عمار بن عايض القرني


دق الجرس معلناً انتهاء الحصة الثانية وبدأت حصة ثالثة جديدة ، انتقلت للقاعة .. أتاني القليل من الفضول فأخذت أتجول فيها فلفتت نظري إحدى الطاولات ، مكتوب عليها بقلم السبورة طبعاً !! " العقل والطيب والأخلاق موضة قديمة " !!

تعجبت كثيراً !! لنترك العقل قليلاً فهو أمرٌ خٓلقيّ ، لكن الطيب والأخلاق كيف لها أن تكون قديمة وديننا أتى لتعزيز ذلك ..

إنما الامم الأخلاق ما بقيت ** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

الأخلاق صفة جميلة جذابة ، بها تقترب من القلوب حتى تدخلها ، وبها تمدح وتذم ، وبها تعلو وتهفو ، فالأخلاق هي بلسم حياتك ، وسعادتك تكمن في حسن خلقك .

والمرء بالأخلاق يسمو ذكره ** وبها يفضّل في الورى ويوقّر

بالأخلاق تقترب من الحبيب والمصطفى والنبي المجتبى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، فقد قال ( إن أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم اخلاقاً ) ، فهل من أحد لا يحب النبي وقربه ورؤيته وسماع صوته والجلوس معه ؟!!

سئل عليه الصلاة والسلام ، أي المؤمنين أفضل إيماناً ؟ ، قال ( أحسنهم أخلاقاً ) .

فبالأخلاق تسمو الأمم وتعلوا .. فعلينا أن نتزين بحلة الأخلاق ، ونُلبِس أنفسنا محاسنها ، فنبتعد عن الكلام السافل البذيء والأفعال والتصرفات السيئة ، ولنعطر ألسنتنا بكل كلامٍ حسن ووتصرفتنا بكل فعل طيبٍ حسن .

ولنكظم غضبنا ولنتسامح ولنعفو ولنصفح { وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ، ولنهدي من نحب ، ولنساعد المحتاج والمسكين ، ونتصدق على الفقير والضعيف .

قد تكون عِبارةً كتبت عابرة من طالب لا يعي معناها لكن تحمل في طياتها الكثير من المعاني فله أختم وأنقل :

صلاح أمرك للأخلاق مرجعه ** فقوم النفس بالأخلاق تستقم