• ×

قائمة

Rss قاريء

قاعدة الكوب المكسور

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الأستاذة أم السعد ادريس - جده

سمعت الأم صوت كسر زجاج .. فخرجت مسرعة خشية على طفلتها من الزجاج المتناثر .
فوجدت كوبًا مكسورًا وقد تناثرت أجزاؤه على الأرض.

أبعدت الأم ابنتها عن مجال تناثر الزجاج .. ولأن الكوب يرتبط بذكرى عزيزة على قلبها ، فقد بدأت بجمع القطع الكبيرة التي يمكن بها إعادة بنائه من جديد.

أما القطع الصغيرة المؤذية قامت بجمعها بحرص ووضعتها في كيس سميك كي لا تؤذي أحدًا ورمت بها في عمق سلة المهملات .

عقب ذلك بدأت بمحاولة إصلاح الكوب بعناية .. ولكونها تمتلك حسًا ومعرفة فنية قامت بتزيينه ببعض الخامات المتوفرة في المنزل حتى صار تحفة فنية . صحيح أنه لم يعد يصلح للشرب فيه ولكنها ستحتفظ به كذكرى جميلة وربما تستخدمه كمقلمية أو مزهرية .

وكذلك عندما ينكسر شيء ما في إحدى العلاقات العزيزة على القلب ومن ضمنها العلاقة الزوجية .. فأول ما يجب عمله هو إبعاد الأطفال وكل من سيتعرض للأذى إن بقي في مجال تناثر الأقوال والأفعال المؤذية .

وبعد انتهاء مرحلة التناثر ، يتم التركيز على لم الشمل باستدعاء المواقف الإيجابية وحسنات الطرف الآخر .

أما ما تناثر أثناء الكسر من صغائر الأقوال والأفعال فيجب جمعها بحرص ووضعها في غلاف متين من المحبة يمنع وصول أذاها مرة أخرى .. ومن ثم إلقاؤها في أعمق نقطة في عالم النسيان .

وما تم لمه بدايةً من المواقف الإيجابية والحسنات ؛ يُعاد بناؤه كهيكل جديد .. غالبًا ما ستظهر به بعض الثغرات والعيوب التي يمكن تجميلها بتعلم أساسيات فن التعامل وحسن العِشْرة . والأهم من ذلك التركيز على ما يحويه من ذكريات رائعة لمواقف جميلة جمعت بين أطراف العلاقة ربما لسنوات أو عقود عدة .
" ولا تنسوا الفضل بينكم "

خلاصة القول :
ما أكثر الانكسارات في العلاقات بين البشر.. والانكسار لا يعني النهاية ، وإنما بداية جديدة بشكل مختلف .. تعتمد على على نبذ السيء والتركيز على الحسن .. وتلك شيمة الكرام .
إن الكرام إذا صحبتهم *** ستروا القبيح وأظهروا الحسنَ

ومضة :
✨ بعض الانكسارات قد تمنحنا بدائل أجمل ✨


بقلم / المستشارة الأسرية - أم السعد إدريس

بواسطة : الأستاذة أم السعد إدريس - جده
 13  0  12782

التعليقات ( 13 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    17 أغسطس 2016 02:59 مساءً امل الحرازي :
    كلام سليم ام السعد واكثر من رائع
  • #2
    17 أغسطس 2016 03:40 مساءً بسمة رجب :
    ماشاء الله تبارك الله أستاذتي ام السعد رائعة كلماتك جدا لما فيها من التفاؤل والإصلاح وكسر قاعدة ان الذي يُكسر لا يتصلح، فقد اصلحتيه بكلماتك وزينته بروحك وابداعك وحافظت عليه بدفء حبك وحنانك ..
    سلم القلم والبنان ..
  • #3
    18 أغسطس 2016 03:15 مساءً ام مُهره :
    سلمت يمينك .. ابداع ماشاءالله
  • #4
    18 أغسطس 2016 06:42 مساءً أروى الزهراني :
    مساؤك بهجة /
    مقال رائع .. سلمِت يداك .

    لكل كسرٍ جبيرة ؛ وجبيرُتنا في كسورنا من العلاقات ؛
    المحبة الخالصة التي تطغى على كل فعلٍ صغير يجبره التسامح والعفو
  • #5
    18 أغسطس 2016 07:18 مساءً أم يعقوب :
    كلام رائع جدا الله يعطيك العافية*
  • #6
    18 أغسطس 2016 07:19 مساءً أم يعقوب :
    كلام جدا رائع*
    اللهيعطيك العافية*
  • #7
    20 أغسطس 2016 12:57 مساءً أم عمار :
    رائع الله يجزاك خير*
  • #8
    20 أغسطس 2016 01:56 مساءً أبومحمد الحامد :
    شكرآ وكل الشكر لكي أختي أم السعد على هذا الفكر الراقي ونحن أحوج مانكون لمثل هذا الأخلاق السمحه . فحال مجتمعاتنا باتت أقرب للتفكك بسبب سوء التعامل مع الآخرين وإختفاء روح التسامح فيما بيننا إلا ماندر ،،،،
  • #9
    22 أغسطس 2016 03:50 مساءً ام زياد :
    مقال جميل جدا اللهم اعنا على التطبيق فعلا ولا تنسوا الفضل بينكم*
  • #10
    23 أغسطس 2016 03:41 مساءً حنان ام سلطان :
    *نحن بحاجه ان لا ننسي الغضب بيننا ونتغاضي عن بعض الامور حتي تسير السفينة ونحافظ علي احبتننا*
    فضلا قصة رائعه
  • #11
    24 أغسطس 2016 01:13 صباحًا ام احمد :
    ماشاء الله تبارك الله كلام جدا رائع الله يجزاك الخير
  • #12
    26 أغسطس 2016 01:23 مساءً سحر سندي :
    مقال في غاية الروعه وتحليل اكثر من رايع يحتاج الجميع يقرا الكلام وفهمه لعلنا نجد مايثلج صدورنا ويريح عقولنا من التفكير مقال يدعو الجميع الى السلام السلام والابتعاد عن الشر والفتن وهيا اساس المصايب
  • #13
    27 أغسطس 2016 10:51 صباحًا Zرسمية سمكري :
    سلمت أ. ام السعد نحتاج كثيراً لمثل هذه المقالات الايجابية التحفيزية لاصلاح ماكسر من علاقات ❤️❤️❤️❤️

جديد المقالات

بواسطة : مريم عبدالله المسلّم

لسان البشر عضلة تخلو من المفاصل والعظم إلا أنه...


بواسطة : سميرة عبدالله أبوالشامات

نجتمع في رمضان على العمل الصّالح المبارك بتفطير...


القوالب التكميلية للمقالات