• ×

قائمة

Rss قاريء

بعد تفشي الأخطاء الإملائية بين طلابه وخطوطهم الرديئة معلم ينتقد مناهج وزارة التعليم الحديثة (اهتموا بالباركود ولم يستشعروا بأهمية مادة الخط العربي ولا مادة الإملاء اليتيمة)

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
عبدالعزيز بن طامي إبراهيم عسيري - نبراس 
انتقد المعلم أ.عبدالعزيز بن طامي إبراهيم عسيري معلم مرحلة ابتدائية ماجستير تقنيات التعليم مناهج وزارة التعليم الحديثة بشدة ووجه رسالة لوزير التعليم وقال فيها:-
مما يؤسف انتشار ظاهرة (الأخطاء الإملائية وسوء خطوط الطلاب حتى بعد تخرجهم من الثانوية العامة)،
وأشدّ منها التهوين من خطرها، فبعض من ابتلي بها نسأل الله العافية ينطبق عليه معيار الجهل المركب: (لا يدري ولا يدري أنه لا يدري)، فتراه يسطو على همزة القطع فيسلبها ويمنحها كرماً منه وجهلاً لهمزة الوصل، ويعتدي على نقطتي التاء المربوطة فيأخذها ويتوّج بها (هامة الهاء)، أو يقضم أحد أسنان (السين أو الشين أو الصاد أو الضاد) فيجعلها هتماء ويشوه بذلك (خلقتها)، أو يأخذ (عصا) الظاء ويضرب بها الضاد ظلماً وعدواناً، كل ذلك وغيره نجده في كراسات الطلاب في المدارس وعند تخرجهم من الجامعة يصبحوا موظفين وتجدها في أوراق عملهم، ويزداد الأمر سوءاً يوماً بعد يوم؛ منذ سنوات سابقة بوجود التقويم المستمر حيث يتخرج الطالب من المرحلة الابتدائية ومن ثم المرحلة المتوسطة ومن بعدها المرحلة الثانوية وخطه سيئ وكتابته رديئه ومليئة بالأخطاء الاملائية، والمناهج الحديثة لا يوجد بها مادة الخط العربي ولا مادة الاملاء وبالتالي خطر هذه الظاهرة على مستقبل (الحياة الكتابية).
في السابق كان هناك كتاب خاص لمادة الخط العربي ومادة الاملاء (اليتيمة) أين وزارة التعليم من هذه الكتب القيمة حيث لا تزال أيدي الطلاب تخطئ في لغة القرآن الكريم؛ الأمر بحد ذاته مشكلة، لكن تكراره واستمراره وتفحُّله خلال سنوات التعليم العام وبروزه مؤخراً كظاهرة، جعله خطيراً وأن مشكلة الضعف الإملائي وسوء الخط مشكلة قديمة متجددة؛ حيث زادت في السنوات الأخيرة زيادة واضحة وملموسة، فالاعتماد الكلي على التقنية في مراحل التعليم المبكر، قد يجعل تأسيس الطالب ضعيفاً، وبالتالي تسوء الكتابة وتكثر الأخطاء الإملائية لديه.
وأن غياب التعلم الذاتي وعدم ممارسة الكتابة والإملاء داخل وخارج المدرسة، والاكتفاء بالحصص الدراسية في المدرسة؛ كان له سبب سلبي، وكذلك إهمال وعدم متابعة ولي الأمر له دور هام في عدم تطوير وإتقان الطالب لما تلقاه في مدرسته، وأضاف بن طامي: أن طلاب المرحلة الثانوية اليوم هم نتاج التقويم المستمر، الذي لم يتم تطبيقه بالصورة الصحيحة ووضع "الإملاء والخط " كمادة منفصلة مهم وربطها بتركيبة كل المواد التعليمية.
ومما استجدَّ من مناهج وزارة التعليم الحديثة هو الباركود وتقنيات حديثة وغياب الجانب المهاري لدى الطالب؛ وجعل هذه التقنيات التي تعايش الطالب معظم يومه يعول عليها في جُلِّ مهاراته الكتابية، فتجده يخطأ حتى في كتابته بمواقع التواصل الاجتماعي فهو يكتب فيها بلهجة القول المحكي عادة، والتي لا تمت إلى الالتزام بقواعد الإملاء بأي صلة،
وكل ما قيل عن الإملاء هو ينصبُّ تباعاً على سوء الخط؛ فهذه المناهج والتقنية الحديثة أضعفت صلة الطالب بالقلم، فأدت إلى ما نشاهده من خطوط تصعب قراءتها وتبيين ما فيها؛ لذا يجب البحث عن حلول تقوي صلة الطالب بالقلم وتعزز فيه هذا الجانب المهاري الذي غيبته التقنية الحديثة.
