• ×

قائمة

Rss قاريء

نتسامح ولكن لا ننسى

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

ما بال بعض الأزواج يعتقدون بأنهم إذا تزوجوا تصبح الزوجة من الممتلكات الخاصة بهم. فالزوج قد استلمها من بيت والدها بنمرة واستمارة، وأصبح المالك والمتصرف فيها كيفما شاء.
لقد دهشت عندما حدثتني فتاة في عمر الزهور عن زوجها المتعلم والمثقف، والذي لم يمض على ارتباطه بها سوى أشهر، قالت إنه بمنتهى البساطة يمد يده ليصفعها على وجهها لأتفه الأمور، وقد يرميها بما تطوله يداه لحظة عصبيته، وإن لم يجد خلع ما بقدميه ليضربها به، ودمعت عيناي وأنا أرى بعض آثار الضرب على جسدها. واسترسلت في الكلام من خلال دموعها وأنينها، وقالت إنها يجب أن تتحمله وتصبر، فهي لن تستطيع البوح لأهلها؛ لأن هذه هي تجربتها الثانية بعد أن فشلت في زواجها الأول، ولذا يجب عليها أن تذوق المر في حياتها الجديدة نتيجة إذلال زوجها لها، وتذكيره لها دائماً بأنه تزوجها وهي مطلقة ولديها طفل.
سيدي الزوج: إن الحياة تتطلب قدراً أكبر من الحكمة والمرونة والرحمة، فالزوجة عندما تعاني في حياتها من ظلم الزوج، وتعيش معه في شقاء مستمر، فيه إهدار لكبريائها وكرامتها... فلن ينتج عن ذلك إلا تعاسة الطرفين، بجانب الأمراض النفسية والمعنوية.
وأنت تعتقد بعد تصرفاتك هذه بأنها سامحتك لأنك اعتذرت لها، ولكن هل سألت نفسك ما نوع هذه المسامحة؟ فنحن النساء نتسامح، ولكن من الصعب أن ننسى؛ لأن الإساءة والإهانة يا سيدي لا يمكن أن تنساها زوجتك، فما أقسى أن يقع الظلم والقهر من خليل ووليف وزوج وعشير على أقرب الناس له.
فلماذا تبدأ حياتك بهذا الأسلوب؟ المفروض أن هذه الزوجة شريكة لحياتك، وسترك وغطاؤك، والحياة تفاهم وتعاون على المصاعب، وليست عراكاً وشجاراً. ومازال أمامك مستقبل وأسرة وعمر طويل، فلماذا تهدره في المشاحنات؟ ثم لماذا دائماً تذكرها بتجربتها الأولى، وتحاول إذلالها! فمن أجبرك بالزواج من امرأة مطلقة؟
أكيد أنك اخترتها بكامل قواك العقلية، والمفروض أن تتحمل المسؤولية، وتحاول تعويضها عما فاتها، وتضمد جراحها لا أن تعمقها وتهين كرامتها. اصدقني القول، هل فكرت لو أن أختك مرت بتجربة زواج وفشلت... هل معنى ذلك أن تدفن في الحياة، أم ترضى بأن تعامل بهذا الأسلوب غير الحضاري الذي يرفضه ديننا الحنيف؟ وهل هذه هي الأمانة التي تحملها في عنقك، والتي ستسأل عنها يوم الحساب.
بالفعل نحن بحاجة إلى إعادة لمفهوم التربية السليمة، نزرع من خلالها في نفوس النشء سيرة سيد البشرية، عليه أفضل الصلاة والسلام، في كيفية تعامله مع زوجاته، إنها تربية يتعلمون فيها كيف يكون الحب، وكيف يكون التعامل والرحمة والعدل.
أنين النسيان
نستطيع أن نبدأ الحرب، ولكننا لا نعرف كيف ننهيها.
نستطيع أن نحب، ولكننا لا نستطيع أن ننسى.
إن بمقدور الإنسان أن يجرح إنساناً آخر، ولكن من الصعب أن يداوي جرحه.
ما أسهل أن تطلق سهماً في قلب إنسان آخر، وما أصعب أن توقف نزيف الدم."فاروق جويدة"

 0  0  639

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : مريم عبدالله المسلّم

لسان البشر عضلة تخلو من المفاصل والعظم إلا أنه...


بواسطة : سميرة عبدالله أبوالشامات

نجتمع في رمضان على العمل الصّالح المبارك بتفطير...


القوالب التكميلية للمقالات