شهدت العاصمة المغربية الرباط في 23 يناير 2025، انعقاد الاجتماع الثالث والعشرين للمستشارين الاقتصاديين لدى سفارات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المعتمدة بالمملكة المغربية.
وافتتحت السيدة لطيفة البوعبدلاوي, المديرة العامة للمركز الإسلامي لتنمية التجارة اعمال الاجتماع بكلمة أكدت خلالها سعي المركز لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي.
وأضافت: “يُعقد لقاؤنا التواصلي في ظل تطلعات عالمية نحو انتعاش التجارة الدولية بعد الانكماش الذي شهدته خلال عامي 2023 و2024. وتشير التقارير الدولية إلى توقعات بنمو معتدل للتجارة العالمية بنسبة لا تتجاوز 3% سنويا خلال الأعوام الثلاثة المقبلة مقارنة بعام 2023”.
كما أكدت انه “في الفترة بين عامي 2023 و2024، شهدت التجارة العالمية ارتفاعا بنسبة 1.8%، مع توقعات بأن يكون قطاع تجارة الخدمات المحرك الأساسي لهذا النمو، حيث يُتوقع أن يسجل زيادة قدرها 7%.” .
واوضحت أن التجارة الخارجية للدول الأعضاء حققت في عام 2024 ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 10.41%، مما يعادل حوالي 5 تريليون دولار أمريكي من إجمالي التجارة العالمية.
وفيما يتعلق بمنظمة التعاون الإسلامي، قالت: “بلغت قيمة التجارة البينية للدول الأعضاء حوالي 1003.72 مليار دولار أمريكي في عام 2024، وهو ما يمثل حصة قدرها 20.36% من إجمالي التجارة الخارجية للدول الأعضاء، مقارنة بالهدف المنشود البالغ 25%. مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن 30 دولة عضو قد تمكنت فعليا من تحقيق هذا الهدف”.
وأبانت أن هذه المؤشرات تعكس التحديات الكبيرة التي نواجهها في ظل الظروف الدولية الراهنة، المرتبطة بعدم استقرار الأسواق والآثار الناتجة عن ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم الناجم عن الوضعية العالمية.
وزادت: “ينبغي الأخذ بعين الاعتبار، العوامل الجديدة التي تؤثر على نمو التجارة العالمية والمرتبطة، أساسا، بحدة التوترات الجيوسياسية الدولية وكذا التحولات التي تشهدها العديد من القطاعات الاقتصادية والمتمثلة في ظهور عادات استهلاك وأساليب إنتاج جديدة تتماشى مع متطلبات العصر”.
وأكدت أنه بقدر أهمية العمل على تخطي الصعوبات المرتبطة بكل هذه العوامل، فإننا نتطلع الى غد أفضل من خلال الاستغلال الأمثل لفرص النمو التي يوفرها التقدم العلمي والتكنولوجي الذي تحققه العديد من مناطق العالم، خاصة بعض الدول الرائدة الأعضاء في المنظمة.
وواصلت في كلمتها قائلةً في هذا الصدد، يمكن الحديث عن فوائد وإمكانيات استغلال وسائل التكنولوجيا الحديثة، خاصة الذكاء الاصطناعي، في سلسلة الإنتاج والتسويق. بالإضافة الى فرص زيادة مداخيل النساء والشباب والشركات الصغيرة والمتوسطة، من خلال التجارة الإلكترونية والخدمات المالية الحديثة، وكذلك التركيز على الاقتصاد الأخضر والدائري وتشجيع استخدام الطاقات المتجددة كخيارات استراتيجية لتحقيق نمو اقتصادي مستدام يضمن جودة الحياة، بجانب الاستثمار في التعليم وتطوير المهارات البشرية في مجال التكنولوجيا لمواكبة متطلبات المستقبل، وايضا تعزيز الاستقلالية في القطاعات الحيوية مثل الخدمات الصحية والأمن الغذائي، مما يساهم في تقليل الاعتماد على تقلبات العرض والطلب في السلع والخدمات الاستراتيجية، وكذلك انشاء ممرات تجارية من شأنها تسهيل التجارة والاستثمار بين الدول الأعضاء.
وأوضحت انه نسبة لمجموع الإكراهات المرتبطة بمتغيرات الأسواق الدولية وكذا الفرص المتاحة لتحسين مكانة البلدان الأعضاء في التجارة الدولية والرفع من قدرتها على استقطاب مزيد من الاستثمارات الاجنبية، فإن المركز يواصل تنفيذ مجموعة من المشاريع ضمن إطار استراتيجيته المعتمدة خلال السنوات الأربع الأخيرة، والتي تتمحور حول برامج رئيسية تهدف إلى تلبية احتياجات الدول الأعضاء وهي برنامج تعزيز التجارة والاستثمار وبرنامج تسهيل التجارة وبرامج التكوين المؤسساتي ودعم القطاع الخاص، وبرنامج الذكاء الاقتصادي.
وأشارت إلى الأهمية الكبيرة التي يوليها المركز للرقمنة ضمن أنشطته، حيث تم تخصيص برامج نموذجية لدعم هذا التوجه، منها: رقمنة وثائق النقل البري بين الدول الأعضاء، ومشروع “e-Phyto” الذي يهدف إلى تبسيط إجراءات التجارة الخارجية للمنتجات الزراعية، وإنشاء منصة إلكترونية مخصصة للقاءات الثنائية الافتراضية SMEs B2B Online بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية ووكالات دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة في الدول الأعضاء.
وتضمن جدول اعمال الاجتماع، استعراض المركز الإسلامي لتنمية التجارة بالتعاون مع شركائه من السنغال ومالي والكاميرون وبنين وجزر القمر، بالإضافة إلى البنك الإسلامي للتنمية والتحالف العالمي لتيسير التجارة، البرامج والأنشطة المشتركة لتعزيز وتسهيل التجارة.
كما تم تقديم تفاصيل حول المعارض والمنتديات المزمع تنظيمها خلال عام 2025 ، ومن أبرزها، المعرض الخامس للصحة لدول منظمة التعاون الإسلامي الذي سيقام في السنغال في الفترة من 15-19 أبريل، والمعرض الثاني للقطن والمنسوجات المقرر في الكاميرون في الفترة من 15-17 يوليو، و منتدى الاستثمار لمنظمة التعاون الإسلامي في أفريقيا الذي سيعقد بمالي في الفترة من 18-20 نوفمبر، بجانب لقاء أيام الاستثمار المقرر انعقاده في جزر القمر الاتحادية في الفترة من 9-12 سبتمبر.
وشدد المركز الإسلامي لتنمية التجارة على التزامه بإعطاء الأولوية للأنشطة التي تركز على المجالات الرئيسية خلال عام 2025 الحالي، ومن أهمها، رقمنة اجراءات التجارة والاستثمار، وتعزيز الأمن الغذائي والصحة، وتمكين المرأة والشباب
.