وإذا كان كذلك ولم تجد وزارة التعليم وأن المنهج ضيق وغير متسع في مادة لغتي لماذا لم تضع وزارة التعليم منهجاً الكترونياً بعد مسح الرمز بواسطة الباركود لمادة الخط العربي ومادة الإملاء على موقع بوابة عين ويحصل من خلالها الطلاب على محتوى إضافي لمعلومات إثرائية تعليمية؟ ومن ثم يطبق ما تعلمه داخل الحصة لكي لا يضطر الطالب ويلجأ للمصحِّحات الإملائية التي زُودت بها التقنية والأجهزة الحديثة ؟ وهو لا يفرق بين همزة الوصل وهمزة القطع ولا يعلم ما الفرق بين الخط الكوفي أو خط الرقعة أو خط النسخ أو الخط الديواني ... ولا يفرق بين الحروف التي تنزل عن السطر والحروف التي ترتكز على السطر والحروف التي ينزل جزء منها عن السطر.
لماذا وزارة التعليم تتجاهل مادة الخط العربي مع أنها من أهم المواد التعليمية في المرحلة الابتدائية وبالذات في الصف الأول الابتدائي والثاني الابتدائي والثالث الابتدائي (الصفوف الأولية) ؟
لماذا لم تنظر وزارة التعليم إلى التعليم المدمج لاستراتيجية الصف المقلوب أو الفصل المقلوب أو المعكوس Flipped Classroom وأين شركة تطوير لتقنيات التعليم عندما وضعت المناهج الجديدة من هذه الاستراتيجية؟ فالصف المقلوب هو نموذج تربوي يرمي إلى استخدام التقنيات الحديثة و شبكة الإنترنت بطريقة تسمح للمعلم بإعداد الدرس عن طريق مقاطع فيديو أو ملفات صوتية أو غيرها من الوسائط، ليطلع عليها الطلاب في منازلهم أو في أي مكان آخر باستعمال حواسيبهم أو هواتفهم الذكية أو أجهزتهم اللوحية قبل حضور الدرس. في حين يُخصص وقت المحاضرة للمناقشات والمشاريع والتدريبات. ويعتبر الفيديو عنصرا أساسيا في هذا النمط من التعليم حيث يقوم المعلم بإعداد مقطع فيديو مدته ما بين 5 إلى 10 دقائق و يشاركه مع الطلاب في أحد مواقع الـويب أو شبكات التواصل الاجتماعي،
وهكذا فإنّ مفهوم الفصل المقلوب يضمن إلى حد كبير الاسـتغلال الأمثل لوقت المعلم أثناء الحصة، حيث يقيّم المعلم مستوى الطلاب في بداية الحصة ثم يُصمّم الأنشطة داخل الصف من خلال التركيز على توضيح المفاهيم وتثبيت المعارف و المهارات. ومن ثمّ يشرف على أنشطتهم ويقدمُ الدعم المناسب للمتعثرين منهم وبالتالي تكون مستويات الفهم والتحصيل العـلمي عاليةً جداً، لأن المعلم راعى الفروقات الفردية بين المتعلمين.
وعندما وضعت شركة تطوير لتقنيات التعليم الباركود للذهاب إلى بوابة عين لماذا لم تضع منصة خاصة لمادة الخط العربي وفيها يتعلم الطالب خلال المرحلة الابتدائية في الثلاث سنوات الأولى عبر رسوم كرتونية متحركة ومقاطع للأنيميشن (Animation)أو شخصيات مألوفة ومقاطع فيديو هادفة للصف المقلوب بشكل جميل وجذاب ويشد انتباه الطلاب وتكون مقسمة في الثلاث السنوات الأولى عن تاريخ الخط العربي ونشأته واشتقاقه وحلقات الخط العربي ومراحل تطور الخط العربي في العصر الجاهلي والعصر النبوي والعصر الراشدي (الرسم العثماني) والعصر الأموي (النقاط والتشكيل وترتيب الحروف العربية) والعصر العباسي والعصر الأيوبي ومن ثم العصر الحديث.
ومن المعلوم أن الطلاب في السنتين الثانية والثالثة تعلموا كيفية تصوير الحروف منفردة و متصلة في شكل كلمات، لكن كتاباتهم تبقى نسبية، أحجام الحروف متفاوتة في الكلمة الواحدة، يتنقصها التناسق و التناغم فيما بينها، و قد نجد حروفاً مشوهة لأن التلاميذ لم يحترموا الاتجاه المناسب في رسمها .
