• ×

قائمة

Rss قاريء

جرائم القتل .. إلى متى وأين ستصل بِنَا ؟؟!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
سمر ركن - جدة


كنّا نراها في الأفلام الأجنبية وكُنا نقول ” غير مسلمين ” ثم أصبحنا ُنتابعها بألم في الأفلام العربية وَعلْلناها ” بسوء الخلق والتربية وانعدام القيم والبعد عن الدين ”

في البلدان العربية كنّا نسمع بها نادراً وُنعللها لعواملٍ عدة منها ” الحرمان ، الفقر ، الجهل ، القسوة وضنك العيش” وكنا نقول ” حياتهم صعبة قاسية قد يكونوا معذورين ”

ثم تكررت في مناطق من بلادنا الحبيبة .. قبل أشهر إبن يقتل أمه وأبوه وآخر صديقه وأب يقتل إبنه وزوج يقتل شريكة حياته وصديق يقتل صديقه وآخر يقتل نفسه وخادمة تقتل طفلة وأخرى تودي بحياة مسنة واليوم أيضاً حادثتي قتل وطعن .. ويستمر مسلسل المآسي مما يدمى له الجبين ..

ُكنا ُنفسر السبب ” طبيعة البلد الجبلية القاسية وجفوة اَهلها …” ولكن أصبحنا نراها يوماً بعد يوم تزداد وفي غير تلك المناطق بتقارير ُتفيد بأن السبب ” اعتلال في الحالة النفسية ” حتى لكأن كلٌ منا بدى َينظر حوله .. متى قدره ومتى دوره .. وبالمختصر ” قل الأمان بسبب الإعتلالات ” شىء مخيف فعلاً ..
َنتقبل أن يكون الخطر من شخصٍ بعيد عن الأسرة بسبب مشكلات لها تفاصيلها أو سوء توافق بين أشخاص ونقول ” لاحول ولا قوة الا بالله” لعدم التحكم في إنفعال أو مشاجرة أو اختلاف يكون نتيجته ” حادثة قتل ” أما أن يكون الخطر من داخل الأسرةً فذلك والله هو الرعب والخوف بعينه .. حيث ينعدم الأمان .. رغم توفره خارج المنزل ، فقد نحيا بأمان في ظل قيادة حكيمة ومع ذلك ينعدم الأمن والأمان داخل المنزل والسبب وجود شخص ُيعاني من ” اعتلال نفسي ” في أسرة لاتتنبأ بتصرفاته ولا َتعلم متى ُيشرع بحادثة قتل ..
هل ُيعقل أن تكون جميع أو معظم أسباب القتل أو الشروع فيه حالات نفسية ؟!
وماهو الدور والمسؤوليات تجاه هذه المصيبة المتكررة .. هل تنتهي عند انتهاء تطبيق الحد على القاتل ؟؟ وتُطوى الصفحة ؟! ليستقبل المجتمع بعدها جريمة أخرى !! أم أن ُهناك تدابير احترازية ُيفترض دراستها والتخطيط والإعداد والتنظيم والتنفيذ لها من ِقبل أهل المسئولية ومن تحمل الأمانة !!
بصرف النظر عن الأدوار الروتينية من ( دور للأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام و….) للتخلص من هذه المشكلة فإني أرى أن السبب الأساسي يعود < لقصور مستشفيات الصحة النفسية ومستشفيات الأمل في بلادنا > ..
وإن َسلمنا بأن ” الاعتلالات النفسية ” هي التي التي َتدفع بالشخص للجريمة بسبب الأمراض النفسية سواء الذهانية أو العصابية وغيرها … أو تلك التي َتتسبب بها آفة المخدرات لتكون المحطة الأخيرة بدلاً من الموت أو الجنون .. ففي هذه الحالة وفِي غضون تلك الحوادث المفزعة ُيفترض أن تٌؤسسْ وتُنشأ ( قاعدة بيانات ) َترصد الحالات النفسية في المجتمع ” من خلال الأسر – المدارس – المستشفيات الحكومية والخاصة …” ولا تهمل نتائجها بدءاً من أنواعها وإعدادها والمناطق المتواجدة بها ووصولاً إلى وضع خطط وامكانيات ومشاريع وافرة ليتم إحتواء تلك الحالات وعدم تسريحها من قِبلْ مستشفيات الصحة النفسية ومستشفيات الأمل لأسرها بحجة ” عدم توفر أماكن ” كما من المهم جداً أن تتضاعف الجهود والتعاون بين مستشفيات الصحة النفسية ومستشفيات الأمل على مستوى مناطق المملكة وان تكون هناك مرونة فى تحويل الحالات إن استدعى الأمر لإحتواء وعلاج حالة نفسية .
أودّ أن يصل َصوتي لصاحب القرار لإعتماد الميزانيات ووضع الخطط ومتابعة تنفيذ المشاريع .. لأن القضية سوف تزداد وخسائر الأرواح ستتضاعف والفقد َسيُصيب الكثير وسيترك أثر نفسي أيضاً .. فهناك عدد من الأسر يعيش معها أفراد يعانون من حالات نفسية بمختلف أنواعها ، ومعظمها يعود لمشكلة الإدمان وهو السبب الأساسي في حدوث مثل هذه الجرائم . ولا أريد أن أبالغ بالقول ” لا تخلو عائلة أو أسرة من هذا البلاء” لكن الواقع المؤسف أن ” الجميع يتفرج” والنهاية مجتمع غير آمن أسرياً والسبب قصور في الخدمة .
وفِي رأيي ( كل تسريح لمريض نفسي خارج مستشفيات الصحة النفسية ومستشفيات الأمل وإرجاعه لأسرته ُيعتبر ” جريمة بحق المجتمع” فرداً وأسرةً ومجتمعاً ) خاصة إن اشتكت الأسرة وأبدت تضررها من الحالة .

نسأل الله السلامة للجميع والشفاء للمرضى ، وللمسئولين حمل الأمانة والقيام بواجبها وحماية أفراد المجتمع .

وقفة
قلنا : جريمة قتل
فقالوا : آخر الزمان
قلنا .. لا
القضية .. قصور في مستشفيات الصحة النفسية ومستشفيات الأمل في بلادنا .. فهل من مجيب !!

بواسطة : سمر ركن - جدة
 0  0  4198

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


بواسطة : مريم عبدالله المسلّم

لسان البشر عضلة تخلو من المفاصل والعظم إلا أنه...


القوالب التكميلية للمقالات

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 08:22 صباحًا السبت 4 مايو 2024.