• ×

قائمة

Rss قاريء

زياد فرحان : شاب يتحدى الأطفال المكفوفين وأطفال التوحد بتعديل سلوكهم من خلال رياضة التزلج على الجليد .

نقلة نوعية بدأت بفكرة تحدي لذوي الاحتياجات الخاصة عنوانها " الحب يصنع المعجزات "

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
جدة . سهيلة متوكل . نبراس 

كم من قلب تألم عند الصدمة الأولى التي اكتشف ان لديه ابن او ابنة من ذوي الاحتياجات الخاصة , هم مؤمنون بقضاء الله وقدره فرحون بهذا الطفل لأنه جزء من روحهم ومن كيان هذه العائلة , لكن المؤلم هي ما ترويه نظرات الناس وحديثهم الغير ملموس , بل وهمزاتهم ولمزاتهم وكأن أحد الأبوين هو من أذنب في خلقة هذا الطفل "والعياذ بالله ", تلتمس الأسرة هذا الاحساس لتصبر وتحتسب , والبعض يسعى آملاً أن يتحول هذا الطفل لطفل طبيعي لحاجته أن يكون هذا الفرد هو أحسن فرد في الكون برؤيته هوا !!

من أكثر الحوادث المفجعة قصص الطلاق والتفكك الأسري بسبب استسلام أحد الأطراف وتعبه من وجود هذا الطفل , او تخلي واختفاء العائل لأنه لم يصدق ولم يرضى بقضاء الله وقدره , بل والأشد قد تصل للضرب والإهانة للطفل وللأم لأنك " بَليتينا " بهذا الانسان المسكين .

ان ما يملكه هذا الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ليفوق ما نملكه من احساس وعبقرية ووعي , انظروا الى من فهم الحقيقة ورضي واحتسب , وتحدى نظرات وكلمات الجميع وانطلق ليؤمن بهذا الانسان الحي الذي هو "قطعة من الجنة " وهبة الله لنا في الأرض , فكل شيء يخلق لحكمة اِلاهية فلا حياتنا محض صدف ولا ما نحن فيه هوا مجرد شيء .

فكرة مخترع

قبل بضع سنوات انطلق مخترع عالمي ليطلق اختراعا يهيئ للمكفوفين حرية الحركة دون خوف أو أذى للممارسة رياضة التزلج على الجليد وذلك باعتماد تقنية الحساسات .

هو المخترع "مشعل هشام الهرساني " من جامعة هارفارد في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية , قضى الهرساني 10 سنوات فائتة من عمره يطور في الكيفية الصحيحة لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وخصص كل ابتكاراته في هذا المجال .

المميز والجميل والمختلف في طرح هذه الرؤية هي في وضعه هذا الاختراع في ايطار التجربة العملية و التعاون الشبابي مع المدرب زياد فرحان لخوض التجربة على الأطفال المكفوفين التي حققت نتائج مذهلة بفضل الله .


نبذة عن زياد فرحان

زياد محمد فرحان شاب يبلغ من العمر 28 عاما خريج قسم نظم معلومات ادارية الأخ قبل الأخير بين اخوته , اختلفت اللحظات في حياته فكانت مقادير الله له فوق كل شيء ففي آخر سنة في ثانوية العلوم الإدارية تأخر عن الامتحان لبضع دقائق فرفض المعلم أن يدخله الامتحان فكانت المادة الوحيدة التي اخرته لتحقيق حلمه الجامعي, اضطر بعد ذلك أن يؤخر تسجيل الجامعة لارتباطه بملحق ولم يجتز العام كاملا وكانت هذه المرة الأولى التي يحمل مادة دراسية طول مراحل حياته , في هذه الأثناء قرر أن يجد وظيفة يملأ فيها وقت فراغه حتى يحين ميعاد امتحانه وينطلق بعد ان يجتاز هذه المرحلة للتقديم في الجامعة ويترك الوظيفة , عثر له أخيه الأكبر على وظيفة في احدى المجمعات المحلية "الصيرفي مول" كان يعتقد أن الدراسة الجامعية بعد ذلك ستعيقه عن العمل لكن عند بدء التسجيل في الجامعة اختلف الأمر واستطاع أن يوفق بين الجامعة والعمل واستمر مشواره في الوظيفة بل وطور من قدراته ليتحدى نفسه أولا ويجتاز المستحيل بتعلمه رياضة التزلج على الجليد وانتهازه للفرصة .