ففي البداية يجب على الطالب في هذا المستوى أن يكون واعياً بورقة الكراس التي يكتب عليها، فهي مكونة من سطور خشنة يضع كتابته عليها، وبين كل سطرين ثلاثة خطوط رقيقة بلون مخالف في بعض الكراسات، تحدد حجم كل حرف أعلى أو أسفل السطر.
وعند التدريب على رسم الحروف ، يجب على المعلم تنبيه الطلاب إلى حجم كل حرف في كل وضعية " أول الكلمة ، وسط الكلمة ، آخر الكلمة " ، مع اتجاه الرسم .
الحروف التي توضع على السطر و ترتفع مسافة واحدة : ( بـ ، ـبـ ، ب ، ـب ، تـ ، ـتـ ، ت ، ـت ، ثـ ، ـثـ ، ث ، ـث ، د ، ـد ، ذ ، ـذ ، سـ ، ـسـ ، شـ ، ـشـ ، صـ ، ـصـ ، ضـ ، ـضـ ، طـ ، ـطـ ، ظـ ، ـظـ ، عـ ، ـعـ ، غـ ، ـغـ ، فـ ، ـفـ ،ف ، قـ ، ـقـ ، ق ، مـ ، ـمـ ، نـ ، ـنـ ، ن ، هـ ، ـهـ ، يـ ، ـيـ .)
الحروف التي توضع على السطر و ترتفع مسافتين : ( ا ، أ ، ـا ، ك ، ـكـ ، لـ ، ل ، إشالة الطاء و الظاء )
الحروف التي تنطلق من السطر و تنزل مسافة واحدة : ( ر ، ـر ، ز ، ـز ، ـي )
الحروف التي ترتفع فوق السطر مسافة واحدة و تنزل تحت السطر مسافة واحدة : ( و ، ـو ، ـق ، ص ، ـص ، ض ، ـض ، ي )
الحروف التي ترتفع فوق السطر مسافة واحدة و تنزل مسافتين : ( ج ، ـج ، ح ، ـح ، خ ، ـخ ، ع ، ـع ، غ ، ـغ ، م ، ـم )
الحروف التي ترتفع مسافتين و تنزل مسافة واحدة : ( ـل )
وبعد التدرب على رسم الحروف منفردة بالحجم و الاتجاه المناسبين، يمر المعلم إلى تصوير الكلمات بالاعتماد على المهارات و التقنيات المكتسبة عند رسم الحروف، و هنا يجب على المعلم أن يشرح كيفية رسم الكلمة بدقة محترماً أحجام الحروف المتفق عليها، ويطالب التلاميذ بكتابتها مرة واحدة، حتى يتمكن من المراقبة و اكتشاف أخطاء الكتابة و تصحيحها على السبورة، ثم يأمرهم بكتابتها مرة أخرى ... وهكذا إلى أن يتوصل الطلاب إلى الحد المقبول من الجودة .
كما أن للطلاب عيوباً عند رسم الكلمات، يجب على المعلم تقويمها، كرفع القلم بعد كل حرف من أجل وضع الحركات أو النقط، و هذا من شأنه أن يشوه الكلمات، فينبههم إلى عدم وضعها إلا عند الانتهاء من الكلمة، و عدم رفع القلم إلا عند نهاية المقطع الخطي . ( الكلمة " سمع " لها مقطع خطي واحد نكتبها دفعة واحدة دون رفع القلم ، و الكلمة " مدرسة لها ثلاثة مقاطع و هي : مد ، ر ، سة (وكذلك عدم وضع النقاط و الحركات قريبة جداً من الحروف حتى لا تلتصق بها، وعدم رسم الحروف متلاصقة ببعضها أو متباعدة كثيراً.
عند تدريب التلاميذ على نسخ الجمل ، يتجنب المعلم مطالبتهم بكتابتها دفعة واحد من البداية ، إذ يجب عليه أن يكتبها على السبورة ليتعرف عليها التلاميذ ، ثم يشرع في شرح كيفية كتابة الكلمة الأولى على السبورة مع التكيز على كيفية كتابة كل حرف، و بعدها يطالبهم بنسخها و يمر إلى الكلمة الثانية ، و هكذا ...
هنا أيضا يركز المعلم على المسافات التي تفصل الكلمات ، إذ لا يجب أن تكون متقاربة لحد الالتصاق و لا متباعدة كثيراً للمحافظة على تناسق الجملة .
وفي الثلاث السنوات الأخرى الرابع الابتدائي والخامس والسادس يتعلم من خلالها أنواع الخطوط العربية كالخط الكوفي وخط الرقعة وخط النسخ وخط الثلث والخط الديواني .... وينظر الطالب إلى المنصة التعليمية عبر مقاطع الفيديو للأنيميشن أو غيرها من الوسائط التعليمية كما اسلفنا سابقاً ويطبقه تطبيقاً عملياً أثناء الحصة وفي كراسة تلتزم وزارة التعليم بتوزيعها على الطلاب.

