• ×

قائمة

Rss قاريء

كيف نرضى؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
معظمنا رومانسيون وحالمون في نظرتنا لعالمنا؛ فكل منا يتخيل أن الدنيا بمبي في بمبي، ونعتقد أن الحياة ستمنحنا نجاحات متواصلة، ولا نريد أن نصدق أن السعادة قد تزورنا لساعات أو تمضي معنا أياماً ثم تنهي زيارتها لنا؛ فالدنيا لا تبتسم لنا دوماً، ولكننا نكابر ونصدق ولا نريد أن نفهم أنها أحياناً تبرق كالألماس ثم نكتشف بعد فوات الأوان، أن ليس كل ما يلمع ذهباً، ولحظتها ندفع ثمن براءتنا وسذاجتنا؛ فكم من طموحات وأحلام أجهضت، وكم من آمال ماتت، وكم من خطط رسمناها لم يكتمل نموها، وهذه ليست نظرة تشاؤمية للحياة، ولكن التوازن مطلوب حتى لا يكون هناك فرق شاسع بين الواقع والحلم، وتضطرب المشاعر وتتضارب الأحاسيس ويثور الوجدان، وبعدها نضع خيباتنا كعادتنا على شماعة الظروف.


لن تتحقق نجاحاتنا إلا بضمير يقظ وهدف نبيل، يسبقنا التفاؤل وحسن الظن برب العباد.
فما ينتظرنا هو في علم الغيب، وعلينا أن نستعد لمواجهة أية صدمة تعترض طريق مسيرتنا؛ متسلحين بقوة إيماننا وثقتنا بقدرة الله، عز وجل، فلا ندع الهزيمة والفشل والمرارة والإحباط والمرض ترافقنا في رحلتنا؛ فالله سبحانه قادر على أن يحول الغني في لحظة إلى فقير معدم، وقادر في لمح البصر أن يجعل الشقي من أسعد مخلوقاته، ويشفي المريض ويجعل الفاشل ناجحاً والناجح فاشلاً، ويحول بقدرته العظيم إلى ذليل، ويسقطه من القمة إلى السفح، ويرفع بقوته الضعيف من القاع للقمة.


فإذا أردنا أن نحيا في سعادة وراحة بال، علينا بتغيير نظرتنا للحياة، وأن نتقبل بكل رضا قضاء الله وقدره، وأن نصحح أوضاعنا ونعود إلى توثيق صلتنا بخالقنا، وأن نهزم أحزاننا حتى لا تهزمنا، ونتحلى بالصبر ونتقبل واقعنا ونزرع الأمل في طريقنا، وبذلك نبني علاقتنا ولا نهدمها، ونبث في نفوسنا التسامح لكل من حولنا، ونعبر بكل صدق وصفاء عن مقدار حبنا لهم، ولا نؤجل أي أمر قد يبعث الضحك والسرور لأنفسنا ولأحبائنا؛ حتى نتذوق المعنى الحقيقي للحياة.


فالدنيا ليس لها قانون ثابت، ولا تسير على وتيرة واحدة؛ فمن لحظة لأخرى يغير الله ما يشاء؛ فلا نتجرأ بعد ذلك ونتهم الحظ أو الظروف؛ بل علينا أن نلوم أنفسنا التى دائماً نبرئها من كل التهم، علينا أن نفكر ونخطط ونعمل ونشقى ونحفر ونعرق لنحقق ما نريد؛ فلا نكابر وندخل في صراع مع ذاتنا؛ فحينما نفهم الحياة سنفهم أنفسنا ونفهم أين وكيف ومتى نقدم أو نتأخر، والأهم كيف نرضى بما قسمه الله لنا، ونتعود في اللحظات السعيدة أن نشكر الله، وفي الأوقات العصيبة أن نحمد الله ونحتسب، وفي اللحظات الصامتة يلهج لساننا بذكر الله.. وفي الأوقات الأليمة نثق برحمة الله.. وفي كل أحوالنا نكون مع الله سبحانه ولا نبالي.




بواسطة : أميمة عبد العزيز زاهد
 0  0  687

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : مريم عبدالله المسلّم

لسان البشر عضلة تخلو من المفاصل والعظم إلا أنه...


بواسطة : سميرة عبدالله أبوالشامات

نجتمع في رمضان على العمل الصّالح المبارك بتفطير...


القوالب التكميلية للمقالات