مساويء هذا العمل عندما سأله أترضاه لأمك أترضاه لأختك وهو يجيب لا لا أرضاه .. حتى خرج بقناعة تامة وكراهية لهذا الأمر بعد أن دعا رسول الله له أن يطهر قلبه ..وقصة البيعة التي بايع فيها الرسول الصحابيات وتوضيح بعض أوامر ديننا الحنيف ..فعندما ذكر النبي عليه السلام أن (لا يزنين )تعجبت هند بنت عتبة زوجة ابي سفيان وهي صحابية وكانت حديثة في الإسلام وكانت قبل ذلك مشركة وقالت مقولتها الشهيرة والعفيفة (أو تزني الحرة) !! ماأعظمها من مقولة تترجم استقامة الفكر وحصانته ...هذه هي عذرية الفكر التي نتحدث عنها وهي براءته من كل تفكير وسلوك وخلق منحرف وفاسد يفسد المجتمع ويضره ويحط منه ، فعلى كل مربي أن لا يغفل عن غرس هذا النوع من الفكر في عقول أبنائه جميعا سواء ذكورا أو إناثا على حد سواء لنحصل على إنسان سليم من الداخل والخارج .. فإذا كان هتك عذرية الجسد تضر صاحبها فإن هتك عذرية الفكر تضر المجتمع بأكمله ،قال تعالى (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) صدق الله العظيم
اللهم أصلح أحوالنا وذرياتنا وأعمالنا طاهرها وباطنها ياكريم.

بواسطة : الأستاذة عواطف الغامدي - جدة :
 0  0  1766

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : مريم عبدالله المسلّم

لسان البشر عضلة تخلو من المفاصل والعظم إلا أنه...


بواسطة : سميرة عبدالله أبوالشامات

نجتمع في رمضان على العمل الصّالح المبارك بتفطير...


القوالب التكميلية للمقالات