وفي النهاية جهد المعلم المخلص والغيور وحده لا يكفي للحد من انتشار هذه الظاهرة، ما لم يشاركه الطالب في الاهتمام بتصحيح أخطائه الإملائية، وما لم يسانده الأهل في متابعة الخطوات التي رسمها المعلم لتحسين مستوى ابنهم، وما لم تؤازره (الوزارة) في إعادة النظر في وضع مادة الخط العربي ومادة الإملاء (اليتيمة) التي لا تسمن ولا تغني من تعليم وتطبيق وتصويب.
ومن هنا أدعو الغيورين والتربويين إلى البحث عن السبل النافعة؛ لإنقاذ حياة (الكتابة السليمة) المهدّدة بالانقراض والفناء؛ من جراء أخطاء الإملاء والخطوط السيئة وفقهم الله وأعانهم على القيام بمسؤولياتهم، وبارك في جهودهم، ونفع بها

يذكر أن الأستاذ عبدالعزيز بن طامي عسيري من الكفاءات المتميزة في التعليم والبحث العلمي بجانب التدريب والتأهيل للكوادر التعليمية وحاصل على ماجستير تقنيات التعليم بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى ،
وبدورنا ونتمنى له دوام التوفيق والنجاح ونتمنى من وزير التعليم أحمد العيسى أن يتبنى فكرة وضع مادة الخط العربي ومادة الإملاء عبر منصة خاصة لبوابة عين لتنمية مهارات الطلاب وبناء جيل متعلم قادر على تحمل المسؤولية في ضوء السياسة التعليمية للمملكة ورفع جودة مخرجاته وتحقيق رؤية 2030 .
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : admin
 0  0  1336

التعليقات ( 0 )