الانطلاقة:

انطلقت البداية الغير محسوبة في عالم التزلج على الجليد من الفكرة الأولى " التجربة وكسب الفرص " , حيث شاء الله أن يعمل في قسم خاص في أحد المولات بجدة داخل قاعة التزلج كمسئول عن دخول الأطفال لساحة التزلج الجليدي , خطرت في باله أن يستثمر وقته ووجوده في المكان و يتعلم التزلج , كانت الخطوة الأولى فالثانية وتكررت حتى أصبح مدربا محترف داخل ساحات هذا الصرح الجليدي , أخذ المهنة كتفريغ طاقة وتجربة حماسية رائعة ومساندة ومساعدة للأطفال .

نقطة تحول

تحولت من شغف وحماس شباب في آخر سنوات الجامعة الى تحدي مجتمعي فريد من نوعه , بالتعاون مع المخترع مشعل الهرساني الذي اخترع الجهاز الخاص بالمكفوفين استطاع من هنا أن يساعد أطفال كثر فخصص من وقته لإثبات مدى انتاجية هذه التجربة وتأثيرها على الأطفال المكفوفين , وفي احدى فترات الصيف قام بتدريب طفل مكفوف ولديه فرط حركة ومصاب بالتوحد , فشعر بمدى التحدي المنصب أمامه بل كان التحدي الأكبر أن الطفل لا يستطيع المشي بسهولة , استطاع بالحب والإيمان والإصرار أن يحول هذا الحلم لحقيقة ووثق نجاح التجربة بفيديو مسجل وضَح فيه كيف وصل هذا الطفل للتوازن والمشي وأصبح ينصت للأوامر وأيضا هدأت حركته وقل تشتته وبدأ التركيز.

كان نجاح هذه التجربة انطلاقه لينشر اعلانً على وسائل التواصل الاجتماعي يدعوا فيها الأسر لرؤية بذرة الأمل في هذا الطفل , بل وتبرع أن يقدم يد العون في تدريب هذه الفئة لمن يرغب ويحتاج دون مقابل , واليوم يعتني هذا المبادر الراقي بمجموعة من أطفال التوحد والذين يعانون أيضا من التشتت وفرط الحركة , فكان التحدي الأكبر من محراب المتعة لدمجه بتعديل السلوك وبالحب نبعت نتائج التركيز والتواصل , حتى في طريقة حواره كانوا أشبه بأطفال كاملي الإدراك واضحي الرؤيا فبادلوه هذه الثقة بالتفاعل الفريد من نوعه ..

الدافع والمشجع

كان المحفز الكبير لزياد هي والدته الكريمة على وجه الخصوص وعائلته وإخوته وأصدقائه هم الداعم الدائم له في كل حين , والدافع لتمسكه بهذا العمل رغم الصعوبات التي واجهها هي قناعته بمدى أهمية مساعدة هذه الفئة بل و القيمة المهمة والبصمة الكبيرة التي تركها في نفس كل أسرة شعرت بقيمة التواصل والتعاون في تغيير حياة ابنها , وينسب الفضل بعد الله في غرس هذه القناعة للمخترع مشعل الهرساني .

أسرار التميز

يرى أن هناك سر واحد يكمن في نجاح كثير من أعماله هو حديث الرسول صل الله عليه وسلم : 'لا يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حتى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسه' فيقول : فهي من أكثر المعاني التي تهيئ الانسان للتميز .

طموحات وآمال

يطمح أن يكون سبب في سعادة أكبر قدر ممكن من الناس وأن يقدم يد العون بكل ما يملك من وقت وجهد ولو كان بأقل القليل .

كلمة أخيرة ..

يقول فرحان : الشكر لله أولا ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله أشكر شكرا جزيلا المخترع مشعل الهرساني , وأشكر عائلتي وكل من كان سبب في مد يد العون و دعم رسالتي في هذا المجال من أصدقاء وزملاء عمل وكل من منحني الثقة لتدريب ابناءه.


اعتنى برسم ابتسامة عريضة في قلوب كل من قابلهم , أعطى الأمل ولم يكتفي بالتدريب فقط , شعوره أن هؤلاء الأطفال ليسوا حقول تجارب وسلع متبادلة بل هم بشر يحتاجون لحب ورعاية وأمان , بادِلوهم الحياة واصنعوا من مواهبكم وقدراتكم جسورا رحيمة لبناء انسان واعٍ مختلف , فهي دعوة لكل شاب اصنع التغيير ولا تنتظر الكم فقط .
وهي دعوة لكل أسرة اعتنوا بهذا الكنز الفريد الثمين , وشكلوه بالحب فهم أكثر الناس احساسا وأتقن الناس عملاً وأقرب الناس من الله الرحيم فصبراً جميل .

image

image

image

image

image

image

image

image

image

image
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  8166

التعليقات ( 0 )